المحتوى الرئيسى

حكاية أقدم سجين سياسي قضي ‮٠٣ ‬عاماً‮ ‬من عمره خلف القضبان

03/10 01:16

كتب أحمد خليل‮:‬سمعنا كثيرا عن اصحاب الحظ السيئ في الحياة منهم من تخرج في الجامعة ولم يجد عملا في الحكومة وبعد جهد حصل علي فرصة عمل في شركة بالقطاع الخاص ولكنها سرعان ما أفلست او باعتها الدولة في مولد الخصخصة ليجد نفسه في الشارع وسمعنا عن مريض نقلته سيارة الاسعاف إلي المستشفي ولكنها سقطت في الترعة او اصطدمت بسيارة اخري في الطريق وسمعنا عن فقراء مرضي حصلوا علي قرارات بالعلاج علي نفقة الدولة وتوقفت القرارات بسبب انعدام ضمير نواب الشعب في البرلمان فيما عرف بفضيحة نواب العلاج علي نفقة الدولة‮.. ‬وسمعنا عن مريض دخل مستشفي العيون لعمل نظارة فخرج منها اعمي لكن هذا الرجل يعد صاحب اكبر لقب في سوء الحظ ويستحق ان يدخل به موسوعة جينس‮.. ‬الرجل بطل هذه القصة اسمه نبيل محمد المغربي من اقدم السجناء السياسيين الذين عرفتهم مصر ولم تكن مشكلته ومشكلة اسرته في الحكم عليه بالسجن المؤبد في قضية تنظيم الجهاد بعد ان قبض عليه عام ‮١٨ ‬ولكن كانت مأساته الحقيقية في سوء الحظ فالرجل كان عمره في نهاية الثلاثينيات وكان يعمل ترجمانا للغة الاسبانية بوزارة الثقافة داعبته الاحلام وخياله عندما اخبروه بأنه سوف يسافر ضمن بعثة الي عدة دول اوروبية في مهمة عمل لكن كابوس سوء الحظ سدد له أول كلمة قبل سفره باسبوع حيث هاجت مصر وماجت في عهد الرئيس الراحل أنور السادات‮.‬وكان الرجل ضمن العشرات الذين شملتهم قرارات الاعتقال عام ‮١٨ ‬والتي اكدت السيدة جيهان السادات زوجة الرئيس الراحل ان زوجها كان‮ ‬ينوي الافراج عن جميع المعتقلين بعد شهر واحد وعقب الانتهاء من استرداد كامل ارض سيناء طبقا لاتفاقية كامب ديفيد‮.. ‬الرجل قبض عليه في شهر سبتمبر عام ‮١٨ ‬بتهمة الانضمام الي تنظيم الجهاد في القضية ‮٢٦٤ ‬لسنة ‮١٨٩١ ‬وبعد شهر واحد اغتيل الرئيس السادات ليقلب القدر لمترجم وزارة الثقافة ظهر المجن فيقدم للمحاكمة ليقبض عليه بالحكم المؤبد‮.. ‬مرت الايام والسنين وتعددت الالتماسات من اسرته دون جدوي حتي انتهت فترة العقوبة ولكن سجنه لم ينته رفعت اسرته التماسات للرئيس السابق حسني مبارك باعتباره الحاكم العسكري للافراج عنه وبشره المحامون بقرب صدور قرار بالعفو عنه وخروجه من السجن لكن القدر عاد ليوجه له لكمة الضربة القاضية فقد اطاحت ثورة ‮٥٢ ‬يناير بنظام حكم مبارك‮.. ‬لم تيأس اسرته من تسطير التماسات الي النائب العام في محاولة اخيرة للافراج عن رجل بلغ‮ ‬السبعين من عمره قضي منها ‮٠٣ ‬عاما خلف القضبان لكن اليأس أصاب ابنه الذي كان عمره شهرا واحدا عندما ما قبض علي والده وهو الان في الثلاثين من عمره ولم ير والده الا من خلف القضبان ويدعو الله ليل نهار ان يمنَّ‮ ‬عليه باحتضان والده للشعور بالدفء الاسري الذي حرم منه منذ نعومة اظافره وكان مصدر يأس الابن هذا الكم الهائل من البلاغات وقضايا الفساد والشكاوي التي تنهال يوميا بالالاف‮ ‬علي مكتب النائب العام‮.. ‬ولكن الام والزوجة التي فقدت حنان زوجها منذ ثلاثين عاما عادت لتبث الامل من جديد في ابنها واشارت اليه بتقديم التماس بالمجلس العسكري تناشد فيه المشير حسين طنطاوي صاحب القلب الكبير ورئيس المجلس العسكري ان يسارع في الافراج عن زوجها العجوز بعد ان اصبح مجرد هيكل عظمي يلفه جلد بشري ولم يتبق منه سوي لسان يذكر الله ويدعوه ليل نهار ان يفك اسره واختارت هذه السيدة جريدة‮ »‬الأخبار‮« ‬لتنشر فيها مأساة زوجها وتضمن بها وصول التماسها الي القائمين علي الامر في مصر ولم تنس ان تقدم شهادة طبية صادرة من مصلحة السجون تفيد اصابة زوجها السجين بأمراض الكلي والكبد والضغط والسكر اضافة إلي امراض الشيخوخة اضعفت له السمع‮ ‬والبصر‮.‬

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل