المحتوى الرئيسى

> المستقبل للـ GEEKS وليس لنشطاء الإنترنت

03/09 22:27

ثمة نشطاء انترنت كان لهم دور كبير منذ نهاية التسعينيات والي ثورة 25 يناير، هؤلاء النشطاء كان لهم دور كبير فيما اطلق عليه عام 2001 الانترفاضة أو الانتفاضة نت حيث قام شباب الإنترنت الفلسطينيون بدور بارز في انتفاضة عام 2001 والتي كانت علي الأرض بعد أن اقتحم شارون المسجد الأقصي، كما ساهم نشطاء إنترنت عرب كل في عاصمته بالكثير من التغييرات الاجتماعية، لكن في مصر كانت هناك خصوصية لنشطاء الإنترنت لاسيما في الوقوف أمام مرحلة «أسنان العولمة» و«ضروس الحوكمة» حيث طرأت متغيرات اجتماعية واقتصادية وسياسية قاسية علي المجتمع المصري. فكانت لهم حملات قوية وفاعلة لا مجال لذكرها الآن غيرت الكثير من الرؤي وغيرت الكثير من السياسات وافرزت العديد من الايجابيات. وفي ثورة 25 يناير احتشد النشطاء علي الشبكة ونسقوا ودبروا ثم نزلوا إلي الميدان وكانت التوفيق من الله، وبإرادة حديدية وعزيمة فولاذية ووعي معلوماتي وضمير وطني حققوا ما لم يكن يحلم به أي شخص في العالم فتم تحرير مصر من الحكم العسكري. وبالتالي فإن الناشط الالكتروني هو شخصية تنويرية وتثويرية تهدف إلي صناعة عمل جماعي ليحدث حراكا إيجابيا وتنمويا علي الشبكة ولا مانع من النزول علي الأرض للمدافعة عن قضية حقيقية أيا كانت هذه القضية، ولكن في الميدان سواء علي الشبكة أو علي الأرض كان هناك «وائل غنيم»، الذي لا يعتبر ناشطاً الكترونياً فقط ولكنه باللغة الإنترنتية GEEK أو جيك، يمكننا ترجمتها إلي المهووس. مع الوضع في الاعتبار أن هناك فروقا كبيرة بين الـMANIA التي تعني (الهوس السلبي في معظم الأحوال)، والـGEEK التي تعني (الهوس الإيجابي). فأي GEEKY (جيكي)، هو ليس ناشط إنترنت فقط لكنه يمتاز بأنه: < ناشط إنترنت. < محترف في عالم البرمجة والمعلوماتية. < مدمن إنترنت. < أما النقطة الأخطر فهي تركيبة الجيك، فالجيكي غيروا مفهوم وفلسفة العمل في العالم لينتقل العالم الآن من العمل الـ«PROFEESIONAL» أو (العمل الاحترافي) إلي العمل الـ«GEEKY» أو «الهوس بالعمل» فشباب الجيك هم مهاويس لا يعملون باحترافية واتقان فقط لكنهم عاشقون لأعمالهم لا يتركون عملهم إلا وهم راضون عنه فنيا ومزاجيا بطريقة 1000 في المائة كما أن لديهم تقبلاً لدفع أي ثمن، مهما كان هذا الثمن فيمكن ألا ينام إلا ساعة واحدة في اليوم، ويمكن أن ينقطع عن العالم من أجل هدف إيجابي، ويمكن أن يدفع كل ما لديه من مال، وقد يصل الأمر إلي دفع حياته نظير تقديم مشروعه بأكمل وجه. وهذا ما فعله وائل غنيم أحد أبرز مفجري مشروع ثورة 25 يناير وهذا ما يفرق بينه وبين أي ناشط إنترنتي آخر كان في الميدان وهذا ما قاله بلسانه علي الشاشات: «أنا مستعد أن أدفع حياتي ثمنا بشرط حدوث التغيير في مصر». وبالتالي فإن المستقبل علي الشبكات الاجتماعية والإنترنت وحتي في الحياة العامة في قضية (صناعة القادة الجدد) هو «للجيك» وليس «لنشطاء الإنترنت العاديين»، مما يعني أن عالم الشبكات الاجتماعية والإعلام الجديد ليس ثورة اجتماعية أو تكنولوجية فقط ولكنها فلسفة جديدة في التغيير الإيجابي وفي النهضة والتنوير مع مراعاة شرط التعقل وليس الاندفاع.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل