المحتوى الرئيسى

هيثم أبو خليل : أمن الدولة صانع الثورة !

03/07 15:46

لا أبالغ إن قلت أن جهاز أمن الدولة كان من أحد أسباب قيام و نجاح ثورة 25 يناير ..وحتى لا يتهمني البعض بالمبالغة بل فلابد أن أقدم دفوعي لها الإدعاء الخطير فأنا اعتقد أن شعب مصر كان صابراً محتسباً علي إفقاره  بل وصبر علي الظلم أكثر ..فما الذي أختلف في 25 يناير عن عشرات السنين ظن فيها البعض أن المصريين استعذبوا الفقر والقهر والظلم وأصبحوا لا يستطيعون العيش بدونه …!هنا أجزم أن الغرور والانتفاخ الذي أصاب هذا الجهاز الأخطبوطي والذي سيطر علي كل مؤسسات ومقدرات مصر تحت دعوي حماية أمن الدولة وهو في الحقيقة كان يحمي أمن النظام وأمن الفاسدين الذين أنتشر بعضهم داخل مفاصل هذا الجهاز الخطير ..لقد كان جهاز أمن الدولة الراعي الرسمي للظلم الفاقع البين والفساد العظيم المستشري في بلادنا  ..أمن الدولة يا سادة خلاف إشرافه علي جميع السجون وأقسام الشرطة وجميع المعتقلات وسلخانات التعذيب الموجودة في مقاره ومسئوليته المباشرة عن ما وقع فيها من تعذيب يفوق ما حدث في العصور الوسطي إلا أنه كان الذراع القريبة الحقيقية لتنفيذ الفساد في بر مصر كله فمؤسسات الرئاسة وبعض الجهات السيادية يدها لا تطول الكثير من المناطق المؤثرة في مصر ومع هيمنة أمن الدولة علي جميع فروع وزارة الداخلية بسط أمن الدولة سيطرته وسطوته علي كل شبر في مصر .. حتي أصبح مخبر أو أمين شرطة في هذا الجهاز أقوي من رئيس مجلس إدارة مؤسسة أو شركة بل أقوي من لواء شرطة في إدارة أخري من إدارات وزارة الداخلية فتقارير أمن الدولة طريقها مفتوح في كل أنحاء مصر لتطيح بمن تشاء بدم بارد فلا مكان للكفاءة والأمانة والإبداع الفيصل هو رضاء هذا الجهاز عن الشخصيات المرشحة في أي منصب في مصر حتي ولو كان شياخة حارة في نجع من نجوع الصعيد الجواني ..!تسأل عن التعيينات في قطاع البترول والبنوك والشركات الكبيرة فيقال لك عن طريق أمن الدولة ..تسأل عن هدم الفيلات والبناء المخالف في أماكن حيوية لا تخطئها عين الجهات المراقبة والمعنية فتعرف أن ثمة مسئول في أمن الدولة قد مر من هنا ..!تسأل عن التعديات الصارخة علي حرم النيل فتعلم أن مسئول من أمن الدولة يحمي المتعدين ..!تسأل عن تجفيف بحيرة مريوط وبعض المنشئات السياحية المقامة في منتصف البحيرة فيقال لك صاحبها مشارك قيادات في أمن الدولةتسأل عن العمادة في الجامعات ورئاسة الأقسام والترقيات فيقال لك هذا شغل أمن الدولةتسأل عن سرعة الترخيص لمشروع أو مصنع أو تعطيله وإلغاءه  فيقال لك أمن الدولةتسأل عن سيارة مخالفة بدون أرقام فيقال لك أمن الدولةتسأل عن التستر علي قيادات فاسدة رغم نشاطها الواسع وفسادها البجح فيقال لك امن الدولةتسأل عن تجميد النقابات والتستر علي فساد القائمين علي حراستها فيقال لك أمن الدولةتسأل عن التزوير في الانتخابات في كل بر مصر فيقال لك أمن الدولةتسأل عن اضطهاد النابغين وملاحقة العلماء فيقال لك أمن الدولةتسأل عن ضرب المعارضين وإلقائهم في الصحراء فيقال لك أمن الدولةتسأل عن التنصت والتجسس علي المواطنين فيقال لك أمن الدولة ..تسأل عن صعود الأفاقين والفاسدين في غالبية مؤسسات مصر و انزواء الشرفاء الجادين فيقال لك أمن الدولةتسأل عن الأحزاب الكرتونية وشخصيات معروفة بعينها لتفخيخ الأحزاب الجادة فيقال لك أمن الدولةتسأل عن الشلل الذي أصاب منظمات المجتمع المدني من جمعيات أهلية ونوادي ومنظمات حقوقية فيقال لك أمن الدولة ..تسأل عن إسهال قرارات الاعتقال وضرب عرض الحائط بقرارات الإفراج فيقال لك أمن الدولةتسأل عن شخص مغرور يتعامل مع الناس بعنجهية وقلة ذوق فيقال لك أمن دولةتسأل عن الوجوه الإعلامية القبيحة فيقال لك امن الدولةتسأل عن اضطهاد القوي السياسية المحترمة من إخوان مسلمين و6 إبريل وكفاية وغيرهم فيقال لك أمن الدولةتسأل عن حجب صحف وغلق مواقع وهدم مدارس ومستشفيات فيقال لك أمن الدولةتسأل عن قتلي ومصابين بعاهات مستديمة وتقارير الطب الشرعي تقول إنها وفاة طبيعية فيقال لك أمن الدولةتسأل عن التستر عن الزبانية والجلادين والمجرمين القاتلين من وزارة الداخلية فيقال لك أمن الدولةأخيراً … آلا يكفي كل ما سبق أن يجهز جيش من المظلومين والمقهورين ظلمهم هذا الجهاز اللعين ليكونوا نواه لثورة 25 يناير ..لقد أطلق الشباب الشرارة بجرأتهم ودون حسابات فتلقفتها مصر كلها عن بكرة أبيها لأن أمن الدولة مهد الطريق … ربما كان حرق بوعزيزي ألهم الشعب التونسي فتفجرت الثورة..لكن جهاز أمن الدولة أحرق قلوب ونفوس ملايين المصريين ظلماً وفساداً واعتقالا وقتلاً فكانت الثورة ..لا أجد ما أختم به هذا المقال إلا ..شكراً أمن الدولة ..!!مواضيع ذات صلة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل