شقق ووظائف.. أحمدك يارب
هالني مثل كل المصريين كم الأموال والشقق والوظائف وغيرها من الامتيازات والتعويضات التي قررتها أجهزة الدولة فورا بعد الثورة وكأن الأرض انشقت علي بلد غني يتوفر فيه كل شيء لكنه وبكل بساطة كان محجوزا للمحاسيب وأهل الثقة.شكرا لشبابنا فإليهم فضل نسائم الحرية التي تنفسناها جميعا بعد 30 عاما من القهر والاستبداد.. وإليهم فضل العهد الجديد الذي نحن جميعا علي أبوابه لكن عليهم التحلي بالصبر حتي تهدأ الأمور وتعود الحياة إلي طبيعتها ولا داعي للمطالب المتزاحمة والمتناقضة في الوقت نفسه لإعطاء الفرصة للقوات المسلحة للعمل لصالح الوطن. ما يثور في ذهني الآن: أين كانت كل هذه الأموال والخطط والبرامج التي تستهدف العدالة الاجتماعية.. فهل اكتشفنا فجأة أن لدينا شققا جاهزة ومغلقة لم نعرف شيئا عنها إلا بعد أن استولي عليها البلطجية استغلالا للفراغ الأمني الذي حدث بعد الانسحاب المهين للجهاز الأمني.. أين كانت كل هذه الشقق ولماذا تركنا جانبا مهما من الشعب يقطن المقابر والعشش وتحت صخور الجبال والعشوائيات التي تضرب الآدمية في مقتل. هل اكتشفنا أن لدينا إمكانية لتوفير وظائف بشيء من الشفافية كان من الممكن أن نلبي احتياجات شبابنا في العمل الشريف بدلا من تركهم نهبا لغول البطالة التي وصلت لمعدل مخيف يصل إلي 20 ٪ وفق أكثر التقديرات اعتدالا.وهل اكتشفنا فجأة أيضا أن مسئولينا نهبوا أموالنا وبالمليارات المودعة في بنوك الخارج والداخل في غياب تام للأجهزة الرقابية التي تحتاج جميعها لإعادة هيكلة شاملة.. لماذا لم نوفر للشعب حقه في أبسط متطلبات الحياة - المأكل والمسكن والمشرب - وتركناه نهبا لأجور هزيلة تكاد لا تغطي بندا واحدا حتي العيش الحاف. لماذا انتظرنا لنستجيب لنبض الشعب ومتطلباته ولماذا آذينا الشعب كله في آدميته بمعايرته ليل نهار بما يصل إليه من دعم والتهديد بالتصريح والتلميح بإلغائه بين الحين والآخر.. ولماذا جيشنا أجهزة الدولة ومؤسساتها طوال أكثر من 10 سنوات وفصلنا القوانين والتشريعات لهدف واحد فقط هو التوريث وهل يستحق هذا الذي أردنا له التوريث أن يشقي غالبية الشعب .. وهل كان لا بد لنا من ثورة وضحايا من شهداء وجرحي حتي نعرف ألف باء رضاء الشعوب.هذا الفشل الرهيب لأجهزة ومؤسسات النظام البائد خير دليل وأبلغ تعبير عن مشروعية مطالب الشباب بل الشعب بأكمله وعلينا العمل بهدوء وروية لنسف كل أذيال هذا النظام فبعد اليوم لن يخدعنا تغيير الأقنعة ولن يخدعنا تحول المواقف والاتجاهات.
Comments