المحتوى الرئيسى

على نفسها جنت براقش بقلم فرج العكلوك

03/10 19:45

بقلم فرج العكلوك يروى أن براقش كانت كلبة لقوم في بلاد المغرب العربي وكانت براقش هذه تنبح وتطارد المارة من الغرباء وتكاد تفترس اللصوص والأشقياء. لم يكن ثمة أحد يستطيع الاقتراب من براقش أو المرور في طريقها. وفي ليلة ظلماء يلفها سكون مخيف هجم الأعداء على بيوت قوم براقش فصاحت براقش ونبحت نباحاً طويلاً فاستيقظ قومها وفروا إلى مغارة في الجبل وتبعتهم براقش حتى ذهب الأعداء وغادروا القرية فأراد قومها العودة إلى القرية وحين عادوا أخذت براقش تنبح وحاول قومها إسكاتها فلم تستجب لهم ومالبث الأعداء أن سمعوا صوتها فعادوا إلى القرية ليقتلوها ويقتلوا قومها. كانت براقش تماماً كم أضاء الضوء لغارة ليلية فدلت طيران العدو على هدف دسم. يبدو أن قادة إسرائيل لم يستفيدوا كثيراً من قصة براقش المغربية رغم أن كثيراً من أجدادهم الذين هاجروا إلى إسرائيل كانوا قد جاءوا من المغرب لكن لعلهم لم يحبوا قراءة الأدب العربي. لقد نبح قادة اسرائيل لعقود أمام شعبهم مدعين أن إسرائيل وجيش إسرائيل قد أعاد العرب إلى جحورهم وأنهم لن يتمكنوا من الخروج من هذه الجحور. لم يقل قادة إسرائيل لشعبهم ان العرب قريبين من إسرائيل تماماً كقرب أعداء قوم براقش من قرية قومها. لقد ساعد نباح قادة إسرائيل منذ عام 1948 في إيقاظ المزيد من الشباب العربي النائم فجاءت اعتداءات كيانهم منذ العام 1948 وعلى أكثر من أرض عربية لتخرج مزيداً من شباب العرب من غيبوبتهم. قال المجرم البريطاني بلفور لرئيس وزراء اسرائيل عند تأسيس كيان دولة اليهود في فلسطين: "إني أسلمك أمة نائمة فاسعى بما استطعت أن تطيل سباتها". وجاء من بعد بلفور وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كسينجر ليقول لرئيس الوزراء الإسرائيلي بن غوريون غداة توقيع معاهدة كامب ديفيد مع مصر: "إني أسلمك أمة نائمة، والمشكلة أنها تنام ولا تموت، فاستثمر فترة نومها ما استطعت، لأنها إذا ما استيقظت فإنها تعيد في سنوات قليلة ما ضاع منها في قرون". لقد ضيع ساسة اسرائيل منذ العام 1948 فرصاً لا حصر لها لإسكات غضب الفلسطينيين ولكنهم ظلوا ينبحون كبراقش متجاهلين حقيقة أن نباحهم هذا يخترق آذان أمة العرب النائمة ليستيقظ شبابها وبناتها رويداً رويداً وليعرفوا أخيراً مصدر النباح وهو كيان اسرائيل على بعد مرمى حجر منهم. تقول التجربة ويقول التاريخ أن قادة اليهود ومن بعد وفاة سيدنا موسى قد أخذوا ينتقلون من تخبط إلى آخر كلف أمتهم على مر التاريخ أثماناً باهظة ونفس التاريخ هذا يقول لنا اليوم أن مغامرات اسرائيل البراقشية لن تنتهي وأن إسرائيل سوف تستمر في نباحها المتواصل ليستفيق البقية الباقية من الأمة النائمة ويتجهوا باتجاه مصدر النباح. كان أمام ساسة اإسرائيل الكثير من الفرص التاريخية ليكسبوا سلاماً يستمر على الأقل لسنوات قادمة لكن الأمة النائمة اليوم كما تشير استطلاعات الرأي في جميع البلاد العربية لم تعد تبحث عن السلام الذي صدع رؤسنا به ساسة العرب وقادتهم منذ ما يزيد على عقدين من الزمان. لقد نبحت براقش إسرائيل منذ العام 1948 فاستيقظت الأمة النائمة وعرفت مصدر الصوت ولم يتبق الآن سوى أن يقف النائمون على أقدامهم ويبدأوا بالتحرك، وعلى نفسها ... جنت براقش.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل