بورصة الكويت لا تعبأ بالمظاهرات رغم تجاوبها مع أحداث اقليمية..
الكويت (رويترز) - لم تعبأ بورصة الكويت كثيرا بالمظاهرات التي شهدتها البلاد هذا الاسبوع وواصلت ارتفاعاتها على مدى الايام الثلاثة الماضية رغم أنها كانت قد تراجعت بشكل كبير على وقع الاحتجاجات التي شهدتها دول عربية أخرى مثل مصر والبحرين وسلطنة عمان.وانطلقت في الكويت يوم الثلاثاء مظاهرات قادتها مجموعات شبابية وشارك فيها نواب في مجلس الامة الكويتي (البرلمان) تطالب باقالة رئيس الحكومة الكويتية الشيخ ناصر المحمد ابن شقيق أمير الكويت واعتماد نهج جديد لعمل الحكومة.وأعلن المتظاهرون الذين بلغ عددهم مئات الاشخاص استمرار المظاهرات حتى تتحقق مطالبهم.كما دعا عدد من غير محددي الجنسية الذين يعيشون في الكويت ويطلق عليهم "البدون" للتظاهر يوم الجمعة مطالبين بأن يقر البرلمان الكويتي جملة من الحقوق التي وافقت عليها الحكومة الكويتية والتي تتضمن تحسينا لاوضاعهم المعيشية.وكان المؤشر الكويتي قد تراجع على وقع الاحتجاجات في مصر والبحرين وعمان من مستوى 6976 في يوم 26 يناير كانون الثاني الى أن وصل الى مستوى 6134.6 نقطة في 7 مارس اذار الجاري بانخفاض 841.4 نقطة تمثل 12 في المئة.لكنه وتزامنا مع بدء تظاهرات الكويتيين أخذ في الارتفاع بشكل متواصل منذ الثلاثاء وحتى اليوم حيث صعد 152 نقطة بنسبة 2.5 في المئة.وعزا محللون ارتفاع مؤشر الكويت الى ضعف المظاهرات في الكويت وانخفاض سقف مطالبها مقارنة بغيرها من الدول العربية. ولم يستبعد عدد منهم وجود تدخل للحكومة عبر الهيئة العامة للاستثمار بالشراء وهو ما ادى لرفع مؤشر البورصة.وقالت الدكتورة أماني بورسلي أستاذة التمويل في جامعة الكويت ان مؤشر السوق لديه حساسية خاصة للشأنين السياسي والاقتصادي وهو يوازن بينهما فأيهما كان أثقل وزنا مال معه مؤشر البورصة.ورجحت بورسلي أن تكون الاخبار التي تم نشرها خلال الايام القليلة الماضية من اعلانات لارباح عدد من الشركات والبنوك الكويتية وتوقيع عقود حكومية بشأن بعض مشاريع خطة التنمية الحكومية من أهم أسباب عدم مبالاة المؤشر بالتطورات السياسية الحادثة في الكويت.وقال ميثم الشخص مدير الاستثمار في شركة بيت الاستثمار العالمي جلوبل لرويترز ان المظاهرات في الكويت محدودة ومطالب المحتجين قديمة وليست جديدة مشيرا الى أن الاغلبية النيابية مازالت تساند رئيس الوزراء.واعتبر الشخص أن المظاهرات في الكويت تحركها بشكل أساسي قوى سياسية ونواب في البرلمان وليست نابعة بشكل كبير من الشارع.وقال "نعم هناك شباب متأثرون بالاطروحات. ولكن من مصدر هذه المظاهرات.... انهم النواب."وأشار الى أن الاحداث في مصر وتونس والبحرين وعمان كان تأثيرها كبيرا على بورصة الكويت لان الاعلام لعب دورا كبيرا في خلق أثر نفسي كبير لدى المستثمرين والمتداولين بينما لم يكن يحدث الامر نفسه مع مظاهرات الكويت مبينا أن "هذه الاحداث لم يصل أثرها بعد الى المستثمرين."واعتبر محمد الطراح رئيس جمعية المتداولين الكويتية أن المظاهرات في الكويت تتم بشكل حضاري وهي ظاهرة صحية وهو ما يضعف أثرها على البورصة مشيرا الى أن هناك عوامل أدت الى رفع المؤشر الكويتي منها قيام عدد من المحافظ التابعة للقطاع الخاص بالعمل على استقرار الاوضاع في البورصة وتجنب الاثر السلبي لهذه المظاهرات.وقال حسين العتال رئيس مجلس الادارة العضو المنتدب في شركة المجموعة المالية الكويتية ان الوضع السياسي في الكويت "امن وفي اطاره القانوني.. في الكويت لم يحدث عندنا شيء."وقال "لا تنسى أن أسعار البترول حاليا في حدود 110 دولارات" وهو ما من شأنه أن يزيد التفاؤل بمستقبل الاقتصاد الكويتي الذي يعتمد بشكل كبير على تصدر النفط.وأضاف الطراح أن هناك أموالا دخلت الكويت خلال الفترة الماضية قادمة من عدد من الدول العربية لثقتها في استقرار الاوضاع في الكويت نظرا لكون الكويت تتمتع " بديمقراطية نسبية."وأرجع حسين العتال الارتفاع الحالي للمؤشر الكويتي الى توزيعات أرباح شركة زين عن السنة المالية 2010 والتي بلغت 200 فلس للسهم الواحد مشيرا الى أن هناك شركات كثيرة مدرجة في البورصة مرتبطة بأشكال مباشرة وغير مباشرة بشركة زين.واعتبر العتال أن الارتفاعات الحالية في المؤشر الكويتي مؤقتة ولابد أن تدعمها أوضاع سياسية مستقرة في الكويت والمنطقة بشكل عام حتى يستمر الاداء الايجابي للسوق متمنيا أن تتم الارتفاعات المقبلة للسوق "على أرض صلبة."وقال الشخص من جلوبل "هناك كلام عن أن هناك صناديق حكومية دخلت (بالشراء في البورصة)."ويرى الطراح أن هناك دعما غير مباشر من هيئة الاستثمار للبورصة.ودعا حسين العتال الحكومة أن يكون تدخلها في السوق تدخلا "داعما للسوق وليس عبئا عليه" مشيرا الى أن الحكومة استفادت بشكل كبير من استثماراتها في البورصة ومنها استثماراتها في شركات الاتصالات وهو ما يدعوها لوضع خطة لعمليات الدخول والخروج من البورصة.من أحمد حجاجي
Comments