المحتوى الرئيسى

كأنها ديانة جديدة

03/07 12:22

بعد خطاب التنحى بساعتين ظهر المخرج محمد دياب على الـ«بى. بى. سى» وسألته المذيعة عن شعوره، فقال: «زى شعورى فى أول مرة أحب أو أول مرة ألمس فيها واحدة» وقتها سخرت من تعليقه وقلت: «عايزين كلام أنشف من كده»، الآن أنا مدين باعتذار لدياب وأؤكد أن الحديث عن الثورة يجب أن ينطلق الآن من هذه الأرضية. الثورة فعل رومانسى وفى الأيام الأولى خرج معظمنا وهو يحمل شحنة عاطفية أكثر منها سياسية، حتى هتافنا كاد أن يصبح قصيدة (حرية وعدالة اجتماعية)، أعتذر لدياب لأن الحديث عن الثورة حاليا أصبح أنشف مما ينبغى، للدرجة التى تجعل توجيه الاتهامات أسهل من توجيه الجماهير. ستقول لى طب ودم الشهداء، اسمح لى حقهم لن يضيع وأحلامهم تتحقق بقوة، لكن ماذا عن علاقتنا ببعضنا البعض؟ لن يرضوا عنا الشهداء إذا اكتشفوا أنهم ماتوا لنتشاجر يوميا على الـ«فيس بوك» وشاشات التليفزيون بأداء مشجعى الكرة المتعصبين للدرجة التى طفشت كثيرين من أحضان الثورة وجعلتنا شعبين، لن يرضوا عندما يجدون الثوار لا يفرقون فى العداوة بين حبيب العادلى وطلعت زكريا (بالذمة ينفع الثورة العظيمة تعمل راسها براس ممثل كوميدى؟ مع كامل احترامى له)، لن يرضوا ونحن نخون ما هتفوا به قبل أن يموتوا (الحرية)، لن يرضوا عنا الشهداء وكل واحد دلوقتى بيبدأ كلامه بديكتاتورية كلمة (المفروض)، لن يرضوا وهم يروننا نختزل الثورة فى جلسات نميمة، لن يرضوا وهم يرون أن «الحتة الحلوة اللى فينا» اللى اتعملت بيها الثورة هى أول شىء يضيع بعد نجاح الثورة. جزء من الثورة الآن فى ملعب السياسة، هناك من يقوم بدوره فى هذا الملعب، ونحن ندعمه بقوة، لكن خارج هذا الملعب نحن بحاجة لأن نتعامل مع الثورة ونبشر بها كأنها ديانة جديدة ندعو لها بالحكمة والموعظة الحسنة والترغيب، ديانة تجب كل ما قبلها، بحاجة لأن ننقل للناس شعورا بالأمان وأن نساعدهم على أن يصدقوا أن الثورة تغير كل شىء للأفضل سياسياً وإنسانياً، نحتاج أن نقول لمن يخشى الثورة إن مَن دخل بيته فهو آمن ومَن اعترض على شىء فهو آمن ومن لفت النظر لأخطاء فهو آمن، نحتاج أن نُلْهِم الناس حماس العودة لأعمالهم، ونُلْهِم البسطاء محبة البلد الذى تغير، ونلهم الثوار الفئويين أهمية أن يتظاهروا لتطهير مواقعهم لا من أجل 100 جنيه، نريد أن ننقل للناس رسالة مفادها أننا تعلمنا الدرس جيدا ونؤمن بأن النظام السابق سقط لأنه كان يتعالى على معارضيه، وأن الأيام المقبلة هى الأجمل على الإطلاق حتى لو كنا سنتعب فيها «شوية زيادة» لأننا سنتعب لأول مرة فى حياتنا بمقابل. لقد قدمت لنا الثورة 2 مليون جيفارا.. لكننى سأعتبرها خرجت من حيز ميدان التحرير إلى مصر كلها عندما تقدم لنا صلاح جاهين واحد. أكرر اعتذارى لدياب وإن كنت أود أن أسأله: «إنت حسيت بإيه بالضبط فى أول مرة تلمس فيها واحدة»؟ [email protected]  

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل