المحتوى الرئيسى

كلام علي الهواءغباء الغرور‮ ‬ومؤامرة علي النيل

03/09 14:55

كنت من الجيل الذي شاهد دعم مصر لحركات التحرر الافريقية وكيف كانت الشعوب الافريقية تحب بل وتعشق كل ما هو مصري وكانت لي صداقات جميلة مع طلبة البعوث الاسلامية من الافارقة وبعض الدول الاسيوية خاصة من الصين‮.. ‬ما سمعت من أحد منهم يوما ان فكر في مس مصر بايذاء بل ووصل الامر انهم كانوا يؤكدون دوما انهم تحت إمرة مصر وشعبها اذا مسها سوء‮.. ‬هذه الروح والحب المتبادل خاصة مع الاخوة السودانيين كنت لا تشعر معهم بأي اختلاف أو خلاف يمس مصالح هذه الاوطان‮.‬هذه الدبلوماسية الشعبية كانت خير اداء وتمثيل للتعاون بين الشعوب وزرع المحبة والتفاهم والتفاوض فيما هو مشترك لتحقيق الخير والامان للجميع‮.‬ماذا حدث في حقبة الثلاثين عاما السابقة اهملنا افريقيا ونسيناها ووجهنا وجهنا شطر الغرب لتحقيق مصالح فردية وانانية علي حساب الوطن‮.. ‬تعالينا وتكبرنا علي الدول الافريقية وشطبناها من سياستنا الخارجية تحت نعرات‮ ‬غبية اننا مازلنا نملك الثقل الاقليمي في افريقيا وغيرها وانها لا تجرؤ علي المساس بأمننا المائي أو العبث بمقدرات شعوبنا فهي تعرف حجمها وحجمنا‮.. ‬ما هذا الهراء‮.. ‬لقد صنعنا علاقتنا بالشعوب الافريقية والآسيوية علي الحب والتعاون ومواجهة الاستعمار بكل أشكاله فإذا بنا ننفض أيدينا من اخواننا في التاريخ والمصير وننضوي تحت لواء الأعداء الذين يكيدون لنا كيدا وينخرون في ريادتنا بعدما انفض من حولنا الاخوة والاصدقاء‮.‬هذا التراجع الاقليمي والدولي واهمالنا وتكبرنا علي الاخوة الاصدقاء وضعنا في مأزق حقيقي يمس صميم حياتنا فقد اتفقت دول منبع النيل علي ان تحرمنا جزءا يصل الي ‮٥٢‬٪‮ ‬من حصتنا المائية رغم اننا وفق المقياس العالمي تحت خط الفقر المائي المقدر بألف متر مكعب للفرد وهو حاليا ‮٠٠٧ ‬متر مكعب فكيف يكون الحال بنا بعد ان ينقص هذا الحد المتدني سنصل الي الفقر المائي المدقع ومع زيادة السكان والمشروعات والحاجة الي استصلاح المزيد من الاراضي سيكون حالنا اسوأ مما نتوقع ولن نجد حدا نقف عنده أو تحته‮.‬الغرور والجهل من القيادة السياسية والاستهانة بمصالح الوطن وضعنا في ازمة خطيرة قد لا نستطيع ان نعبرها ولو بذلنا كل جهدنا ولهذا اطالب بمحاكمة هذه القيادة وزارعي تراجع مصر اقليميا واستبدال العداء بالحب والتعاون الذي كان يحكم مصيرنا مع الدول الافريقية‮.‬عدا الغباء مازلت استشعر المؤامرة علي مصير الشعب المصري في أهم مقومات حياته وهي الأمن المائي وبالتالي الأمن الغذائي فالدول التي تقدم دعما لإقامة السدود في أثيوبيا هي الدول الأوروبية والاسيوية ذاتها التي صدعتنا القيادة السياسية بأنهم اصدقاء ويعرفون حجم مصر ودورها الاقليمي في المنطقة والعالم وكم تكلفت مصر من الجولات المكوكية لزيارة هذه الدول تحت زعم الحفاظ علي مصالح الوطن وهي في الحقيقة لتدمير موارد الوطن‮. ‬إنها حقاً‮ ‬مؤامرة أبطالها يتسمون بالغباء السياسي والجهل الاقتصادي لانهم كانوا يعتقدون مثل فرعون أن البلد بلدهم هم وحدهم والانهار تجري من تحتهم فقط فإذا ما رحلوا لا ينبغي ان يحيا الناس‮!!‬

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل