المحتوى الرئيسى

الثورات تدفع بالسياح إلى تغيير وجهتهم بعيدا عن الشرق الأوسط

03/07 15:25

بيروت – أ.ف.ب بدأت تداعيات الانتفاضات العربية تظهر في القطاع السياحي في عدد من دول الشرق الأوسط، حيث يقوم السياح بإلغاء حجوزات رحلاتهم وإقاماتهم حتى في دول يبدو الوضع فيها مستقرا نسبيا، مثل سوريا والأردن. وقال مدير العلاقات العامة في هيئة تنشيط السياحة في الأردن تهامة نابلسي "إن السياح يتأثرون بالتغطية الإعلامية للأحداث وينظرون إلى الشرق الأوسط كله على أنه سلة واحدة، من دون التمييز بين دولة وأخرى". وأضاف أن "بعض السياح ألغوا رحلات إلى كل الدول العربية بما فيها الأردن"، مشيرا إلى أن من أبرز الدول المستفيدة من تغيير وجهات السفر، اسبانيا. وأشارت مصادر متطابقة في القطاع الفندقي إلى ان إلغاء الحجوزات في الفنادق وصل إلى 50%، بينما ذكرت إحدى شركات السياحة والسفر أن 1200 سائح من ثلاثة الاف حجزوا رحلات لزيارة الأردن خلال الأشهر القادمة، ألغوا حجوزاتهم. وأوضح مسؤول في الشركة، طالبا عدم الكشف عن هويته، أن عددا من هذه الحجوزات كانت لمجموعات من أميركا الشمالية وفرنسا وايطاليا. وقدرت عائدات السياحة في الاردن بمليار دولار في 2010، ما يمثل 14% من إجمالي الناتج الداخلي. وتعتبر مدينة بترا الاثرية القديمة إحدى أبرز الوجهات السياحية في هذا البلد الذي غالبا ما يزوره السياح ضمن جولة تشمل أيضا مصر التي تعاني بدورها من تراجع في عدد السياح منذ اندلاع الانتفاضة في 25 كانون الثاني/يناير. وجاءت الثورة المصرية التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك بعد الثورة التونسية التي خلعت الرئيس زين العابدين بن علي. ولم تستقر الأمور نهائيا في هذين البلدين، فيما تشهد ليبيا قتالا عنيفا بين قوات العقيد معمر القذافي ومعارضيه، وسط حركة احتجاجات واسعة في اليمن والبحرين وغيرها من الدول. ووصف رئيس مجلس إدارة شركة "فواياجور دو موند"، إحدى أبرز شركات السياحة والسفر الفرنسية، عملية الغاء الحجوزات نحو الأردن بـ"الكارثة". وقال جان فرانسوا ريال إن التراجع يصل إلى "50% بين تجميد الحجوزات أو إلغائها للتوجه إلى مكان آخر". وأضاف أنه "بالنسبة إلى المغرب، كانت هناك زيادة متوقعة بنسبة 15%، الآن هناك تراجع بين خمسة وعشرة في المئة". وتابع أن "الناس قلقون مما يمكن أن يحدث في دول غير تلك التي مرت فيها الثورات"، مشيرا إلى أنهم يتساءلون عن الزعيم القادم الذي سيواجه مشاكل، و"تشمل تساؤلاتهم حتى الرئيس الصيني هو جنتاو". ولا تبدو الأمور جيدة أيضا بالنسبة إلى سوريا التي شهدت العام 2010 "عاما استثنائيا" على صعيد السياحة، بحسب ما صرح اخيرا وزير السياحة سعد الله آغا القلعة الذي توقع "زيادة لا تتجاوز 12% في عدد السياح بسبب الوضع"، بينما النمو السنوي للسياح سجل بشكل دوري منذ العام 2000 نسبة 15%. وأشار صاحب شركة "نايا تورز" غسان شاهين في دمشق، إلى أن شركته تلقت طلبات بإلغاء حجوزات بنسبة 35 إلى 40% كانت مقررة للموسم السياحي الذي يشهد أكبر نسبة إقبال من السياح الأوروبيين اجمالا ويمتد بين شهري آذار/مارس وأيار/مايو. وقال شاهين "إن الناس يميلون إلى التفكير بأن الانتفاضات القائمة ستمتد إلى كل المنطقة، رغم طمأنتنا إياهم بأن الوضع هادىء في سوريا". وأوضح أن وكالات السفر "كانت حتى وقت قريب مضى تتوسل الفنادق لايجاد غرف شاغرة لزبائنها. أما اليوم، فان الفنادق هي التي تتصل بنا لتسأل عن الزبائن". وأشار إلى أن كل ذلك سينتهي بخسارة تقدر بمئات ألوف الدولارات. الا ان العاملين في القطاع متفائلون بان الانتعاش سيعود بسرعة الى السياحة. وقال شون تيبتون من وكالة "اسوسييشن اوف بريتيش تور اوبريترز" البريطانية إن "نظرة الناس إلى الأمور تتغير بسرعة". ولفت إلى أن مصر تعتبر أكبر سوق سياحية في المنطقة بالنسبة إلى البريطانيين، اذ يقصدها مليون سائح بريطاني سنويا. وقال "إن مشاهد العنف في القاهرة ومدن أخرى أثرت على السياح، إلا أن خبرتي في القطاع تسمح لي بأن أقول أن ذاكرة السياح البريطانيين قصيرة، ولن يمر وقت طويل قبل أن تعود الحجوزات بقوة إلى البلد".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل