لغز متاجر البرامج المتخصصة: نظرة فاحصة على التجربة العربية .. (الجزء الرابع و الأخير)

لغز متاجر البرامج المتخصصة: نظرة فاحصة على التجربة العربية .. (الجزء الرابع و الأخير)سرمدي, هي واحدة من التجارب الناجحة في عالم الإنترنت عربيا, فهذة الشركة التي نجحت في أن تضع نفسها في مصاف كبريات شركات الإنترنت في المنطقة باستثمارها في عديد من المجالات المتعلقة بالويب و التقنية و التي استحوذت عليها شركة فودافون - مصر العالمية لتفتح أمامها آفاق أكبر للتطور في هذا المجال بصورة احترافية و بإدارة مؤسسية. سرمدي في نظري هي المثال الذي يمكنه أن يزودنا برؤية الشركات الأكثر ارتباطا بفكرة العمل المؤسسي في المنطقة العربية للفرصة القائمة التي تقدمها متاجر التطبيقات المتخصصة. و في هذا المقال الأخير من هذة السلسلة من المقالات حول “لغز متاجر البرامج المتخصصة: نظرة فاحصة على التجربة العربية” نلتقي مع رامز محمد, مدير أعمال تطوير تطبيقات الهواتف المحمولة في سرمدي.أحمد جبر - سوالف.نت : متى بدأتم في سرمدي في تطوير التطبيقات للآي فون ؟؟رامز محمد - سرمدي : بدأت سرمدي مؤخراً تطوير تطبيقات الهاتف المحمول في 2010 معتمدة على تاريخ يتجاوز التسع سنوات في عالم المحتوى الرقمي و قاعدة عريضة من ملايين المستخدمين لمواقعها ، بهدف ثابت لتغيير طبيعة هذا السوق في مصر و المنطقة من خلال مجموعة من التطبيقات التي تخدم المستخدم المصري و العربي في المقام الأول وتفيده في حياته اليومية كما هو الحال في مختلف منتجات سرمدي الرقميةأ. ج. : ما هي المنصات و أنظمة التشغيل المحمولة التي تعملون عليها و تطورون تطبيقات لها في الوقت الحالي ؟ر. م. : نحن نعمل على منصات iOS و سيمبيان و نتوسع حالياً لنضم بلاك بيري و اندرويدأ. ج. : ما هو أول التطبيقات التي تم قبولها في متجر البرامج و التي قمتم في سرمدي بتطويرها ؟ و ما هي وظيفته ؟ و متى كان ذلك ؟ و كم عدد النسخ التي تم توزيعها من هذا التطبيق ؟ر. م. : أول التطبيقات كان تطبيق FilGoal لكأس العالم 2010 على نظام iOS في يونيو 2010 وكان يحتوي على تغطية خاصة لأبرز وأهم الأحداث و الأخبار في كأس العالم، مع عرض تفصيلي لأهم الفرق المشاركة والمباريات ونتائجها، بالإضافة لتغطية حية للأهداف والإنذارات والتغييرات فور حدوثها و تقارير مفصلة لأهم المنتخبات واللاعبين المشاركين في البطولة وكذلك ترتيب المجموعات و خلفيات للشاشة.تم تحميل البرنامج أكثر من 38,000 مرة بنسختيه المجانية و المدفوعة خلال 30 يوم، هو عمر البطولة.أ. ج. : ماهو أول تطبيق تجاري - مدفوع - قمتم بطرحه في أيا من متاجر البرامج ؟ ما هي وظيفته ؟ و كم كان سعره ؟ و متى تم طرحه ؟ و ماهو عدد النسخ المباعة ؟ر. م. : أول تطبيق مدفوع هو نسخة أخرى لتطبيق FilGoal كأس العالم تحتوي على مميزات أكثر، منها خاصية الـ Push Notifications، سعره في البداية كان $2.99 و تم تخفيضه لـ $0.99 مع منتصف البطولة و تبلغ النسخ المباعة حوالي 3% من اجمالي مرات تحميل تطبيقات FilGoal لكأس العالم 2010.أ. ج. : هل واجهتم مشكلات تذكر مع سياسة قبول و نشر التطبيقات في أيا من متاجر البرامج ؟ و ما هي طبيعة هذة المشكلات في حال وجودها ؟ و ما هي أبرز الإختلافات بين متاجر التطبيقات المختلفة من حيث السياسات التنظيمية ؟ر. م. : بشكل عام أرى أن متجر Apple للبرامج هو الأكثر احترافية في التعامل مع المطورين بمراجعين يتحدثون العربية و يحاولون اظهار ذلك في رسائلهم مثل بداية الحديث بـ “مرحبا فلان”، لكن واجهتنا مشكلة عند اطلاق تطبيق FilGoal كأس العالم، حيث تم رفض التطبيق أكثر من مرة بسبب استخدام كلمات تجارية مسجلة مثل “كأس العالم” داخل التطبيق أو في الكلمات المفتاحية مع العلم أنه كان يوجد وقتها أكثر من تطبيق يحمل الكلمات ذاتها في أسم التطبيق نفسه! و كذلك في أحيان كثيرة لا يمكن التوقع متى سيتم الموافقة على التطبيق، لكن بشكل عام تأخذ العملية من 4 إلى 9 أيام على حسب حجم التطبيق.تجربتنا مع Ovi ليست مبشرة بأي خير، فالتعامل مع موقع Ovi Publish عملية معقدة و مجهدة اذا قورنت بمتجر Apple، فلقد ادرجنا به تطبيق Nokia Widget لـ FilGoal كأس العالم 2010 و وجدنا أن التطبيق تم رفضه بدون ذكر أسباب أو حتى تنويه بالبريد الإليكتروني، و بعدها قمنا بالاتصال بالمسئولين في Nokia وابلغونا ان التطبيق تم قبوله بعدها بأيام، و لكننا لا نستطيع أن نجده بالبحث عنه في متجر Ovi حتى يومنا هذا!وتم أيضا رفض تطبيق آخر هو دليل مسلسلات وبرامج رمضان لموقع FilFan و كذلك بدون ذكر أسباب. و حقيقة لقد اصابنا التعامل مع Ovi Store بالاحباط، خصوصا أنه يمكن توزيع تطبيقات Nokia بشكل حر بعيدا عن متجر البرامج، و اعتقد أن هذا سيكون منهجنا في الفترة المقبلة.أ. ج. : ما هو أكثر تطبيقاتكم للهواتف المحمولة توزيعا من حيث عدد النسخ التي تم تحميلها ؟ر. م. : تطبيق FilGoal iOS كأس العالم 2010 وكانت السعودية في مقدمة البلاد استخداماً وتحميلاً لهأ. ج. : من واقع تجربتكم في سرمدي التطوير لأكثر من هاتف و أكثرمن نظام تشغيل مختلف, كيف تقارن هذة التجارب فيما بينها ؟ أي هذة الأنظمة أكثرفعالية من حيث أدوات التطوير المتاحة ؟؟ و أيها أكبرتوزيعا و أكثرعائدا عند نشر و توزيع التطبيقات ؟ر. م. : أسهلهم في التعامل و سرعة الاصدار واسترداد العائد هو iOS، حيث أن المطور يتكلف فقط $99 سنوياً ويصبح كل شي ميسر له حتى يصبح التطبيق في يد المستخدم، لكن كثير من المطورين يجدوا صعوبة في التطوير على نظام iOS لأنه يحتاج أجهزة ماك وآيفون لتطوير التطبيقات، فدائماً يلجأون للبديل الأفضل و هو نظام اندرويد، و ذلك لسهولة التطوير به و توافر الكثير من المصادر المفتوحة الخاصة به، وعامة أنا ارى مستقبل مشرق لاندرويد في المنطقة العربية، خصوصاً اذا تم دعم اللغة العربية به بصفة رسمية.جدير بالذكر ايضا ان Nokia طوّرت كثيرا مؤخراً من بوابة المطورين الخاصة بها Forum Nokia مع اضافة كثير من المصادر لمساعدة المطوريين و العناية بجانب التصميم خاصة، و لكن تكمن مشكلة Nokia الأساسية في التنوع الكبير في انظمة التطوير الخاصة بهواتفها المحمولة مثل اصدارات سيبميان المختلفة، Maemo، MeeGo.. إلخأ. ج. : ما تقييمكم لقضية قرصنة تطبيقات الهواتف المحمولة ؟؟ و هل تأثرتم فعليا بهذا الأمر ؟ و ما مدى هذا التأثير ؟ر. م. : في رأي أن القرصنة في الوطن العربي هي آفة لن نستطع التخلص منها سريعاً و للأسف انها امتدت لتطبيقات المحمول كذلك، حتى وإن كان سعرها لا يتعدى الدولار أو أكثر، وهذا يرجع لأكثر من سبب، منها ثقافة عدم شراء برامج أو محتوى رقمي طالما يمكن الوصول إليه بطرق أخرى، عدم وجود قوانين ملزمة داخل الدول العربية لمحاربة القرصنة و اخيرا عدم ائتمان المواطن العربي في استخدام بطاقته الإئتمانية من خلال شبكة الويب أو حتى المحمول، وإن كان البديل البديهي هو الدفع عن طريق رصيد المحمول، و هو ما تنتهجه شركات مثل Nokia و RIM مؤخراً و نتمنى أن يتم تطبيقه في البلاد العربية قريباًنعم لقد تأثرتا بالقرصنة في تطبيق FilGoal كأس العالم 2010 وكبدتنا خسائر تعدت الـ $18,000أ. ج. : بصورة شخصية نريد إجابتك عن هذا السؤال الذي يراود الكثيرين و الذي نحاول إجابته خلال هذة السلسلة من المقالات بالأساس ألا و هو .. هل يمكن للشباب العربي أن يأسس لنفسه عمل مستقل كمطور لتطبيقات الهواتف المحمولة بتفرغ كامل و يجني ما يعينه على نفقات الحياة من هذة الوظيفة ؟؟ر. م. : للأسف عالم التطبيقات في العالم العربي لم ينمو بالطريقة المتوقعة، لأكثر من سبب، منها عدم انتشار الهواتف الذكية بهذا القدر بعد و استحواذ Nokia على الجانب الأكبر منها، فمثلاً أغلب مطوري التطبيقات يتمنوا أن يعملوا على نظام اندرويد، لكنهم أيضا على يقين أن احدا لن يستخدم التطبيق بسبب عدم انتشار هواتف اندرويد في المنطقة وعدم دعمها للعربية.وأغلب التطبيقات المتوفرة حاليا تنتمي إلى فئة التطبيقات الدينية بسبب طبيعة السوق العربية وعدم قدرة المطوريين على توفيير المحتوى الرقمي المتجدد للتطبيقات وكذلك التسويق اللازم لها أو جلب المعلنين للإعلان داخل التطبيق حتى يستطيعوا ان يجدوا مصدر ربح آخرطالما لا يوجد اقبال على شراء التطبيقات في المنطقة، ولهذا تحاول كثير من الشركات مد يد العون للمطورين المستقلين وتشجعهم على البدء في مشاريع خاصة من خلال المسابقات أو البرامج المختلفة مثل برنامج MobileApps Academy الذي ترعاه فودافون مصر و ايتيدا و تدعمه سرمدي.وعلى صعيد آخر فلقد شهد سوق التطبيقات في العامين الماضيين الكثير من التجارب الناجحة مثل Guided Ways و iPhoneIslam، فهذه الشركات بدأت كأفراد لديهم العزيمة والحماسة الكافية لبناء تجارة رابحة قائمة على تطوير تطبيقات الهاتف المحمول، فبدأوا بالتطبيقات الدينية وامتدوا للنوعيات الأخرى، خصوصاً التي تستهدف منها المستخدم الأجنبي المعتاد على شراء التطبيقات.سوق المحمول يتطور يوم بعد يوم و في رأيي أنه لم ينطلق بعد في المنطقة وهنا تكمن الفرص لمن يقتنصها، فمن الممكن جدا أن ما بدأ يوماً كهواية أن يتحول غداً لتجارة رابحة. الى هنا, تنتهي تغطيتنا الحصرية المتكاملة التي قدمناها لكم على مدى الايام الماضية على صفحات سوالف.نت. كل ما نتمناه هو أن نكون بهذة السلسلة من المقالات قد ساهمنا في إضاءة الطريق و لو جزئيا للعديد من شباب المطورين و الموهوبين العرب الذين تراودهم فكرة إستغلال هذة الثورة في متاجر البرامج المتخصصة, نأمل أن نكون قد نجحنا في اختراق البعض القليل من ألغاز هذا السوق الواعد و قدمنا لكم بعض الفائدة. جزيل الشكر لمن قاموا بتزويدنا بهذة المعلومات التفصيلية و الإحصائيات حول تطبيقاتهم و التي يكشفون عنها للمرة الأولى .. و دمتم بخير ..