المحتوى الرئيسى

مصيدة ليلة الاثنين

03/09 10:20

بقلم: عماد الدين حسين 9 مارس 2011 10:12:02 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; مصيدة ليلة الاثنين  المسافة من المهندسين إلى مدينة الإنتاج الإعلامى فى أكتوبر تستغرق إذا كان الطريق سالكا حوالى 45 دقيقة، وفى وقت الذروة قد تأخذ تسعين دقيقة، لكن أن تستغرق هذه المسافة حوالى ساعتين.. فالمؤكد أن هناك مشكلة.فى السادسة من مساء يوم الاثنين ذهبت من مقر الشروق بالمهندسين إلى مدينة الإنتاج الإعلامى للمشاركة فى برنامج «مانشيت» للزميل جابر القرموطى على قناة «أون تى فى».السيارات تسير فى الشوارع كالسلحفاة.. فى كل لحظة يقول سائق المحطة الفضائية «ربما هناك حادثة».. سرنا هكذا طويلا حتى أدركنا الوصلة التى تربط بين الطريق الدائرى وطريق الواحات، الذى كان متوقفا تماما بسبب انقلاب سيارة نقل عملاقة.انتهى البرنامج فى التاسعة إلا ربعا ورجوت السائق أن يستخدم كل حيل السرعة كى ألحق بموعد فى التاسعة والنصف فى قناة العربية بوسط البلد بجوار ماسبيرو.السائق الماهر قرر تجنب «الدائرى» المتوقف بسبب الحادثة وسلك «المحور»، وعندما تجاوز «الهايبر وان» فوجئنا بأن الطريق إلى ميدان لبنان مغلق بالضبة والمفتاح.. ولا أحد يعرف لماذا؟.السائق انحرف يمينا إلى طريق الإسكندرية الصحراوى كى يصل إلى الدائرى فى منطقة بعيدة عن الحادث.السير كان بطيئا للغاية فالجميع يهرب من الدائرى والمحور عبر هذا الطريق.. هنا كانت الساعة قد تجاوزت التاسعة والنصف.. ثم فوجئت أن التليفون أصبح جثة هامدة بعد أن نفد شحنه.فى هذه اللحظة أدركت أننى قد سقطت فى شىء يشبه المصيدة أو الدوامة.وصلنا إلى ميدان لبنان ومنه إلى كوبرى 15 مايو لنجد أنه مشلول تماما، هربنا يمينا إلى الزمالك ومنها إلى 6 أكتوبر، لنجد الطريق مفتوحا وجميلا بصورة مريبة حتى عرفنا السبب وهو ان الطريق مغلق تماما، قبل «منزل» التحرير لأن مجموعة من شباب الأقباط أوقفت أتوبيسا بعرض الطريق وأغلقته.عدنا للخلف وانحرفنا يمينا عكس الاتجاه إلى «منزل» الجزيرة، ولأن هناك سيارات كانت قادمة فى اتجاهها الطبيعى، فقد كان الأمر يشبه وكالة البلح أو شارع الرويعى وخان الخليلى والموسكى فى لحظات الذروة عصرا، لكن بالسيارات وليس بالبشر.وصلنا بمعجزة إلى كوبرى قصر النيل ومنه إلى التحرير لاكتشف أن الساعة قد أصبحت الحادية عشرة، والبرنامج الذى كان يفترض أن أشارك فيه قد انتهى، كما انتهى البرنامج الذى يليه، والذى يليه.القاهرة فى الأوقات العادية مزدحمة، خصوصا يوم الاثنين، فما بالكم عندما يضاف إلى ذلك تعطل الدائرى وإغلاق المحور ووقف كوبرى اكتوبر بالقوة.. فى هذه اللحظات يصيبك شعور بالعجز الكامل لا تدرى ماذا تفعل معه.عدت لمنزلى حزينا أسفا، وضعت الهاتف فى الشحن فوجدت عشرات الرسائل، التى تتحدث عن مجزرة طائفية فى أرض اللواء، أو صدام فى حلوان، أو إطلاق نار فى الجيزة.. ثم اتضح أن كل ذلك مجرد شائعات.فى هذه الليلة الكابوسية تصورت أن هناك قوة خفية تسعى بكل السبل لشل الحياة فى البلد، والهدف النهائى أن تصل إلى الناس رسالة عنوانها: «هذا هو ثمن تأييدكم للثورة».من الواضح أن هناك ألعابا كثيرة فى جعبة المناهضين للثورة، والساعين إلى الانقضاض عليها.. فهل أنتم.. فى كل يوم يفاجئوننا بلعبة جديدة.. أليس هناك حكم يستطيع أن ينزل الملعب ويعلن بأعلى صوت أن «اللعبة انتهت».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل