المحتوى الرئيسى

استحالة انعقاد قمة الدول العربية في بغداد بقلم:محمود الوندي

03/07 18:48

استحالة انعقاد قمة الدول العربية في بغداد محمود الوندي هل ستنعقد القمة العربية للدورة العادية 135 لمجلس جامعة الدول العربية في بغداد في 29 من الشهر الجاري ؟؟؟ ولو جدول اعمالها شبيها بالجداول السابقة ، اما ان تؤجل موعد انعقادها الى موعد أخر ؟؟؟ لا بد هناك جوابا لهذه الاسئلة !!! بما ان هذه القمة العربية أصبحت مشؤوما على حكام العرب ، لا اعتقد انعقادها من المحتمل تؤجل لعدد مرات بسبب سقوط الدكتاتوريات مثل اوراق الخريف وربما الغائها ، حيث تهب عاصفة ديمقراطية جارفة تشمل معظم الدول العربية ، لذلك نرى ما تعيشه ليبيا من انتفاضة الجماهيرية على رئيسها معمر القذافي الذي مضى على وجوده في سدة الرئاسة 42 سنة ، ونجحت ملايين ساحة التحرير المصرية في تغيير نظام الحكم وتنحية الرئيس المصري ( حسني مبارك ) الذي قاد مصر لأكثر من 30 عاما وتخلى عن حكم البلاد تحت الضغط الشعبي ، كما اطاحت أيضاً بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي وانهيار نظامه امام روعة الثورة التونسية ، وسيلتحق بيهم اليمن والبحرين ، لان رياح التغيير قد وصلت اليهما ، وعدم استطاعتهما صد هذه الرياح ، وبدأت الآن احتجاجات جزئية في تلك الدول ، والحبل على الجرار على الدول العربية الاخرى ذات الانظمة الشمولية والتي تطبق بيها قوانين متحجرة الى تكتم الاصوات وتهضيم الكثير من حقوق الانسان وفقدان العدالة الاجتماعية ، كما استغلت تلك القوانين الصارخة من قبل المقربين للنظام الى تزايد حلقات الفاسدين والمفسدين داخل هياكل الدولة ومؤسساتها يوما بعد يوم .. بالرغم إن إصرار الحكومة العراقية على عقد القمة العربية قي بغداد ، هناك مؤشرات قوية على عدم انعقاد القمة في بغداد في ظل التغيير الحكومي الحاصل في أرجاء المنطقة العربية التي ثارت شعوبها ضد سياسات الظلم والقهر " الشعوب التي صبرت طويلاً " ، واذلت وارعبت طيلة عقود من الزمان ، ليؤكد هذه الشعوب اليوم تحركتها للتعبير عن مطالبها المشروعة ، ومطالبا تغييرا جوهريا في نمط السلوك السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد .. فاصبحت الحكام مثل قطع الشطرنج يتساقطون واحدا بعد اخر ، من خلال قيام الانتفاضات الشعبية ضد حكامهم الدكتاتورية ، أن كل ما كان يجري على أرضهم كان بغير رضا شعوبهم ، ولا أقرار منهم ، ولا بإدارتهم .. لقد تبينت عدد من قادة العرب سوف تغيب عن المشاركة في القمة القادمة ، بسبب رفضهم من قبل شعوبهم ، لانهم الحكام الديكتاتوريون المتسلطون على رقابهم ، وأصبحوا وبالا على شعوبهم المسكينة التي أفقروها وجوعوها لا طائل من ورائها هم واولادهم وعوائلهم وحاشيتهم .. فبعد سنين طويلة من المعاناة تحت ثقل وظلم الديكتاتورية المقيدة ، لقد انتفضوا عليهم لتطبيرهم من الحكم ، ما هو الا تعبير عن الرفض للشعب لواقعه المزري ، لذلك شاهدنا ان قسما منهم بعد ان هبت العاصفة الديمقراطية عليهم غادروا الحكم ، وقسم اخر على طريق لمغادرتهم الحكم .. بما تضرب الانتفاضة الشبابية دولاً عربية تلو اخرى ، وقد جعلت تونس وبعدها مصر دولتين من دون رئيس ، فمن سيمثل كلا منهما داخل القمة العربية سوف تنعقد في العاصمة العراقية ؟؟؟ ولبيا في طريقها الى اسقاط رئيسهم ، لأنه لم يقدم لشعبه إلا الخراب والقتل والتعذيب والتشريد ... واننا نرى ان ما يحصل الان في شوارع طرابلس والمدن الليبية الاخرى من انتفاضات وثورات وسوف تلحقها دولا اخرى ايضا ، مثلما يحصل في العراق من تظاهرات رغم انها ليست كبيرة وواسعة الا انها متكررة وهذا مايجعل التظاهرات من الممكن ان تتسع وتكبر ، بسبب غياب الخدمات والفساد الاداري والمالي وعدم تنظيم العمل ، الى جانب غموض في صرف عوائد النفط .. هناك مؤشرات كثيرة تدل على وجود متغيرات مهمة في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريفيا ، لانه لم تقتصر هذه الانتفاضة ضد رؤساء الدول العربية فقط ، بل انها امتدت الى بعض الدول الاسلامية الغير عربية ، خاصة وأن هنالك ثمة بلدان شرق أوسطية عديدة مرشحة ومتأهبة لاستنساخ الحالة التونسية ، مثلما حصل في ايران قبل ايام ، حيث اطلق متظاهرون شعارات قاسية جدا وانتقدوا بشدة السلطة الحاكمة في ايران .. واليوم الشعوب أصبحوا بلا ريب ستقطع دابر من يستلب إرادتها ويستسهل طاقتها الكامنة ، لانهم عانوا طيلة سنوات ماضية من كل مقومات الحياة الإنسانية والحياتية ، وكما زجوا الحكام المستبدة والفسادة بشبابهم وكهولهم ونسائهم وحتى أطفالهم في سجون واقبئة اجهزتهم الامنية ، الى جانب فتح الابواب واسعا امام المجرمين والفاسدين للتلاعب بمقدراتهم ، وحرمانهم من الإستمتاع بخيرات بلادهم طوال العقود الماضية ، هناك جرائم كثيرة ولائحة طويلة وعريضة ، ومنها جرائم تتعلق بالتحريض على القتل والتصفية الجسدية خارج إطار القانون والقضاء وهلم ما جرى .. ان السبب الحقيقي لغياب حكام العرب الباقية عن القمة العربية في بغداد ، لان همهم الان حماية انفسهم وكراسيهم من نقمة شعوبهم ، لأن ما حدث في تونس أضاء طريق الشعوب نحو التغيير وطرد حكام الطغاة ومن لف لفهم من البلاد ومن قصورهم الفخمة والضخمة ، لان هذه الشعوب ابتلت بـ( القادة التاريخيين ) الذين انتجتهم سنين الحرب الباردة ، ورجال إدارة المخابرات الأمريكية CIA ، إضافة الى خوف الحكام لتكتشف عوراتهم ومخازيهم التي كانوا يغطونها دائما ببعض الشعارات التافهة والرنانة والوعود المخدوعة والكاذبة التي خدرت بيها شعوبهم وحولتهم الى قطعان من الاغنام الذين ينتظرون وجبات الاكل فقط من حكامهم وبعض مكارمهم ..

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل