المحتوى الرئيسى

فما يبنى على باطل فهو باطل بقلم مرابطي امال

03/08 18:55

تعتبر موجة الثورة الشعبية التي هزت الوطن العربي أهم ثورات القرن الواحد والعشرين شعارها إسقاط الأنظمة العربية الفاسدة واسترجاع الهوية، فالثورة كمصطلح سياسي هي الخروج من الوضع الراهن إلى تغييرات أفضل أو أسوا من الوضع الحالي و الثورة حركة سياسية حيث يحاول الشعب أو مجموعات إسقاط السلطة وتنحية الحكام. وعليه كواليس وأسرار الثورة الشعبية في الوطن العربي بدأت بوثائق ويكيليكس وتعدت إلى تحرك جماهيري سببه شرارة فيسبوكية حيث كانت نقطة الانطلاق من تونس . البركان الخامد لسنوات انفجر و أصبحت الحلقة المفقودة التي حالت دون فهم حقيقة الثورة الشعبية التونسية - كم من بوعزيزي ' النقطة التي أفاضت الكأس ' أحرق نفسه - !!!. فما حدث في تونس ومصر وليبيا وخروج الجماهير للشارع أصبح شيء واضح انه مؤامرة خارجية وليست صحوة ضمير وإنما قلم جديد من أقلام أمريكا لتكتب به التاريخ العربي ، أمريكا تريد أن تحول بلداننا إلى دول محروقة ومضطهدة وتخاصم فيما بيننا إذ لا يوجد تحكيم للعقل فالشباب تحركت وراء وعو د الثوار بدون التفكير في المستقبل ومن يقف وراء هذه النداءات الخارجية ، شباب تجاهل أصحاب المصالح والمفاسد السياسية الأمريكية التي ستبقى تلاحقنا و لا مفر منها إلا أذا واجهناها بدل اللامبالاة وغض البصر عنها ، لم نتعلم من درس الثورة في العراق !!! ماذا كسبوا ؟ غير الفقر والجهل والموت. ولكن الغريب أن تقرأ أفكار الشعوب العربية تقول نريد كنخب الحفاظ على تاريخ هذه الثورات للأجيال القادمة ' فأي ثورة تريد الشعوب العربية الحفاظ عليها هل نحافظ على تدمير الوطن العربي أم نبحث عن طريق توصلنا للثورة ضد المحتل والعدو الحقيقي لان إزالته تعني تحريرنا والتوجه نحو الديمقراطية الحقيقية أم نظل محصورين في ثورة ضد حكامنا و هذا ما تريده أمريكا ، فما عدا الشعب الفلسطيني الذي يواجه الاحتلال بدمه وعظمه وروحه وحجره لا توجد ثورات . وفي الحقيقة هل تنتهي الديكتاتوريات بتنحية الحكام ؟ الثورة الشعبية ستخرجنا إلى تغيير أفضل من الوضع الحالي؟ ألم يفكر هؤلاء أنها محكومة بالفشل ؟ استطاع شباب مصر تحليل المجتمع تحليل دقيق و فهم كيف خرجت مصر من بلد رائد باعتبارها مركز الأمة إلى بلد له مكانة عادية على الساحة الدولية ، شباب مصر لم يتقبل الوضعية لأن مصر أكبر من المستوى الهابط الذي تعانيه حاليا فطالبو بالتغيير من خلال المسيرة المليونية التي أسقطت نظام مبارك حاملة غايات برمجت لتعيد لمصر بريقها ودورها الحقيقي على المستوى الدولي . فهل تعود مصر الدولة القوية أم يصعب عودتها إلى الساحة الدولية، أراد من أراد مصر أمل الأمة العربية فهي تمثل القوة والعبقرية والحضارة، الأمل في مصر لا غير فضعفها يعني ضعف الأمة العربية وتفتيتها من محتواها. والسؤال يبقى مطروح هل التضحيات ستحقق لشباب مصر أهدافهم ؟ أم سترجع لنظامها القديم بأسلوب جديد؟ حادث سياسي خطير أدى بموت الكثير من الأبرياء ، ثورة الكرامة أو ثورة الأحرار كما تسمى تداعياتها ما تزال لحد الآن ، احتجاجات متواصلة اعتراضا عن سرقة المال العام و الشعب يريد استقالة الحكومة فإلى متى سيظل هذا الوضع ؟ أين وسائل الإعلام ولماذا التعتيم حاليا لما يجري في تونس؟ كما تم تشويش وتشتيت أفكارنا بعيدا عن تبيان الحقيقة معلومات متضاربة وغير دقيقة ، لا يوجد تحليل دقيق للوضع الراهن في ليبيا فتعاملنا مع القذافي كرمز للديكتاتورية وشخصية كوميدية همجية ولم نفكر ربما ليبيا تعاني مع مجموعة إرهابية لأن التجارب في السودان والعراق أظهرت ذلك فمن يقول أن الوضع العراقي أحسن وأفضل من فترة الرئيس الراحل صدام. تتعامل الصحافة مع الوضع بسطحية مع غياب تحليل معمق للوضع الراهن، تضليل إعلامي وتشويش وزيادة تعميق النقطة السوداء ومع هذا سكوت عربي رغم معرفتنا بأنه مخطط أمريكي أكبر منا ومن حكوماتنا، فالتوجه الإعلامي كان لخلق النكت على الحكام ' القذافي أصبح هو الطاغية في الوطن العربي ' وأمريكا تضحك علينا وعلى أفكارنا وعقولنا الصغيرة ، هل لهذه الدرجة يعتبر الوطن العربي مضحكة للعالم؟ وعليه الغباء والهبل الذي أظهره القذافي - هبل؟ لننظر جيدا نجد الهبل يكمن في حضور الرؤساء العرب لجلسات مثل تلك الجلسات والمؤتمرات الدولية لأنها بالتأكيد واضحة للجميع أنها مجالس عفاريت دولية ، فإبليس من يلغي ويثبت مسؤوليته ويحكم في الوضع فلماذا لا يستهبل القذافي بما أن الجميع يستهبل بحضوره مؤتمرات للعفاريت.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل