المحتوى الرئيسى

عندما يصرخ الشباب في وجه الشيوخ: خذوا الماضي و انصرفوا بقلم شاكر الحوكي

03/10 14:17

  عندما يصرخ الشباب في وجه الشيوخ: خذوا الماضي و انصرفوا بقلم شاكر الحوكي   انتم من عجت بكم وسائل الإعلام  و الصحافة تحذرون من الخطر الإسلامي أو  الخطر العلماني تشككون في النوايا و تعدون العدة لمعركتكم القادمة ، يفترض أن يكون لديكم ما يكفي من ضمانات، بان مواقفكم ، هلوستكم  و هواجسكم ، لن تكون مدخلا لتوريط البلاد في مرحلة جديدة من الاستبداد، و إلا فانتم منافقون، و سماسرة، و مرتزقة ، و تجار سياسة ، و تريدون مصادرة إرادة الأجيال القادمة و توريطهم في معارككم و متاهاتكم و سخافاتكم. لقد سبق و أن لعبتم نفس اللعبة في الماضي، فتاهت حقوقنا في الحرية و الإبداع و التفكير،  و حتى حقنا في  الوجود عبثتم به ، و انتم تطلون علينا من عتبات القبور، و مشارف الموت، و أقدام الماضي، لإذكاء نار الخوف و اللعب على أوتار موسيقى ساخطة تآكلت و تهاوت،  مفرداتها الحكم على النوايا، مصادرة المواقف ، التضخيم  من صغائر الأمور و استغلال الفرص . تريدون توريث أمراضكم و أحقادكم إلينا،  بعدما فرشتم البساط طويلا للنظام السابق و السابق على السابق، و استسلمتم للهزيمة و اليأس، و انتهيتم إلى أنه لا مستقبل لنا، بعدما فقدتم الأمل في المستقبل و عجزتم عن كل شيء. و الآن كتاباتكم، قصائدكم، مسرحياتكم، أفلامكم، و كأنها من الزمن الغابر أو ما قبل التاريخ. من الزمن الغابر و ما قبل التاريخ تطلون علينا في محاولة لاستعادة الدور نفسه، و خوض المعركة نفسها، و إخراج المسرحية نفسها كأن شيئا لم يكن. ما ذنبنا إذا كان الموت قد أطال في أنفاسكم و اجّل في أعماركم. ألا تستحون. كنتم في بيوتكم تتفرجون، على الأرائك متكئون، بين الحانات تتجولون، بالاحتفالات منشغلون والى أحضان النساء مطمأنون عندما كنا نحن الغوغاء، و الدهماء، و السوقة، و الشارع، نحترق. فلا تعلموننا . "مفكروننا"، "شعرائنا"،" أدبائنا" و "سياسيونا" كل من خاض معاركه في الزمن البورقيبي و خطف منا الأمل في الزمن النوفمبري و احتل مكانه بين الحشود في زمن الطاغية، ارفعوا عنا وصياكم ، ارفعوا عنا أيديكم ، لا تعطونا دروسا ، لا تلقوا علينا مواعظ ، لا تفكروا بدلا عنا ، لا تلقوا علينا الدروس  و خذوا الماضي و انصرفوا . خذوا مفاهيمكم، مقولاتكم، خطاباتكم، مواقفكم،  أشيائكم و انصرفوا. لا تكبلوننا، لا تعلموننا، لا تلقوا علينا الدروس، و لا تشمروا سواعدكم علينا لتجعلوا منا وقودا  لمعارككم الوهمية و تلقوا بنا في نار تهلكتكم.  رجاء ، لا تسرقوا منا المستقبل، لا تقتلوا فينا الأمل، لا تزرعوا فينا الخصام، لا تجعلوا منا حشودا لكم، لسنا أصواتكم، لسنا أبنائكم، لسنا أحفادكم،  لسنا منكم و لستم أوليائنا، دعونا نفكر بأنفسنا لأنفسنا. دعونا لأنفسنا و لن نتقاتل. ارفعوا عنا وصاياكم، ارفعوا وصياكم عنا، و اتركوا لنا الحاضر و المستقبل، لأننا الحاضر و نحن المستقبل.        

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل