ما لا يقالرجل أضاع دولة ورئيسا‏

أعلم أن الجميع في مصر حاليا‏..‏ قوي سياسية ومثقفين وكتاب وصحفيين منشغلين بالحديث والتنقيب اليوم وغدا بالبحث والكشف عن قضايا الفساد والبزنسة وأرقام الأموال والحسابات التي كونها وجمعها مافيات الفساد الفاجر في قصر الحكم. ولوبيات الوزراء ورجال الأعمال وتوابع العصر السابق‏,‏ وكيف سيتم حصرها واستردادها ومطارداتهم للجلب أمام النائب العام حتي يحصلوا علي القصاص العادل والرادع‏,‏ ولكن في المقال يجب ألا تنسينا زحمة هذه المطاردة وقصص السلوي والتسرية التي تتكشف لنا كل صباح عن هؤلاء الفاسدين والحيل والخدع التي لجأوا إليها لتكوين وتراكم هذه الثروات المحرمة من مال الشعب وأملاك الوطن عبر النهب الأعظم لسنوات طويلة عن قصص وجرائم الفشل والفساد السياسي‏,‏ وكيف كان يصنع القرار السياسي داخل الدولة‏,‏ ومن هم مستشارو رئيس الدولة داخل مؤسسة الرئاسة الذين أوصلوه إلي هذه الحالة من التردي والعجز وحجب أمور الدولة‏,‏ وأحوال العباد والبلاد عنه طيلة هذه السنوات‏.‏ حتي اكتشفنا أن رئيس الدولة كان مغيبا وخارج الخدمة سنوات طويلة والنتيجة أنه كان مثل الزوج آخر من يعلم وتركوه ينعم بجهله ويعيش في أوهامه بأن البلاد تسبح فوق بحيرة من الاستقرار والبحبوحة ووفرة العيش‏,‏ وأن الشعب صار مثل رجال أعماله والمحظوظين من قبل عائلته يكنزون الأموال ويشيدون القصور‏.‏مثل هذا الخداع وغيره نطالب ونتمسك بضرورة تشكيل محاكمة سياسية لهؤلاء المخادعين وحمدا لله أن عددهم قليل ويمكن حصرهم في بؤرة رجاله الذين كانوا يحيطون به في مكتبه وتنقلاته وفراشه وسيطروا عليه بالكامل فطوعوه لأهدافهم وخططهم الخبيثة‏,‏ وأقصد بهؤلاء حاشية مكتبه وسكرتاريته أمثال زكريا عزمي‏,‏ وجمال عبدالعزيز‏,‏ وأبوالوفا‏,‏ وآخرين ارتكبوا أمهات الجرائم والفساد‏,‏ وبالطبع في مقدمتهم كبيرهم الذي علمهم الفساد عزمي الذي يتحمل بعد رئيسه مسئولية الإخفاقات التي عاشتها البلاد داخليا وخارجيا لأنه أول من خدع وحجب التقارير والمعلومات وطارد من أراد إبلاغ رئيس العهد البائد الحقيقة ومآسي الفقر والملمات التي كانت تعيشها البلاد بحجة الحفاظ علي صحته وسلامة شيخوخته‏.‏ زكريا عزمي هذا هو الرجل الأخطر في مصر طيلة هذه المرحلة والذي قاد العصابة التي حكمت مصر طيلة‏30‏ عاما من الخراب والانهيار‏,‏ فهو صاحب مهام فساد وممارسات غير شرعية اتقنها جميعا بحرفية واقتدار بما فيها غير الأخلاقي أيضا وهو معلوم للجميع وليس خافيا‏.‏ والآن ليس لدي شك أن مبارك عندما يقرأ ويطالع حجم ما كان يحدث في قصر الرئاسة والبلاد‏,‏ وما اقترفه عزمي وسوزان مبارك ونجلاه جمال وعلاء لا يتردد أن يهمس بداخله وعيناه تبكي ويلعن ذاته علي الحال الذي أوصل نفسه والبلاد إليه ويردد بداخله أضاعوني‏,‏ وأي رئيس أضاعوا‏.‏ المزيد من أعمدة أشرف العشري