المحتوى الرئيسى

تحليل- السعودية تقول إن الاحتجاجات لا تناسب الدولة الإسلامية

03/10 13:05

دبي (رويترز) - حشدت الاسرة الحاكمة في السعودية قوة المؤسسة الدينية المحافظة لمنع موجة من الانتفاضات الشعبية ضد الحكام العرب من الوصول إلى المملكة التي تضم أراضيها أكثر من خمس الاحتياطيات النفطية العالمية المؤكدة.وسيختبر هذا الطرح ما اذا كانت هذه الاساليب التقليدية ستفلح مع شعب أغلبه من الشبان الذين نشأوا في عصر الثورة التكنولوجية ولديهم القدرة على استخدام الانترنت في التنظيم ونشر الافكار عن الحقوق الاساسية والمشاركة السياسة.وفي حين شجعت الانتفاضات التي أطاحت بحليفي السعودية في مصر وتونس النشطاء المطالبين بالديمقراطية على تحدي الحكام في مختلف أرجاء المنطقة جربت السلطات السعودية كل الوسائل الممكنة لتحذير الناس من محاولة تكرار نفس الاسلوب.واليوم الذي تتعلق به أنظار الجميع هو الجمعة. فقد أيد أكثر من 32 ألفا دعوة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لتنظيم مظاهرتين هذا الشهر الاولى يوم 11 مارس اذار والثانية يوم 20 مارس.والموضوع الذي يدور حوله الحديث في تعليقات الامراء ورجال الدين وكتاب المقالات الافتتاحية في الصحف هو أن الاحتجاجات في الدولة الحليف للولايات المتحدة تتعارض مع الاسلام استنادا الى فتوى أصدرتها هيئة كبار العلماء هذا الاسبوع.وقبل يومين من يوم الجمعة حذر وزير الخارجية الامير سعود الفيصل ابن أخي الملك من أن الاحتجاجات غير مسموح بها وأن التغيير لن يحدث الا عن طريق "مبدأ الحوار."واستخدموا أسلوب الخطابة الذي اعتاده السعوديون منذ زمن بعيد والذي يستند الى فكرة أن السعودية متفردة كدولة وانها نموذج للدولة الاسلامية الاولى واليوتوبيا الاسلامية حيث كلمة الله هي الشريعة والانصياع للشريعة أمر لا نقاش فيه.وساقوا سورا من القرآن وفهمهم للدولة الاسلامية الاولى التي أسسها النبي محمد لدعم وجهة نظرهم القائلة بأن الاصلاح يجب أن يأتي عن طريق النصح وليس احتجاجات الشوارع وأن حتى جمع التوقيعات على عرائض الالتماس يتعارض مع ما أمر به الله.لكن فؤاد ابراهيم الذي أعد دراسات عن المذهب الوهابي السعودي قال ان كلمة كبار علماء الدين أصبح لها تأثير أقل بكثير الآن مما كان من قبل.وقال ابراهيم المقيم في لندن انهم يقولون "نحن نعيش في دولة اسلامية لسنا مثل مصر وتونس نحن نطبق الشريعة وليس هناك سبب كاف يدعو الناس للثورة على الدولة الاسلامية - مثل هذه المزاعم يجري الترويج لها لكن لم يعد كثيرون يصدقون ذلك الآن."وتركز الوهابية - التفسير السعودي للمذهب الحنبلي السني - على طاعة أولي الامر تحت أي ظرف. ولا يرضى علماؤه كذلك عن الاحزاب السياسية المحظورة في البلاد.ولكن في أعقاب أزمة الخليج بين عامي 1990 و1991 عندما فاجأ رجال الدين الحكوميين الكثيرين بالسماح للقوات الامريكية باستخدام الاراضي السعودية انشق العديد من العلماء الوهابيين.وباعتبارهم أكثر نشاطا على الساحة السياسية قدم هؤلاء المنشقون التماسات للاسرة الحاكمة تفيد أن الدولة حادت عن مباديء الاسلام في سياساتها الداخلية والخارجية. وايدوا فكرة اجراء انتخابات برلمانية.والعديد من هؤلاء العلماء الذين سجنوا بسبب أرائهم يحظون بين السعوديين اليوم بمصداقية أكبر من رجال الدين المدعومين من الحكومة.ومنهم سلمان العودة الذي يقدم برنامجا أسبوعيا على قناة ام.بي.سي1 التلفزيونية والذي وقع التماسا يطالب بالتغيير الشهر الماضي وأدلى بتصريحات مؤيدة للاصلاح على موقع تويتر هذا الاسبوع وقال يوم الاربعاء "يجب أن يمنح الشباب بعض الحرية في النقد وشيئا من الحرية في مدى استحقاق من نسميهم وجدارتهم بهذه الالقاب التي نضفيها عليهم."وانقسم رجال الدين السعوديون بشأن تأييد الانتفاضات في تونس ومصر وليبيا. ويخشى أنصارهم على المواقع الاسلامية على الانترنت أن تخدم الاحتجاجات مصالح ايران بتشجيع الشيعة الذين بدأوا بالفعل الاحتجاج في الاسبوعين الماضيين في المنطقة الشرقية التي تضم أغلب حقول النفط السعودية.ويخشى رجال الدين الذين يتمتعون بنفوذ قوي في المجتمع من خلال اتفاق تاريخي مع أسرة ال سعود الحاكمة من أن تخدم الاحتجاجات مصالح الليبراليين الذين يريدون تقييد المؤسسة الدينية.وكثيرا ما يقول المسؤولون ان السعودية لها وضع خاص في الاسلام لان بها الكعبة وقبر الرسول يشبه وضع الفاتيكان بالنسبة للكاثوليك.ويمكن للسعوديين الاختيار بين اراء رجال الدين من داخل البلاد او خارجها أو تجاهلهم جميعا.ونشر عبد الكريم الخضر استاذ الفقه الاسلامي بجامعة القصيم دراسة يجري توزيعها بين النشطاء تبرر الاحتجاجات من وجهة نظر وهابية.وقال لرويترز في الرياض هذا الاسبوع ان المظاهرات لا تتعارض مع الاسلام فالشرفاء يجب ان يتظاهروا لان الوقت قد حان لذلك والالتماسات لم تحقق اي تقدم.وقالت المدونة ايمان النفجان انه رغم أن السعوديين يبدون ظاهريا متحفظين فهذا لا يعني انهم يتبعون دون فهم كلمات المؤسسة الدينية الرسمية.وقالت إن تحريم رجال الدين لتوقيع الالتماسات جعلهم يبدون وكأن الزمن قد تجاوزهم. وأضافت "الفتوى تأتي في غير صالح رجال الدين فقد فقدوا العديد من المؤيدين باصدارهم هذه الفتوى. نحن نعرف أن علماء الدين يسهل شراؤهم وانهم يقولون ما يؤمرون به."ويقول ابراهيم إن الطبيعة المتشابكة للجيل الجديد من السعوديين تمثل أكبر اختبار حتى الان للمزاعم السعودية بشأن التفرد الثقافي.وحاول الرئيسان المخلوعان المصري حسني مبارك والتونسي زين العابدين بن علي وأيضا الزعيم الليبي معمر القذافي الذي يقاتل مناهضين لحكمه الدفع بأن هناك تفردا ما يميز بلد كل منهم ويحول دون التغيير.وقال ابراهيم "انهم جميعا قالوا ذلك قالها مبارك عندما أطيح ببن علي. وقال القذافي ان ليبيا مختلفة والان يقول (وزير الداخلية السعودي) الامير نايف ان السعودية مختلفة لانها تطبق الشريعة."من أندرو هاموند(شارك في التغطية اولف ليسينج)

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل