المحتوى الرئيسى

عودة «هولاكو» العظيم

03/08 08:21

إن كان الـ«فيس بوك» هو «هولاكو» الحديث.. لأنه أصبح محطم الأنظمة والأساس فى إسقاط الرؤساء، ويزلزل الأرض تحت مقاعد المسؤولين فى الصحف والمؤسسات.. فهو من يثير الرعب فى قلوب كل من يملك سلطة أو جاهاً، وكل من يرغب فى الترشح فى الانتخابات، مما جعل كلاً منهم يسعى اليوم للاشتراك فيه، وهذا من باب التواصل وسماع الآراء ومعرفة الميول والشكاوى، للتعامل مع الواقع الحقيقى والبعد عن الأوهام، مما جعله يعتبر أسلوباً إضافياً للرقابة والمحاسبة وكل من لا يكتفى بتأنيب الضمير.. ولكن أيضاً هناك خوفاً ورعباً من «هولاكو» آخر.. وهو الخوف من المستقبل: فإلى أين سيأخذنا هذا التغيير؟! هناك خوف من الثورة فى أن تتحول إلى نقمة إذا دام طويلاً هذا الحال الذى نحن عليه الآن! فقد سقط النظام ولا نرغب فى أن تسقط الدولة.. ولكن هناك من يرغب فى أن يجعل أمن الشعب كله ثمناً للحرية.. فلا استقرار ولا هدوء.. فحتى التوقيت الدائم لإشعال حريق فى مراكز أمن الدولة يجعل هناك سؤالاً كبيراً: من يحرك هؤلاء؟! ليس من فى داخل السجون حتى الآن، فهناك أصابع من الحاشية للنظام لم يقترب أحد منها حتى الآن، ولكنها لتحمى نفسها تدمر كل من يقترب منها. ■ هناك «مثلث» الشر الذى كان يأمر ويدبر ويشكل القانون، فهؤلاء من فى السجون، وهناك من كان يحركهم ويأمرهم.. فهم فقط منفذون وليس المدبرون «أحمد عز» مثلاً.. ولم يرسم الانتخابات وحده ويديرها خلف الستار ولكن أمام الجميع، إذن أين كانوا هؤلاء؟! فهو المنفذ لسياسات ورغبات وطلبات، وليس وحده يجب أن يكون خلف القضبان. ■ وهناك من هم منظمون دائماً ومعروفون بأهدافهم وطموحهم، وهم جماعة الإخوان، فمن حقهم أن يتواصلوا فى نشاطهم حتى يحكموا قريباً من خلال وجوه جديدة أو خبيرة تخفى النوايا وتظهر التعاون والحماس للثورة المصرية.. فأيضاً هذا خطر من «هولاكو» جديد. ■ هناك خوف من «هولاكو» آخر الذى هو يحمل الإخلاص ولا يحمل الخبرة، وبالتالى يأتى مع مجموعة جديدة لتحكم مصر ويصبح المصريون هم حقل تجارب لوجوه وأحزاب ومجموعات تجرّب فينا الحكم، ونحن لا نتحمل المزيد، فهناك حالة من فقدان الثقة، يجب أن ننميها بين الأحزاب والحكام والوزراء وهذا يحتاج إلى وقت وليس شهوراً أو أياماً. لذلك أتمنى من المجلس الأعلى للقوات المسلحة إن كان يرغب فى إنهاء مهمته سريعاً وعودته لموقعه الطبيعى فى حماية الحدود.. أرجوكم أن تكونوا أكثر حزماً للأمور مع كل مواطن أو مسؤول.. فهذا الأسلوب الهادئ أمام الوقت القليل المطلوب لاستعادة ملكية الدولة صعب.. محاكمة عادلة وشفافة لكل فاسد سياسى لإرضاء الشهداء الذين سقطوا، ودماء الضحايا التى نزفت.. فهناك بعض رموز النظام الذين يسعون لاستعادة السلطة من جديد من خلف هؤلاء، وهناك مستهدفون آخرون تم إبعادهم عن المشاركة فى القرار لأنهم أقوياء ومخلصون.. ثلاثون عاماً من الحكم لن تنزع جذورها فى شهور، ولكن إعطاء مساحة للإصلاح بوضع دستور جديد ورسم خريطة سياسية واضحة رغم أنف الجميع.. هذا سيمنع سيطرة «هولاكو» الجديد علينا ويصبح الشعب هو المدافع عن الوطن، والجيش هو حامى الأرض والمواطنين من العدو الخارجى والطامعين. [email protected]  

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل