المواقف الفلسطينية باهظة الثمن بقلم:أمين الفرا

هناك من يعتقد أن المواقف السياسية الفلسطينية حيال مايجرى فى الدول العربية ,من ثورات ومظاهرات شعبية ضد الحكام والرؤساء,والأمراء ,والملوك العرب, هى مواقف عادية قد تمر مرور الكرام, وقدلاتجد بالتالى من يستمع لها أو من يعيرها أى إهتمام ,والحقيقة هى عكس ذلك تماما حيث إننا كفلسطينين, لانستطيع أن نعبرعن مواقفنا اتجاه مايجرى بشكل مباشر, والسبب أننا قد نتلقى أفعالا وردودا صعبة, يصعب تفسيرها أو إستيعابها إذا ماعبرنا عن تأيدينا أو حتى رفضنا لما يجرى فى هذا الأقليم أو ذاك , فإذا كان الموقف الفلسطينى على سبيل المثال مؤيد لهذه الثورة أو تلك ما فقد ينعكس علينا هذا الموقف بالسلب,ونكون قد خسرنا بذلك الكثيرمن علاقاتنا العربية وقد نتعرض أيضا لتهديدات مبطنة وربما مباشرة من هذا الرئيس أو ذاك الأمير, على غرار ماحدث من سمو الأمير القطرى, الذى هدد بدورة بطرد الفلسطينين المقيمين هناك إذا ما استمر الهجوم الإعلامى على الجزيرة, وعلى أميرها وحاشيته المالكة نفس الشئ الذى قام به القذافى فى بداية الثورة الليبية ,الذى هدد هو الآخر بطرد كل الفلسطينين من هناك إذا ماحاولت القيادة الفلسطينية تأيد مايجرى فى ليبيا من أحداث, ومن هنا نصل إلى نتيجة بأن المواقف الفلسطينية حيال مايجرى فى البلدان العربية من احداث ,قد تكلفنا الكثيرالكثير, خصوصا أن هناك مئات الألوف من اللاجئين والمقيمين الفلسطينين, الذين قد يتعرضوا للبطش والتعذيب والقتل والطرد من قبل هذا الطرف أو ذاك, وأعتقد أن الحل الأمثل لتجنب هذا الأمر, هو اللجوء إلى سياسة الصمت والتأنى وعدم التعليق على كل مايجرى من أحداث, إلا بعد ماتنتهى الأمور وتتضح تماما ,لأننا سندفع فاتورة مواقفنا المعلنة سواءا كانت هذه المواقف مؤيدة أو رافضة,فنحن الفلسطينيون من يتميز بغلاء المواقف السياسية داخل الأسواق العربية المشتركة ... عاشت فلسطين حرة عربية ,والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار, وإنها لثورة حتى النصر...