المحتوى الرئيسى

نجاح التظاهرات في العراق وفشل المرجعيات الدينية بقلم:خالد الخالدي

03/07 17:46

لاشيء في العراق أجمل من التظاهر الشعبي الوحدوي من اجل اصلاح النظام ,ومن اجل كشف السراق والمفسدين ,مع محاسبتهم وفق القانون ,وجمال تلك التظاهرات يكمن في امرين الاول انصهار جميع الهويات الدينية والعلمانية والقومية في هوية واحدة ,الا وهي الهوية الوطنية العراقية الخالصة. الثاني عدم الخشية من اجراءات الحكومة القمعية والارهابية ,بل ان اغلب المتظاهرين حاولوا كسب القوات الامنية ,الى جانبهم من خلال اهدائها الورود الحمراء ,وترديد شعارات يعيش جيش الشعب ,والشعب مع الجيش. ورغم ان المرجعيات والرموز الدينية حاولت بشتى الوسائل والكيفيات منع المتظاهرين من التواصل في شجبهم واستنكارهم للسياسات الحكومية الفاسدة ,الا ان المتظاهرين كان لديهم عزما قويا وكبيرا باستمرارية التظاهر ,في جمعة الغضب ,وجمعة الندم ,وجمعة الحساب ,وجمعة التغيير ,حتى يخيل لنا جميعا بان جمع التظاهر لن تتوقف ,ولن تتراجع ,حتى لو نزلت في كل جمعة فتاوي المنع والتحريم ,من مراجع ورموز اثبتت الايام والتجارب انها عاجزة عن اختراق العواطف الوطنية الشعبية الثائرة ,من اجل تثبيطها ,وثنيها ,عن المطالبة بحقوقها الشرعية والانسانية ,التي كفلتها جميع الاديان السماوية المنزلة ,مثلما ايدتها جميع القوانين والدساتير الدولية ,الملكية ,والديمقراطية . نجح المتظاهرون ,وفشلت الحكومة في اسلوب التعاطي مع المطالب ,لتدخل في نفق الارتباكات والفوضى ,التي ان دلت على شيء ,فهو ضعفها ,وهشاشة قوامها ,وعدم صلاحيتها لتطوير العملية السياسية والاقتصادية في البلد. نجح المتظاهرون ,وفشلت المرجعيات والرموز الدينية في الوقوف معهم ضد النظام الفاسد الذي اهلك الحرث والنسل ,ليتاكد لجميع العراقيين بان تلك المرجعيات والرموز الدينية ,هي السبب الرئيسي في ضياع ثروات العراق ونهب موارده ,خاصة وانها من روجت لانتخاب اعضائها ,بذريعة نصرة الدين والمذهب ,مع ان الدين والمذهب يحتم على الجميع ان يكونوا مثل آبا ذر ,وليس مثل اصنام المعبد الاموني ,التي لاتنطق ولاتسمع .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل