المحتوى الرئيسى

الحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي يدرسان هامش مناورتهما في الازمة الليبية

03/10 15:30

بروكسل (ا ف ب) - يبحث حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي حتى الجمعة في بروكسل سبل وقف ازمة قد تكون عواقبها كارثية في ليبيا، الدولة المنتجة للنفط بدون التسبب بزعزعة اكبر للاستقرار.وافتتحت النقاشات بغداء عمل لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الخميس للتحضير للقمة الخاصة حول ليبيا التي ستجمع رؤساء دول وحكومات الاتحاد الاوروبي ال27 في اليوم التالي.وعلى جدول نقاشاتهم "الحرص على ان تتوقف اعمال العنف ضد المدنيين في ليبيا وان تتخذ المجموعة الدولية كل الاجراءات التي يمكنها اتخاذها" كما اعلن مسؤول كبير في الاتحاد الاوروبي.وبعد ظهر الخميس يجتمع وزراء دفاع الحلف الاطلسي ال28 بحضور وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس خصوصا لتبادل وجهات النظر حول السيناريوهات والوسائل والخيارات المتوفرة.ويتوخى الغربيون الحذر في تحركاتهم وليس هناك اجماع حول طريقة معالجة الازمة الليبية.وقال دبلوماسي اوروبي ان "الاراء منقسمة" في الاتحاد الاوروبي الذي يضم 21 دولة تنتمي الى حلف شمال الاطلسي، بخصوص منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا التي ينص عليها مشروع قرار قدمته فرنسا وبريطانيا الى مجلس الامن الدولي.ويرى البعض ان حظر طيران طرابلس من التحليق سيتطلب قصفا وقائيا لبطاريات صواريخ جو ارض الليبية.الا ان وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس قال ان هناك بدائل لتدمير الدفاعات الجوية الليبية، مخالفا بذلك رأي وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون).وخلافا لتصريحات ادلى بها غيتس، قال فوكس ان مهاجمة الدفاعات الجوية الليبية قد لا يكون ضروريا، مشيرا الى منطقتي الحظر الجوي اللتين فرضتا فوق شمال العراق وجنوبه من 1991 الى 2003.وقال ان فرض منطقة للحظر الجوي فوق ليبيا يتطلب حاجة واضحة لذلك واساسا قانونيا قويا ودعما دوليا واقليميا واسعا، مؤكدا انه "اذا كان الامر سيتم فسيكون لحماية المدنيين".من جهته، قال وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي "يجب ان نكون حذرين جدا في قراراتنا اذا اردنا عدم الوصول الى نتيجة مخالفة لتلك الني نهدف اليها" وهي "السلام" و"الحرية" في شمال افريقيا.واضاف الوزير الالماني عند وصوله الى الاجتماع "لا نريد ان ننجر الى حرب في شمال افريقيا"، مؤكدا انه "يشكك" في خيار فرض حظر جوي.اما نظيره الفنلندي الكسندر ستوب فقال ان "كل الخيارات يجب ان تبقى مفتوحة" اذا وقعت "مجزرة" او "استخدمت اسلحة كيميائية" في ليبيا.واكد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان فرنسا والمانيا تاملان في ان يبدأ الاوروبيون حوارا مع "المسؤولين الليبيين الجدد"، وكرر ان معمر القذافي "فقد مصداقيته" وعليه ان يرحل.وجاء تصريح جوبيه بعيد اعلان فرنسا اعترافها بالمجلس الوطني الانتقالي "ممثلا شرعيا وحيدا" لليبيا وارسال سفير الى بنغازي قريبا.لكن في برلين شكك سكرتير الدولة الالماني للشؤون الخارجية فيرنو هوير في الاعتراف بالمجلس الوطني كسلطة شرعية وحيدة.اما وزير خارجية البرتغال لويس امادو فقد صرح الخميس انه ابلغ مبعوثا ليبيا استقبله الاربعاء ان نظام العقيد معمر القذافي "انتهى" في نظر المجتمع الدولي.من جهة اخرى يدرك الحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي ان العالم العربي يرتاب من الدوافع الفعلية التي تبرر تدخل دول غربية في شؤونه.ولخص مسؤول اميركي هذا القلق بالقول ان الحلف الاطلسي لن يتمكن من البت في سبل وموعد التدخل الا اذا تم احترام ثلاثة مبادىء.واوضح ان هذه المبادىء هي وجود مؤشرات تجعل من التدخل ضروريا وان يستند التدخل الى قاعدة قانونية واضحة اي ان يتم التصويت على قرار في هذا الصدد في مجلس الامن الدولي، وان توافق دول المنطقة على ذلك وتتعاون.لكن الولايات المتحدة ورغم انها ترغب في ان يتخلى القذافي عن السلطة تنقصها الحماسة لفكرة التدخل في بلد مسلم فيما تركز كل اهتمامها على العراق وافغانستان.وكان روبرت غيتس حض علنا قبل اسبوعين فرنسا وايطاليا على قيادة العملية.لكن واشنطن ترغب في ان يتم اي تحرك في اطار الحلف الاطلسي الذي ترفض فرنسا ان يرعى تدخلا ذا طابع عسكري في دولة في شمال افريقيا.وهو موقف تشاطرها اياه تركيا الدولة العضو في الحلف الاطلسي ايضا والمتحفظة جدا ازاء ذلك.وما يزيد من التحفظ والحذر ان المواجهة بين جيش القذافي والمعارضين تبقى بدون حسم حيث ان استخدام الطيران والقصف المدفعي من قبل الموالين للنظام لم يؤد حتى الان الى سقوط عدد كبير جدا من الضحايا يثير السخط الدولي.وقد اوفد المجلس الوطني الانتقالي الذي اعلن عن انشائه في بنغازي (شرق) ممثلا المعارضة، مبعوثين للدفاع عن قضيته على هامش اجتماعات بروكسل.وقال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ان مبعوثين للنظام الليبي في طريقهم ايضا الى العاصمة البلجيكية.وفي انتظار ان تتخذ روسيا والصين موقفا من مشروع فرض منطقة حظر جوي في الامم المتحدة، فان الاتحاد الاوروبي والحلف يفكران بدعم عسكري لعمليات اجلاء المدنيين الذين يفرون من ليبيا او القيام بعمليات مساعدة انسانية اذا اصبح ذلك ضرورة بسبب تدهور الوضع.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل