مصر والدستور

من باب الحرص علي مصلحة مصر بمسلميها وأقباطها. ندعو رجال الدين المسيحي المستنيرين والشخصيات المسيحية العامة العاقلة والمستنيرة الي توعية الاخوة الأقباط بمخاطر النداء الذي بدأت بعض الأصوات غير المسئولة في ترديده. بالمطالبة بحذف النص الخاص باعتبار مصر دولة إسلامية من الدستور. وهذا النداء ردده بعض المعتصمين أمام مبني التليفزيون مستغلين أحداث أطفيح.. وهذه الدعوة التي بدأت تتردد بصراحة أو علي استحياء سوف تفتح باباً للفتنة ولمخاطر رهيبة. مصر في غني عنها.. ربما تكون هناك أمثلة من دول أخري يستند اليها هؤلاء. لكن عليهم ان يتذكروا ان الوصع في مصر مختلف.. فهم يمكن ان يستشهدوا مثلاً بوضع الهند التي يقيم فيها نحو 900 مليون هندوسي لا يقول دستورها انها دولة هندوسية. بل يقول دستورها انها كيان علماني تتعايش فيه الأديان واللغات والثقافات والقوميات.. ويمكن ان يستشهدوا بوضع إسرائيل التي لا ينص "دستورها علي غير المكتوب" علي انها دولة يهودية بل ينص علي ان اسراذيل "دولة مواطنيها".. وربما استشهدوا بدولة إسلامية مثل أندونيسيا التي لا ينص دستورها علي انها دولة إسلامية كما يعتقد كثيرون بل يعتبر الإسلام فقط واحداً من خمسة أديان تعترف بها الدولة.. ويمكن ان يستشهدوا بتركيا التي يشكل المسلمون 98% من سكانها وينص دستورها علي أنها علمانية.وقد يستشهدون بدول مسيحية كثيرة تؤكد دساتيرها علي طابعها العلماني.وكل هذه الحالات لا تلزم مصر لأنها حالة خاصة ولو تم اهدارنص إسلامية الدولة سوف تكون العواقب وخيمة.