رسالة إلي زملائي الأعزاء !
أكتب هذا المقال بقلبي وليس بقلمي، أكتبه ونصفي سعيد ونصفي الآخر حزين، أكتبه وبعضي متفائل وبعضي متشائم، أكتبه وعندي أمل وعندي خوف!أنا خائف علي بلدي، خائف عليها من كل مواطن مصري فيها، من جهل سائد وسطوة زائدة وآلاف اللاعبين علي حبل مهدد بالإنقطاع ! خائف عليها من لصوص الإرادة وبلطجية هدم كل شئ باق لنا من معني ومن نور ومن أمان، خائف عليها من كلمة خطأ أكتبها علي سبيل الاستعراض أو الأماني الشخصية، من تعبير مفتعل يكتبه زميل لي بنشوة أو انتقام أو نفاق ، من وثيقة مزورة مدبرة تتسرب من مجهول علي حساب سمعة وطن، من تصريحات قاتلة تصدر عن فئات لاتمثل المجتمع من أجل الاستيلاء علي إدارة مصير بلدي، من فوضي تتضاعف كلما تفاءلنا تعكس دائما أخبار غير سعيدة! أكتب هذا المقال لزملاء مهنة، صحافة وتليفزيون وإذاعة أرجوهم أن نشترك جميعا في بناء الوطن بكلمة حق، وكلمة نور، وكلمة أمل، أرجوهم أن ننضبط في هذا التوقيت الصعب فلانبحث عن مجد شخصي أو تصفية حساب أو فرصة من أجل مزيد من شهرة أو زيادة في عقد عمل، نمر بوقت لايحتمل صراخ الزميل عمرو أديب في الأوربت، لايحتمل سخريته المتشنجة وإسلوبه في البحث عن زبون، لايحتمل طريقته في نشر أخبار دون تحقق من دقتها الكاملة، لماذا لايقدم لنا أديب في جزء من حلقاته اليومية حلولا للمصانع المغلقة لتعود والبلطجة السائدة لتنتهي ويمنح الأمهات بعض الأمل!ماذا يريد ؟ النار مشتعلة بالقدر الكافي ولا معني لإشعالها أكثر، الوطن متوتر بما لايحتمل الألعاب التي كان يؤديها قبل الثورة من أجل بقاء برنامجه علي شاشة الأوربت وتأدية دور متقن نشهد له أنه قام بأدائه بمهارة ودهاء !لايحتمل الظرف أيضا حالة التطرف التي تتبعها جريدة الأهرام في مناقشة وتحليل الأمور، فقدت بسرعة مذهلة ووقت قياسي دورها الرئيسي في التنوير، وبذلت جهدا في إثبات أنها جريدة معارضة لنظام مات، صارخة صادمة تحمل أخبار الفساد بقوة وتحمي المسئولين عن إصدارها من مغادرة مقاعدهم في الفترة القادمة حسب رغبة شباب الثورة.. وكتبت قبل ثلاث أسابيع مقال نشر في نفس الصفحة أطالب فيها رئيس التحرير زميلي ياسر رزق أن ينشر في الصفحة الأولي نشرة أخبار الشرفاء كما يكثف يوميا نشرة أخبار الفساد !ولم يفعل، وأطالبه للمرة الثانية والمائة أن يفعل، فأخبار الشرفاء أصبحت مطلبا شعبيا، والأخبار السعيدة أصبحت أمنية كل المواطنين، الأخبار التي تحمل بعض الأمل، ولو بعض الأمل، الوحيد الذي حملت تصريحاته أول أمس بعض أمل هو الدكتور سمير رضوان وزير المالية، واكتفت الجرائد بنشر أخباره السعيدة المهمة عن وضعنا الاقتصادي الجيد ورصيدنا الأمن من القمح في صفحات داخلية علي استحياء علي اعتبار انه مايصحش نسمع خبر سعيد في هذه الأيام، عيب، وحتي لو كان الرجل من النوع المتفائل، فالإقتصاد كما تعلمته : نوع من الأكاذيب الملونة، كيف أقنع مستثمرا أن يضع دولارا في مصر، أوأقنع سائحا أن يأتي إلي مصر، وإعلامنا ومسئولينا ليس لديهم إلا أخبار سوداء تنشر الأزمة وتعظم الكساد والفساد !ملاحظة أخري علي التليفزيون المصري، فجأة تحولت كل البرامج وكل المذيعين والمعدين إلي محللي سياسة وباحثون عن أخبار الفضائح وأنباء الفساد، أفهم أنه كان هناك نوع من الكبت الإعلامي عند زملائي الأعزاء، كبت وغيره من إعلامي مانسميه برامج التوك شو في القنوات الخاصة، فقرر الجميع أن يفقد مهنيته ومصداقيته ودوره ويخرج إلي تحقيق مساحة حرية شخصية يفرغ بها كبته المهني وينفي عن نفسه تهمة وهو شرف بالمناسبة أنه ينتمي إلي تليفزيون الدولة !أسف جدا أن أفتح هنا قوسين وأكتب كلمة لست معتادا أبدا عليها " يانهار أسود " !إلي متي ولماذا أيضا يستمر الزملاء في التليفزيون في هذا الانفلات الإعلامي المتطرف، أصفه بالتطرف لأنه تحول مخجل من اتجاه إلي عكسه تماما، علي أمل إخفاء البطحة، فينطبق عليهم مثل شهير يقول : " جه يكحلها عماها " !التليفزيون أيضا، وعلي رأسه البرنامج الشهير مصر النهاردة في حاجة إلي توقف الزميلين العزيزين تامر أمين وخيري رمضان عن إعلان الولاء الدائم للثورة من ضيف إلي ضيف .. في حاجة إلي جرأة لمناقشة حلول حقيقية للخروج من الأزمة، يجب أن يتوقفا عن حصر البرنامح بكل ساعاته لمناقشة ماضي هو في أيد جهات تحقيق، واكتشاف وجوه تكشف لنا وتقدم لمصر الدور الذي يجب أن نلعبه في الوقت الحاضر من أجل إعادة الاستقرار إلي بلدنا.
Comments