المحتوى الرئيسى

هل تغيرت قواعد اللعبة ..؟ .... الدكتور إياد علاوي يتخلى عن مجلس السياسات الإستراتيجية العلي بقلم : عبدالرحمن هويش

03/08 18:55

هل تغيرت قواعد اللعبة ..؟ .... الدكتور إياد علاوي يتخلى عن مجلس السياسات الإستراتيجية العليا بقلم : عبدالرحمن هويش فجأة وبانعكاس حاد وتغير دراماتيكي أعلن الدكتور اياد علاوي التخلي عن ترؤس المجلس الوطني للسياسات الإستراتيجية العليا والذي كان قد أعلنت القائمة العراقية قبل ايام وعلى لسان مستشارها السيد هاني عاشور ان الفر قاء السياسيون قد اتفقوا على مسودة القانون الخاص به وسيعرض على مجلس النواب قريبا للمصادقة عليه . وقال زعيم القائمة العراقية إياد علاوي الأربعاء الماضي ان سبب تخليه عن رئاسة المجلس الوطني للسياسات الإستراتيجية العليا هو مماطلة رئيس الحكومة نوري المالكي بتشريع المجلس وتنفيذ الاتفاقات التي انبثقت من طاولة رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، فيما أكد مكتبه الإعلامي أن هذه الخطوة لا تعني انسحاب القائمة العراقية من العملية السياسية. ودعت القائمة العراقية في بيان لها صدر يوم الاحد الماضي ، عن مستشارها هاني عاشور، مجلس النواب إلى مراجعة اتفاقات اربيل الذي تشكلت بموجبه الحكومة الحالية ومتابعة ما نفذ منه وعرض تفاصيله أمام الشعب في جلسة خاصة، لافتة إلى وجود أجزاء من الاتفاقات لم يطلع عليها أعضاء البرلمان بشكل كامل. وجاء الاتفاق على تشكيل المجلس الوطني السياسات الإستراتيجية بعد اجتماع الكتل السياسية على طاولة البارزاني في تشرين الثاني الماضي والتي نتج عنها تشكيل الحكومة الحالية التي يتزعمها نوري المالكي وإلغاء قرارات الاجتثاث بحق قادة العراقية منهم صالح المطلك وجمال الكربولي وظافر العاني وراسم العوادي. والسؤال المطروح هنا هو : هل ان السيد اياد علاوي قد يأس من المطالبة بتشكيل المجلس وسئم المماطلات والتسويف واكتشف أخيرا انه كان ضحية لعبة جرته للتنازل أولا بأول عن استحقاقه الانتخابي بتشكيل الحكومة باعتبار كتلته هي الكتلة الفائزة ووافق على تنازله الأول وفق اتفاقية اربيل ليتبعه التنازل ثانيا عن رئاسة الجمهورية لصالح الطالباني ويرضى مجبرا على ان تكون حصته رئاسة مجلس السياسات الإستراتيجية العليا الذي لم يتشكل بعد ، ثم التنازل اخيرا عن رئاسة هذا المجلس ، هل ان اليأس والمماطلة ووقوع الفأس بالرأس هي التي دفعته للتخلي عن رئاسة مجلس السياسيات الاستراتيجية العليا بعد ان تبين ان هذا المجلس هو صورة مكملة للحكومة ليس الا ، أم ان هنالك اسبابا اخرى استجدت على الساحة العراقية والدولية هي التي جعلته ياخذ هذا القرار. وللاجابة على هذا السؤال لابد لنا من الاعتراف ان الظروف والمتغيرات ومراكز القوى على الساحة العراقية خصوصا والدولية عموما قد تغيرت كثيرا عما كانت عليه قبل سنة ، فمن ناحية الساحة العراقية ، فقد تشكلت حكومة عراقية منتخبة ، حكومة شراكة كما يطلق عليها اغلب المشتركون فيها ودليلهم على هذا انها تتضمن اكبر تشكيلة وزارية في تاريخ العراق ، وبالتالي فلم يعد يجدي الدكتور علاوي نفعا عدم موافقته على الحكومة وتشكيلتها بعد ان اعطى موافقته على ان يشكلها غيره ، وسيكون تاثير عدم موافقته عليها اقل بكثير منه لو كان قبل اشهر من الان ، أي قبل تشكيلها . هذا من ناحية ، و من ناحية اخرى ، وهي ناحية الساحة الدولية ، فان متغيرات كثيرة جرت فيها ، وأولاها هو ثورة الشباب المصري وتغيير النظام هناك والتي أثرت وستؤثر كثيرا في الساحات الدولية و العربية ومنها الساحة العراقية ، وما خروج الشباب العراقي بتظاهرات متواصلة تعرض مطالبها بشجاعة إلا تناغي وتأثر للساحة العراقية بالساحة المصرية والساحة التونسية . ان حصول هذه التغيرات الدولية والعربية والعراقية ، وظهور متغيرات او مؤثرات جديدة في تلك الساحات وكان من أهمها بروز متغير قوي جدا هو ثورة الجماهير ونجاحها ، دفع الى ان تتغير قواعد وأسس اللعب في كل الساحات ومنها على الأخص الساحة العراقية ، وعلى العموم نرى أن قرار الدكتور علاوي بالتخلي عن رئاسة المجلس الوطني للسياسات العليا لا يخرج عن واحد او أكثر من الأسباب التالية : • تأكد لدى الدكتور اياد علاوي استحالة تحسن الحال العراقية وفق النظام السياسي الذي تسير عليه ، بعد ان تأكد من عدم نية الحكومة القيام بعملية الإصلاح السياسي التي اتفق عليه في اربيل وبالتالي أراد أن ينأى بنفسه عن هذه الحكومة لأنها تتعارض مع المشروع الذي يطرحه والذي على أساسه تم انتخابه من قبل الناخبين. • أن الدكتور اياد علاوي قد تيقن أخيرا من ان ما اتفق عليه في اربيل لن يتم تنفيذه بالصيغة التي تجعله قادرا على النهوض من جديد بشكل قوي ، وإنها ستستنزف قواه وشعبيته ، وليس بعيدا ان تكون نتائجها عكسية عليه وتبعده عن التنافس على تشكيل الحكومة في حال سقوطها او حتى ان أكملت مدتها وهو جزء منها . • ان الدكتور علاوي يحاول ان يعمل وفق مبدأ ( قدم مع ، قدم ضد ) بالتخلي عن الحكومة التي وافق على تشكيلها دون ان يخرج منها بالكامل ، فهو من جهة أعلن تخليه عن رئاسة مجلس السياسات العليا الذي هو جزء من الحكومة ، وفي نفس الوقت لم تنسحب القائمة العراقية التي يرأسها من الحكومة ، وبالتالي هي جزء من الحكومة ومشتركة فيها ، وهذا يعني انه يعطي لشخصه الحرية بالتحرك مع حركة المتغيرات على الساحة العراقية وما يتبعها او يسبقها من تغيرات على الساحتين العربية والدولية دون ان يكون هذا التحرك مقيدا برابط الحكومة الوظيفي والقانوني وحتى الأخلاقي ، وسيكون تحركه هذا ذي مظهر صادق تقبله الجماهير بعكس ما سيظهر عليه لو انه كان جزءا الحكومة ، تاركا لنفسه إمكانية التحرك الأقوى في الوقت المناسب ليعلن انسحاب قائمته من الحكومة إذا ما وجد قوى أخرى قد تفعل نفس الفعل ، وبالتالي تسقط الحكومة وهذا يحتاج الى وقت ، ويحتاج ان يكون هو خارج الحكومة . • ان الدكتور علاوي قد استقرأ بخبرته السياسية وما يصل اليه من معلومات عن نية هذا الطرف او ذاك في سحب الدعم المقدم للحكومة وبالتالي عدم قدرة الحكومة على الاستمرار ، فتأكد من أن نهاية مشوارها قربت فكان له أن يبتعد عنها كي يكون متأهبا ليكون بديلا في تشكيل الحكومة التي ستخلفها بعد ان يبذل جهده خلال فترة وجودها في السلطة كي يكسب ما يمكنه من الأطراف الى جانبه وفق لعبة سياسية واتفاق جديد ، يعطي للأطراف التي تشعر انها غبنت في الحكومة ما تراه حقا لها ، خصوصا بعد ان كتف السيد نوري المالكي نفسه بوعود واتفاقيات أنهكته وأفرغت مشروعه الذي كان يطرحه في حملته الانتخابية من معظم شعاراتها وأفقدته القدرة على تنفيذ أي منها . • ان الدكتور علاوي يحاول ان يكون ( عصام شرف ) العراقيين ، فيعمل على مساندة مظاهرات الشباب العراقيين وتأييدها لنيل مطالبها المشروعة ( وهو ما حاصل الان ) ، ثم وفي مرحلة أخرى ينزل مع الشباب الى الشارع ليشاركهم في التظاهر والاعتصام والمطالبة بالحقوق ، فيعطيهم دفعا ليتواصلوا ، فيتبعه أعضاءً آخرين في مجلس النواب وينضموا اليهم ، وبالتالي يصبح مطلبا جماهيريا للشباب الذي ينشد التغيير ، مما يعطية قوة كبيرة ويجعله مركزا تنجذب اليه القوى الاخرى وتحاول ان تتقرب اليه وتأتلف معه ، خصوصا وانه يعلن معارضته للإسلام السياسي الذي بدأ الشباب ينادي بضرورة الابتعاد عن ربط الدين بالسياسة ، ومعارضته للطائفية التي يمقتها جميع العراقيين ، يردفها بموقفه المعلن بقوة في تعارضه الفكري مع إيران التي أدت أخطائها الكثيرة في العراق وخصوصا في جنوبه ، الى جعل كفة من يخالفها هي المرجحة . وستتضح لنا الأسباب جلية شيئا فشيئا في الأيام والأسابيع المقبلة ، وسيظهر هذا في حركة الدكتور علاوي التي نعتقد انها بدأت فعلا بزيارة محافظة النجف ولقاء السيد مقتدى الصدر ، والحضور الإعلامي الكبير في القنوات الفضائية ، والمؤتمرات الدولية التي ستنعقد في بيروت وعمان وغيرها من العواصم ، وكل هذا سيكون وفقا للمتغيرات التي ستحصل ضمن حدود الساحة العراقية و خارجها .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل