المحتوى الرئيسى

شاهد- شهادة عن الحفل الذي أقامه القذافي وغنى فيه ليونيل ريتشي

03/07 14:48

فيما يلي شهادة عن الاصلاحات التي شهدتها ليبيا في عهد الزعيم معمر القذافي وهي بعنوان "المتناقضات.. نظرة على اصلاحات القذافي" كتبها وليام مكلين الصحفي برويترز الذي كان مقيما في شمال افريقيا من عام 2006 الى عام 2009 .من وليام مكلينلندن (رويترز) - ذات ليلة منذ زمن ليس ببعيد في حفل أقيم بالمجمع الذي يضع فيه الزعيم الليبي معمر القذافي الان خططه للنجاة من الازمة تابعت مذهولا ظهور النجم الامريكي ليونيل ريتشي على المسرح.ما ان بدأ يغني حتى هب مئات المسؤولين الليبيين من مقاعدهم وأمضوا الساعة التالية يرقصون على أروع ما غنى ريتشي. كانت سعادتهم حقيقية كما فرح النجم الامريكي ايضا.كان هذا في ابريل نيسان 2006 وقد عكس هذا التجمع غير المتناغم طموح القذافي في الانفتاح على العالم بعد سنوات من العزلة لدعمه للارهاب.وقال ريتشي "أحبك يا ليبيا. سأعود."ودوت كلماته عبر مكبرات الصوت في أرجاء المجمع الذي يشبه المراب ويضم خياما ومباني سكنية ومخيمات للامن فضلا عن أطلال منزل قصفته الطائرات الحربية الامريكية عام 1986 وقد أبقى الزعيم الليبي عليها للذكرى.على بعد بضعة امتار رعت قطعان من الجمال بين اشجار النجيل وطارد اطفال صغار الظباء تحت ضوء البدر.بعد أن أنهى ريتشي فقرته صعد الى المسرح نجما الاوبرا الاسبانيان خوسيه كاريراس واوفيليا سالا ترافقهما فرقة موسيقية من 60 عازفا.كنت أعلم أن ريتشي سيغني. لكن بعد أن بدأ كان علي أن أفرك عيني لاذكر نفسي بأن ما أراه حقيقي.وغصن الزيتون الذي مده القذافي للعالم والدفعة من أجل اجراء اصلاحات اقتصادية واجتماعية التي اقترنت به أصبح مكانهما الآن كتب التاريخ بسبب رد فعله العنيف على الانتفاضة الشعبية التي لم يسبق لها مثيل.لكن هذه كانت انباء مهمة في ذلك الحين. بدأ القذافي تحسين وضعه عام 2003 حين تبنت ليبيا المسؤولية المدنية عن تفجير طائرة ركاب فوق لوكربي باسكتلندا.وكانت مفاتحات القذافي للزعماء والفنانين والمثقفين الغربيين دليلا حيا على أن الزعيم الليبي وابنه الاصلاحي سيف الاسلام كانا وسيظلان بارعين في العلاقات العامة.في زيارات لاحقة حين كنت أستمع للقذافي يتحدث عن مستقبل ليبيا فطنت الى أن مسعى الاصلاح فوضوي ومفكك وتحركه النخبة وليس له أي معنى بالنسبة للمواطن الليبي وفي معظمه اجراء يندرج تحت بند العلاقات العامة.وانطوت الاصلاحات على عناصر بدت حقيقية وان كانت غير مكتملة في معظم الاحيان لكنها كانت في الغالب اقتصادية. كانت السياسة من المحرمات.وكان الحفل الموسيقي الذي أقيم عام 2006 تجسيدا حيا لهذه التناقضات.للوهلة الاولى بدا التجمع في المجمع الخاص بالقذافي الذي يحمل اسم باب العزيزية حدثا من الغريب أن يشارك به فنانون غربيون. وأقيم الحفل احياء للذكرى السنوية العشرين للغارة التي شنتها الولايات المتحدة عام 1986 على ليبيا.لكن منظمي الحفل قالوا انهم تعمدوا الاستعانة بالموسيقى لاحياء لذكرى واحدة من أسوأ مراحل العلاقات بين ليبيا والغرب بطريقة مبهجة.وقصفت القوات الامريكية طرابلس وبنغازي في الساعات الاولى من يوم 15 ابريل نيسان 1986 . وقال الرئيس انذاك رونالد ريجان ان القصف ثأر لما وصفه بضلوع ليبيا في تفجير مرقص ببرلين قبل ذلك بشهر مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم عسكري أمريكي.وظل المنزل السابق للقذافي متهدما على حاله للتذكرة بالغارة التي جرت ليلا والتي قتل فيها نحو 40 شخصا من بينهم ابنة القذافي بالتبني هناء.تعلمت أن أميز بين طموحات القذافي لبلاده والخطط التي اقترحها سيف الاسلام الذي لم يدع الى اقتصاد السوق الحرة وحسب بل ايضا الى حرية الصحافة وتعزيز "الديمقراطية."على النقيض يقول والده ان نظام الجماهيرية الذي يطبقه وينطوي على عقد لقاءات شعبية مع الجماهير يجب الا يتغير ابدا. وقال انه يتيح مساحة للمواطنين للادلاء برأيهم أكثر من الانتخابات في الغرب.وأكد القذافي وجهة النظر هذه في مناظرة حضرتها ببلدة سبها الصحراوية بين الزعيم الليبي ومثقفين غربيين.وكان القذافي يرتدي زيا افريقيا بني اللون ويحمل من حين لاخر نسخة من الكتاب الاخضر الذي ألفه في التسعينات ويشرح فيه فلسفته السياسية وقال ان ليبيا تقبل فكرة أن التحول الاقتصادي قد يأتي في صورة العولمة في الوقت نفسه قال ان ما تحركه العولمة مصالح مالية قوية.ولو كان يحدوهم الأمل في اقناعه بالتحول الى ديمقراطية صناديق الاقتراع فلابد أنهم أصيبوا بخيبة الأمل.وقال لبنجامين بابر خبير العلوم السياسية وعالم الاجتماع البريطاني انتوني جيدنز في مناقشة خفف حدتها الصحفي البريطاني ديفيد فروست ان نسبة 51 في المئة ليست ديمقراطية لان هذا يعني أن 49 في المئة يعارضون الفائز.وبالنسبة للبعض يعد من بين أبرز الجوانب التي ظهرت في الاسابيع الاخيرة ضلوع سيف الاسلام في الحملة التي يشنها والده على المعارضة المسلحة.وكان هناك وقت لم يكن الشاب يخشى فيه اغضاب والده والمحافظين الاشداء المحيطين به.وتجلت هذه الشجاعة في قضية الممرضات البلغاريات اللاتي تمت ادانتهن بتعمد اصابة مئات الاطفال الليبيين بفيروس نقص المناعة المكتسب (اتش.اي.في). وأفرجت عنهن ليبيا بعد احتجازهن ثماني سنوات في صفقة أبرمت عام 2007 بين الاتحاد الاوروبي وطرابلس.وكانت ليبيا قد قالت ان ما فعلته الممرضات اللاتي نفين الاتهام جزء من مؤامرة حاكتها اسرائيل والغرب.وتفاوض سيف الاسلام على اطلاق سراحهن منهيا ما وصفه منتقدو ليبيا بفضيحة لحقوق الانسان ليفسح الطريق للتطبيع الكامل مع جميع دول الاتحاد الاوروبي.وفي مقابلة أجرتها رويترز معه بعد ذلك ببضعة أيام اعترف سيف الاسلام بأن ليبيا لفقت المزاعم بضلوع الغرب.واستهدف كشفه عن عملية التلفيق المحافظين في أجهزة الامن والذين اعتبرهم طويلا عقبة في طريق التغيير.وقال سيف الاسلام ان الليبيين اختلقوا القصة لتكون هناك قصة ومؤامرة وملف معقد حملوه لثماني سنوات.واستطرد قائلا ان في اللحظة التي جلسوا فيها معا قرروا حل المسألة وحلوها في بضعة ايام.وقال سيف الاسلام يوم الخميس ان طموحاته لاصلاح حكم والده لم تتبدد بعد على الرغم من الانتفاضة.لكن اذا جاء الاصلاح الى ليبيا فسيكون على أيدي حكومة تخلف معمر القذافي. وبعد أن راحت جهود التقارب التي بذلها الزعيم العجوز المنبوذ من التاريخ هباء منثورا بات بمفرده من جديد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل