المحتوى الرئيسى

آفاق المستقبلإعـــادة اگتشـــاف الدولـــة‮!‬

03/07 23:19

‮(‬اقليم‮/ ‬أرض‮) + (‬شعب‮)‬‮+ (‬نظام/حكومة‮)= ‬دولةمدخلات المعادلة ثابتة منذ تأسيس الدولة بمفهومها الحديث،‮ ‬لكن المنتج النهائي مختلف،‮ ‬فشكل الدولة،‮ ‬وطبيعتها،‮ ‬والعلاقات السائدة فيها تتباين،‮ ‬ويتعدد نموذج الدولة وفق التفاعلات بين مكوناتها،‮ ‬خاصة ما يتعلق بآليات النظام السياسي‮.‬غير أن ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير في مصر،‮ ‬وقبلها في تونس،‮ ‬وما يسود المنطقة العربية من حراك ثوري،‮ ‬فضلا عما تشهده معظم دول العالم منذ نهايات القرن الماضي،‮ ‬وحتي الآن،‮ ‬يشير بوضوح الي أن كل شعوب الارض‮ - ‬تقريبا‮ - ‬تجتهد للبحث عن نموذج جديد للدولة بعيدا عن إعادة إنتاج ما كان،‮ ‬أو ما هو كائن،‮ ‬يجتمع علي ذلك الهدف اصحاب الحضارات العريقة التي انشأت دولها‮ - ‬المركزية في الاغلب‮ - ‬منذ قرون طويلة،‮ ‬أو تلك التي تأخر قيام الدولة علي ارضها مع تعدد الاسباب التي ادت لهذه التفاوتات‮.‬في النموذج المصري؛ لم يكن مفهوم الدولة المدنية الحديثة قد تجسد تماما رغم عراقة الدولة المصرية‮! ‬لكن حتي في تلك الدول التي ينظر اليها علي انها كانت في طليعة من ترجم فعليا هذا المفهوم،‮ ‬فان العلاقة التي بدت راسخة بين مكونات الدولة اصبحت محل اعادة نظر‮! ‬وربما كان من المفيد هنا ضرب المثل بنموذج بلچيكا المتجهة بقوة للانقسام إلي دولتين بفعل الاختلافات العرقية واللغوية،‮ ‬وبدرجة اقل ايطاليا التي ترتفع الاصوات داخلها داعية لانفصال الجنوب عن الشمال لاسباب اقتصادية بالاساس‮!‬حتي في أمريكا فإن هناك من يجادل بشدة في دور الدولة‮- ‬وعلي طرفي نقيض‮- ‬فثمة من يري أنه يجب الإكتفاء بدور الدولة الحارسة أي أن تقتصر وظائفها علي الامن والدفاع،‮ ‬مقابل من يؤكد سقوط هذا النموذج والاستشهاد بما حدث خلال الازمة المالية الاقتصادية بدعم أصحاب التوجه الثاني‮!‬ليس هذا كل شيء فثمة مشروعات تستهدف إعادة فك وتركيب ليس دولة بعينها،‮ ‬ولكن مناطق بأكملها،‮ ‬وفكرة الشرق الاوسط الجديد أبرز تلك المشروعات،‮ ‬وإذا كان ذلك يحدث لفرض ارادات خارجية،‮ ‬فإن النزعات الانفصالية علي تعدد العوامل التي تدفع بإتجاهها،‮ ‬تعكس ليس فقط رغبات من يتمايزون لغويا او عرقيا او دينيا لكن الأخطر أنها تشي بوجود رفض للمفاهيم والآليات القائمة والتي تحكم العلاقات داخل بعض الدول‮!‬لا شك ان ثورة الاتصالات من جهة،‮ ‬وثورة التطلعات من جهة اخري،‮ ‬وعجز الاشكال المؤسسية والعلاقات والآليات الحاكمة عن الوفاء بطموحات الشعوب،‮ ‬باتت تفرض ضرورة إعادة إكتشاف الدولة،‮ ‬وليس رفضها او السعي لتدميرها‮.‬المؤسسات الحكومية والاحزاب والمجتمع المدني،‮ ‬أصبح آداؤها دون متطلبات المواطنين،‮ ‬بصورة تكاد لا تستثني شعبا حتي تلك الشعوب صاحبة التجارب الاكثر نضجا علي صعيد الممارسة والمشاركة السياسية،‮ ‬من ثم فان الكثير من التفاعلات التي كانت تتم عبر مؤسسات ووفق آليات صمدت زمنا طويلا،‮ ‬اصبحت الآن متخلفة بمعايير اللحظة الآنية،‮ ‬فما بال الامر عندما يتعلق بأي محاولة لاقتحام المستقبل؟‮!‬شكوك وهواجس عديدة تسود في معظم الدول الآن بشأن مفهوم الحكم الرشيد،‮ ‬ومدي المصداقية التي تحكم‮- ‬او لا تحكم‮- ‬آليات الممارسة الديمقراطية دخل كل المؤسسات تقريبا،‮ ‬مما انعكس خصما من الثقة في الاحزاب ومؤسسات المجتمع المدني والنقابات فضلا عن الحكومات،‮ ‬وكان البديل اما إنكفاء المواطن علي ذاته،‮ ‬أو اللجوء للعالم الافتراضي لصنع المستقبل بمعايير مختلفة،‮ .. ‬و‮.. ‬ولا شك أن كل هذه المظاهر تفرض ضرورة الاجتهاد لاعادة اكتشاف مفهوم الدولة علي اساس صياغة جديدة للعلاقة بين مكوناتها التي سوف تظل ثابتة،‮ ‬لكن الآليات الحاكمة لها هي التي تحتاج إلي ثورة،‮ ‬وليس فقط مجرد اصلاح‮.‬وتلك قضية أخري‮.‬

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل