المحتوى الرئيسى

الإعلامي محمود الورواري‏:‏ لست بديلا لأحد في العربية

03/09 09:21

 عن الاعلام المصري وحقيقة حوار احمد عز وهل يوجد اعلام محايد ام لا وعن حافظ الميرازي والكثير مما سنعرفه في هذا الحوار‏:‏ ‏*‏ نبدأ أولا بتغطية قناة العربية للاحداث الاخيرة في مصر فلو اردنا عمل مقارنة بين اداء العربية وبين القنوات الاخري ماذا تقول ؟ ‏**‏ أولا‏,‏ لا أستطيع أن أتحدث عن القنوات الأخري‏,‏ ولكني أستطيع القول أن العربية استطاعت أن ترصد الحدث المصري بطرفيه في بدايات الثورة ميدان التحرير والنظام السابق ولم تحرم طرفا دون الآخر‏,‏ والعربية لا تعمل علي الإعلام التعبوي أو شحن الناس بقدر ما أنها تقدم الخبر بحقيقته دون مبالغة ودون تقزيم له‏,‏ ونقر بأن الثورة المصرية كانت أكبر بكثير من أي وسيلة إعلامية ومن أي رصد تاريخي‏,‏ إذ أننا كمصريين أولا لم نختبر سوي بالثورة التونسية التي كانت مختلفة عما حدث في مصر‏,‏ والإعلام الخبري في رأيي هو الذي يستطيع ان يقف علي مسافة واحدة من كل الأطراف بغض النظر عن حقيقة كل طرف‏.‏ ‏*‏ قيل وتردد ان حوار احمد عز في قناة العربية كان مدفوع الاجر ماردك؟ ‏**‏ لو كان مدفوع الأجر لعرض الحوار الذي أجرته الزميلة راندا منفصلا ولكننا اخترنا أن نقدم محاسبة له من خلال بعض الذين اختلفوا معه وليس الذين كانوا ينتفعون من وجوده‏,‏ فلا طلعت السادات ولا حمدين صباحي ولا عادل السنهوري ولا المستشار الذي تحدث عنه قانونيا استضفناهم ليلمعوا أحمد عز أو لنسهم نحن بترتيب صورته‏,‏ كل ما اقوله أن ذلك الحوار كان مهنيا بامتياز إذ أننا أجرينا معه مقابلة مدتها‏40‏ دقيقة وبعد ذلك فتحنا نقاشا مع الضيوف لمساءلة ما يقوله ويطرحه ومن ثم إستضفناه هو عبر مكالمة هاتفية ليدافع ويرد مرة أخري في‏5‏ دقائق‏,‏ لذا كان توقيت اللقاء وهو قبل توقيفه جنائيا وقبل صدور أي أحكام ضده‏,‏ سبقا صحفيا لما يمثله هذا الرجل من ظاهرة للفساد في مصر‏.‏ ‏*‏ اعلنت انك اول اعلامي يحصل علي خبر تفويض الرئيس المصري محمد حسني مبارك للقوات المسلحة ؟ كيف ذلك ؟ ‏**‏ ليس أنا بل القناة التي أعمل بها هي التي حصلت علي الخبر وأنا الذي أذعته وهذا فرق‏,‏ وأعتقد أن هذا شيء مشروع لأي قناة أن تسعي للحصول علي سبق في الخبر لتقدمه لمشاهديها قبل أية قناة أخري‏,‏ ولا ينقص ذلك من أي قناة بل يزيد من رصيدها لدي مشاهديها‏.‏ ‏*‏ في احدي مقالاتك وصفت علاقة الشعب بحكامه بالفيل الذي يركبه طفل ماذا تقصد ؟ ‏**‏ كنت أقصد أن علاقة الحاكم بشعبه هي كتلك العلاقة التي يختزلها الطفل الهندي الضعيف والنحيل الذي يركب فيلا‏,‏ فطالما أنه مطيع وغير مشاكس فالفيل يسير بسلامة وصمت‏,‏ وإذا استفز ذلك الفتي الفيل فثقي تماما أنه سيطرحه أرضا ويقتله بسهولة لأنه ليس هناك مقارنة بين قوة الفيل وقوة ذلك الطفل النحيل‏,‏ هذه هي الصورة التي تختزل علاقة الشعوب التي يمثلها الفيل بالحاكم الذي يمثله الطفل‏,‏ هذا بالنسبة للشعوب العادية الصغيرة‏,‏ أما الحالة المصرية فثقي تمام بأنها كالتنين فإذا انتفض التنين‏,‏ لن يكون هناك أي حاكم قادر علي مواجهته‏.‏ إذا الأزمة دائما في المحكوم الذي ارتضي الظلم والذي صمت علي حقه وليس أبلغ من تلك الآية الكريمة‏:‏ فاستخف قومه فأطاعوه‏.‏ ‏*‏ عملت في التليفزيون المصري و‏ART‏ وكنت ممن ساهموا في تأسيس قناة العالم الايرانية وغيرها الكثير وصولا بالعربية ماهي اصعب تجربة واهم تجربة في حياتك ؟ ‏**‏ أهم وأصعب تجربة هي التجربة الإيرانية حيث وجودي في ذلك المثلث الخطر من‏2003‏ أي إيران والعراق وأفغانستان‏,‏ فقد سمحت لي هذه السنوات بالاحتكاك المباشر وبالتواجد الحي والحقيقي في بؤرة الأحداث في العراق حيث احتلال دولة من قبل أمريكا والعالم كله وحيث تغير خريطة هذه الدولة السياسية وحيث يشهد العالم لأول مرة في التاريخ محاكمة لرئيسه وإعدامه علي الهواء مباشرة‏.‏ وما يزيدني فخرا وألما في آن أني لم أتابع الوجع العراقي من بعيد وإنما كنت موجودا بينهم‏,‏ خفت كما يخافون وبكيت كما يبكون‏,‏ وتألمت كما يتألمون‏,‏ أيضا سمحت لي هذه التجربة أن اوجو في أفغانستان لأري بأم عيني احتلالا آخر لبقعة عزيزة علينا أخري وأيضا كنت في طهران حيث انفتح الملف الإيراني النووي في أغسطس‏2003‏ ومر بالتطورات في عهد خاتمي انتقالا إلي عهد أحمدي نجاد وما تلغي ذلك من تطورات في الداخل الإيراني وسمحت لي أيضا هذه التجربة أن أتواجد في دارفور منذ انفجارها في‏2003‏ و‏2004‏ وتغطية الشأن السوداني بكل تداعياته‏:‏ اتفاق السلام بين الشمال والجنوب وصولا إلي استفتاء الانقسام في‏.2011‏ ‏*‏ اخطأت خطا مهنيا حينما شاهدنا دموعك علي الهواء كيف كان موقف ادارة القناة معك ؟ ‏**‏ كان هناك تقدير من إدارة القناة لإنسانية الصحفي قبل مهنيته فقد بكت عيوني ولكن صوتي ظل صامدا‏,‏ لم أصل علي الهواء إلي درجة الانهيار لكنني لم أتمالك دموعي في موقفين متتاليين‏,‏ الموقف الأول يوم الأربعاء الدامي‏,‏ حيث موقعة الجمل حينما كنت أري ذلك الشباب النبيل يواجه ترسانة الجمال والبغال والحمير التي جاءت لتفسد هذه الثورة ولتسفك دماءهم‏,‏ بكيت ليس شفقة عليهم ولا خوفا علي عزيمتهم‏,‏ بل بكيت لأنني أحسست بعجز شديد فقد كنت أتمني أن أكون بينهم‏,‏ أتعرض لما يتعرضون له‏,‏ أما الموقف الثاني الذي بكيت فيه فكان حين أذعت خبر تنحي حسني مبارك الذي أعتبره تاريخيا بالنسبة لمهنيتي وبالنسبة لحلمي بأن أري ذلك النظام الذي ظل جاثما علي صدورنا يتلاشي إلي لا شيء‏,‏ هنا سقطت دموعي أيضا لكن الصورة المحتفلة في ميدان التحرير أنقذتني وتصدرت الشاشة حتي تمالكت أعصابي وعدت مرة أخري لأعلق علي ذلك الخبر التاريخي‏.‏ ‏*‏ ماهو رأيك في الاعلام المصري وما وصل اليه؟ ‏**‏ الإعلام المصري كان جزءا من ذلك النظام الذي أوصل مصر إلي ما وصلت إليه من سوء ومن تخل عن دورها السياسي والثقافي وحتي الفني‏,‏ اختزل ذلك الإعلام بوزارته إلي إعلام يسعي إلي التوريث وإلي تلميع أعوان وهتيفة النظام‏,‏ وبدل أن تكون وزارة إعلام مصر أصبحت وزارة إعلام جمال مبارك‏.‏ والأزمة الكبري التي جعلت الإعلام المصري الرائد يتراجع بل ينحدر إلي أدني مستوياته هي ركوب أهل الثقة فوق أعناق أهل الخبرة وإقصاء هؤلاء العارفين والمحترفين في المجال الإعلامي ليحل محلهم الموالون للنظام والمسبحون بحمده‏,.‏وهنا جاءت ظاهرة دخول كتاب المقالات الصحفية إلي التقديم التليفزيوني‏,‏ ففي عصر ذلك النظام ضاعت الحدود والمبادئ والقيم والمعايير التي تحكم مهنة الإذاعة وتقديم البرامج‏,‏ وليس أدل علي ذلك مما فعله الوزير السابق أنس الفقي الذي اختزل وزارة الإعلام والتليفزيون المصري في برنامج واحد هو مصر النهارده أو البيت بيتك‏,‏ وباع هذه المؤسسة إلي المعلنين لذلك تابعنا تلك الأرقام الخيالية التي كان يتقاضاها مقدمو هذا البرنامج‏,‏ ولك أن تتخيلي أن مقدما للبرامج يتقاضي أجرا يصل إلي‏11‏ مليون جنيه أي بمعدل مليون في الشهر‏,‏ لذلك في عهد هذا الوزير خلق مصطلح جديد وهو إعلاني بدلا من إعلامي‏,‏ ولا يمكن لي شخصيا أن أصدق مذيعا يتقاضي هذه المبالغ لسبب بسيط وهو ما الذي قدمه هذا المذيع أو تنازل عنه ليحصل علي هذه المبالغ الطائلة‏.‏ من هذا التوصيف أصل إلي تغطية هذا الإعلام للثورة المصرية وأقول أنه لم يكن مهنيا فحسب بل كان مهينا لنفسه أولا ولمصر العظيمة ثانيا ولهؤلاء الثوار ثالثا وأري أنه من أجل النهوض أو صنع إعلام مصري نظيف ونزيه وغير مستعبد هو تفكيك هذه المنظومة ليس في إلغاء وزارة الإعلام وحسب بل فك كل المؤسسة لتبقي فقط قناة واحدة وصحيفة واحدة وإذاعة واحدة ملكا للدولة والباقي يتم طرحه في شركة مساهمة يملكها المصريون وتديرها وجوه جديدة ليست ملوثة وليست محسوبة علي النظام السابق‏.‏ ‏*‏ لو دخلنا علي الجانب الادبي في حياتك قرأت بعض فصول رواية حالة سقوط وقرات كل ما كتب من نقد علي هذه الرواية ولكن لاحظت ان بطل الرواية هو مذيع في احدي القنوات ويعترف با اسرار لن اقول مثيرة بقدر ماهي جريئة وحضرتك اعلامي هل هناك رابط بينك وبين بطل الرواية بخلاف المهنة؟ ‏**‏ حالة سقوط ليست سيرة ذاتية بأي حال من الأحوال وإنما هي رواية أبطالها من أبناء خيالي لا يمتون للواقع سوي بخيباتهم وأزماتهم‏,‏ اما اختياري لمهنة البطل وهي مهنة إعلامي أو مراسل متجول هي التي تلائم التحرك الجغرافي المتسع الممتد من القاهرة إلي جميع العواصم العريية مرورا بإيران والعراق وأفغانستان وباكستنان‏,‏ فمنطقية الحبكة الدرامية هي التي صنعت البطل في هذه المهنة‏.‏فهذه الرواية ببطلها وبكامل شخوصها هي ابنة زمانها وبيئتها التي تعكس كيف يؤثر السقوط السياسي علي الإنساني وقد أثبتت الأحداث الأخيرة من تونس إلي مصر أن ثمة نبوءة كانت بين طيات هذه الرواية حيث لم يقتصر السقوط علي سقوط نظام صدام حسين بل امتد إلي عدة سقوطات أخري رأيناها في تونس وفي مصر وفي ليبيا والحبل علي الجرار‏,‏ إذن الرواية رصدت واقعا عشناه بعد‏2003‏ وتنبأت بواقع نعيشه الآن وهو أن السقوط الإنساني الذي يعقب السقوط السياسي يؤدي إلي ثورة‏.‏ ‏*‏ الي اي حد انت مريض بالشعر والي اي مدي اثرت عليك قصيدة الحذاء الوطني؟ ماذا فعل بك مروان مخول والي اي حد كان تأثيره عليك ؟ ‏**‏ الشعر بالنسبة لي هو حالة من الإحساس والصدق والشفافية التي يمكن من خلالها أن نختزل كل العالم بكل متناقضاته وهذا ما حاولت طوال حياتي أن أظل علي تماس معه سواء فيما أكتبه أو فيما أعيشه وأعود دائما إلي مصطلح الشعرانتية التي أطلقها الأستاذ الكبير إدوارد الخراط في كتابه الحساسية الجديدة حيث انها المادة الخام للشعر وهذا ما يهمني بشكل كبير‏,‏ أما ما يتعلق بمروان مخول فهو صوت شعري مختلف عما هو موجود في فلسطين والعالم العربي فآليت وأحببت أن أقدمه للقراء باعتباره نموذجا للشعراء الشباب‏.‏ ومروان كما قال عنه درويش يضع الشعراء أنصاف المواهب في ورطة كبيرة ومن يقرأ كتاباتي وروايتي يجد حالة شعرية ماثلة في كل سطر وفي كل موضوع‏.‏ ‏*‏ قال لك من قبل الدكتور مصطفي محمود يا ابني كما في لغتنا نحن الاطباء ان لكل مرض عرضا وظواهر تدل عليه فهذا ايضا ينطبق علي لغة الادب ماذا تعلمت من هذا الدرس وهل كان له تاثير في كتاباتك بعد ذلك؟ ‏**‏ أعتقد أن هذا من الدروس المبكرة جدا في حياتي وقد كان ذلك اللقاء حين كنت في الثانوية العامة وكنت في مرحلة القلق وقتها لم أكن أدري إن كان ما أكتبه ادبا حقيقيا أم أنه حالة من العبث لذلك التقيته وعرضت عليه بعضا من كتاباتي وقلت له أكمل أم أتوقف‏,‏ فقال لي هذه الجملة وقتها عرفت أن الأدب حالة تتلبس الروح والجسد وتظهر من خلال حركات الوجه والصوت وكل شيء ولولا هذه المقولة لما أكملت مشواري الأدبي ولما وصلت إلي‏14‏ كتابا ما بين قصة قصيرة ورواية ومسرح‏.‏ ‏*‏ لديك اربعة عشر كتاب منها الرواية والقصة القصيرة وغيرهما وايضا دارس للنقد المسرحي والسينمائي اختصار اديب لماذا لم تقدم برنامجا ثقافيا علي شاشة العربية مثل الاعلامي تركي الدخيل الذي ننتظره في كل حلقة وننتظر ماذا سيضيف لنا من معلومات جديدة ؟ ‏**‏ أعتقد أن هذا قرار الإدارة‏,‏ فهي التي تقرر ما يجب أن يقدمه كل فرد وكل مذيع وأنا فعلا أتمني أن أقدم برنامجا يتلمس ذلك الخيط الذي يربط ما بين الأدب والسياسة والفن لأن هناك علاقة وطيدة ومؤثرة بين هذه الأجناس والسياسة كانت مؤثرا ومحركا للعديد من الكتاب في إبداع أعمال سياسية أدبية بامتياز في الرواية وفي السينما وفي كل شيء‏.‏ ولكن‏,‏ الطريق مازال طويلا والأمل موجود في أن تحين اللحظة التي أقدم فيها ما احلم به‏.‏ ‏*‏ ذات يوم سألت الاعلامية جيزيل خوري‏(‏ افضل اعلامية عربية بالنسبة لي أو قد يكون لاتوجد مثلها من النساء‏)‏ وايضا وجهت نفس السؤال لجورج قرادحي وهو هل يوجد لدينا اعلام محايد قالوا انه لايوجد اعلام محايد في الوطن العربي ماردك انت في ذلك ؟ ‏**‏ لا أستطيع أن أعلق علي ما قالته جيزيل أو جورج أو أي أحد‏,‏ لكل وجهة نظره التي أحترمها ولكن‏,‏ انا أري أن هناك الاستناد إلي المهنة يجعل بالضرورة هناك إعلاما محايدا لأن الحيادية في أبسط معانيها تستوجب حضور طرفي الصراع وعدم إقصاء أي منهما علي الإطلاق وهذا ما أحرص عليه دائما في أي برنامج أو أي حصة تلفزيونية أقدمها بشكل كبير فدائما هناك مساحة يمكن للمذيع أن يتحرك من خلالها دون أن يقع في حيز الانحياز لجهة دون أخري‏,‏ اما سياسات المحطات والقنوات‏,‏ فكل قنااة لها الحق في رسم سياستها الخاصة بها بشرط أن يكون ذلك في إطار المهنية وفي إطار الشفافية‏,‏ والمذيع هو جزء صغير جدا في منظومة كبيرة اسمها المحطة أو القناة التي يعمل بها‏,‏ وانا ضد أن يسأل المذيع أو المعد أو المنتج عن سياسة وخط القناة التي يعمل بها فهذا سؤال يوجه دائما لمديري وأصحاب المحطات الفضائية ولا يوجه للعاملين بها‏.‏ ‏*‏ سمعت انك سوف تخلف حافظ الميرازي في برنامج من القاهرة ؟ماردك؟ لست بديلا لأحد ولا خليفة لأحد‏,‏ الأستاذ حافظ حسب علمي ما زل زميلا في العربية ومازال برنامجه قائما‏,‏ أما أنا فأقدم ما كنت أقدمه منذ ما قبل انضمام الأستاذ حافظ الميرازي إلينا‏,‏ وهي الحلقات التي أغطي بها الشأن المصري في الانتخابات وفي الثورة وفي غيرها‏.‏ حافظ الميرازي زميل له كامل احترامي وتقديري وإن كانت هناك مشكلة فهي بينه وبين إدارة العربية ولا يحق لي أن أتدخل فيها بأي شكل من الأشكال‏.‏  

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل