في العمر بقية من أمل..بقلم غانيا الوناس.الجزائر

مر شهران على توديعنا للعام الذي رحل.. اجتمعنا ها هنا..وودعناه كما يليق بعام متعب..مرهق..ومفرح في بعض أيامه.. حملناه أحزاننا كلها..خيباتنا..انكساراتنا..أوجاعنا..دموعنا ..ضحكاتنا..أمالنا...وبعضا من فرح تبقى برغم كل شيء مخبأ بين الضلوع... صنعنا من أحلامنا سفنا ورقية..كتبنا عليها أمنياتنا الصغيرة..وأطلقناها بسعادة في بحر أيامه التي رحلت..لعلها يوما تبلغ مــرفأ طموحاتنا.. ورحنا بأمل نستقبل العام الجديد !! لكنه...لم يمهلنا كثيرا من الوقت..لم يستمع إلينا حتى.. ولم يتماطل معنا كما عادة الزمن..بسرعة راح يكشر عن أنيابه في وجوهنا... كوحش أليف..يحضننا بيد..وباليد الأخرى راح يطعننا بخبث... استقبلناه بأمل..لكنه ما كاد يرانا نلوح له بأيدينا مبتهجين به...حتى أعلن أحزانه علينا..وقام كما القاسية نواياهم..يرمينا حزنا..وقهرا.. موتا..ودما..مازالت أنهاره تتدفق فينا..لا تتوقف !! عام يستقبلنا بالدماء...وبالخيبات..والانكسارات..فكيف يا ترى ستكون باقي أشهره وأيامه؟؟ لعل الآية ستعكس أخيرا !! لعل النهاية هذه المرة ستكون لأول مرة عكس البداية !! لعل الآتي أجمل !! لعل الآتي أفضل !! لا أدري..حقا..إنه فقط عتب مسبق أحمله في نفسي...شيء لاح في خاطري.. فأردت كما كل شيء أن تشاركوني به... عتب استباقي ربما !! لعلي في آخر العام أكتب لذات العام..برقية شكر وامتنان.. ولعلي أكتب ما هو أكبــــر!! كل عام..ونحن نــــأمل !! التوقيع...في العمر بقية من أمل...