المحتوى الرئيسى

تحليل- ملك المغرب لا يمكنه تجاهل الضغوط من أجل الاصلاح

03/08 13:15

الرباط (رويترز) - لا يتعرض عاهل المغرب لخطر مباشر من محتجين يسعون الى اصلاحات دستورية لكن الفشل في معالجة بواعث القلق السياسي أو المشاكل الاجتماعية والاقتصادية قد يسبب مشكلات للملك البالغ من العمر 47 عاما.والملك محمد السادس هو ملك دستوري اسما لكنه يتمتع بنطاق واسع من الامتيازات الملكية مثل حق اختيار رئيس الوزراء والتمتع بنفوذ على القضاء.وخرج بعض المغاربة الى الشوارع -متشجعين باحتجاجات ضخمة في أماكن أخرى من العالم العربي أطاحت بالرئيسين التونسي والمصري- مطالبين بالتغيير ويريد كثيرون اتخاذ اجراء قبل الانتخابات البرلمانية المقررة عام 2012 .وتقول ليز ستورم المحاضرة بشعبة سياسات الشرق الاوسط في جامعة اكستير "الملك أمامه عدة خيارات مثل اقالة الحكومة وهو ما سيحسن صورته ويزيد شعبيته ويظهر للاحزاب السياسية من الذي يتحكم في دفة الامور."وقالت ان أغلب أفراد الشعب في المغرب ومنهم المعارضون "لا يتصورون المغرب بدون ملك.. يرونها (الملكية) بمثابة شبكة أمان."وعرض الاصلاح التدريجي أسلوب تتبعه الجزائر المجاورة بنجاح حتى الان. وتقديم تنازلات مثل رفع حالة الطواريء وانفتاح وسائل الاعلام الحكومية هدأت من احتجاجات المعارضين.وقد يكون المغرب أكثر ميلا الى تقديم تنازلات من جيرانه العرب لانه على عكس كثيرين منهم لا يتمتع بثروة نفطية يمكنه أن يهديء بها المظالم كما ان تاريخه مليء بالاضرابات والاضطرابات المتفرقة في مناطق نائية.ويوم 20 فبراير شباط الماضي خرج بضعة الوف من المحتجين الى شوارع العاصمة ونظمت احتشادات أخرى متزامنة في 52 مدينة وبلدة مغربية.وتصدرت الاصلاحات الدستورية مطالب المنظمين وأغلبهم من النشطاء الشبان الذين نظموا انفسهم عن طريق موقع الفيسبوك. لكن مازال عليهم أن يظهروا ان مطالبهم تلقى صدى لدى غالبية افراد الشعب.وقال محمد ضريف المحاضر في العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء ان وقت الملكية البرلمانية لم يحن بعد لان مؤسسات الدولة والاحزاب السياسية ليست قوية بما يكفي.وقال عبد الاله بن كيران الامين العام لحزب العدالة والتنمية الحزب المعارض الرئيسي في المغرب عندما سئل عن عدم ارسال حزبه التماسا للقصر للمطالبة باصلاح دستوري ان الحزب لا يريد لي ذراع الملك.وجاءت الدعوة للاحتجاج في أعقاب انتفاضتين شعبيتين في تونس ومصر وكلاهما في مرتبة أعلى من المغرب على مؤشر التنمية البشرية الذي تعده الامم المتحدة. وتأتي فقط موريتانيا واليمن الاقل سكانا في مرتبة أدنى من المغرب.وقالت مؤسسة أوكسفورد انالتيكا في مذكرة بحثية ان الاحتجاجات "لم تستهدف الملك الذي يصور نفسه باعتباره فوق السياسة." وأضافت "مصداقية هذه الصورة ستعتمد الان .. على عمل ملموس لمعالجة مشكلات المغاربة."فلم تتغير أوضاع الفقر وعدم المساواة والفروق الاجتماعية والبطالة بين خريجي الجامعة والامية بدرجة تذكر منذ توليه العرش عام 1999 . بينما يقول مسؤولون ان المغرب خفض الفقر وحسن مستويات المعيشة ووفر فرص العمل.والى جانب المطالب بتغيير الدستور انتقد المحتجون يوم 20 فبراير كذلك مجموعة الشركات التي تملكها أسرة الملك وانتقدوا شخصيات مقربة منه بسبب مزاعم عن استغلال النفوذ وطالبوا باقالة الحكومة.واستهدفوا محمد منير المجيدي مدير الكتابة الخاصة للملك والمشرف على ادارة الثروة الملكية الذي كون ثروة ضخمة من احتكار اعلانات الطرق. كما استهدفوا فؤاد علي الهمة زميل الدراسة للملك والنائب السابق لوزير الداخلية.واتهم العديد من الاحزاب الهمة -الذي أسس حزبا سياسيا قبل عامين أصبح هو الاكبر في البلاد الان- باستغلال علاقته المقربة بالملك على حساب ممثليهم المنتخبين.ويشعر العديد من المغاربة بعدم ارتياح كذلك لتولي أقارب رئيس الوزراء عباس الفاسي لمناصب عليا في الدولة. فثلاثة من أقاربه يتولون وزارات ويتولى اخرون مناصب كبيرة في شركات تابعة للقطاع العام.وقال توفيق بو عشرين رئيس تحرير صحيفة الخبر اليوم المغربية المستقلة ان الفساد كان حاسما في تفجير الثورتين في تونس ومصر وهو مستشر كذلك في المغرب.وشكا المحتجون كذلك من سوء خدمة الرعاية الصحية وضعف التعليم وانتشار الفساد والافتقار للمحاسبة والانحياز الواضح في تنفيذ العدالة وارتفاع الاسعار والتغطية الاخبارية للتلفزيون الحكومي.ويرى كثيرون داخل المؤسسة الحاكمة في المغرب أن عدم نزول الاف المتظاهرين الى الشوارع للمطالبة باصلاح دستوري يجب الا يكون مدعاة للارتياح والرضا عن النفس.وقال مصطفى الخلفي رئيس تحرير صحيفة التجديد ان الشرعية التي يتمع بها الملك أسهمت في الحضور الضعيف في الاحتجاجات. وأضاف ان ذلك لا يعني أنه يتعين الانتظار حتى تزيد أعداد المحتجين للبدء في الاصلاح.وتابع ان المغاربة يتابعون التطورات في ليبيا ومصر وتونس على قنوات مثل الجزيرة والعربية كل يوم ووصف ما يشاهدونه بأنه بالنسبة للكثيرين تجارب يمكن التعلم منها.من سهيل كرم

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل