المحتوى الرئيسى

عزم يتبعه حزم

03/07 12:14

أدمى قلبى مشاهدة الفيديو الخاص باقتحام طلاب طب إحدى الجامعات الإقليمية لمكتب أحد رؤساء الأقسام، ومحاصرته حتى اضطروه لتقديم استقالته واستدعاء الجيش لحمايته، ثم توديعه بزفة بلدى على خلفية الزغاريد وأغان من قبيل «يا حلوة يا بلحة مقمعة» و«اتمخطرى يا حلوة يا زينة». لا أدرى لماذا فعلوا ذلك! ولكن حتى لو كان مُخطئاً فمن نحن حتى ننصب محاكم التفتيش وندين إنساناً بعيداً عن قاضيه الطبيعى! إذا وصلت هذه السلوكيات المحزنة لأطباء يُفترض أنهم صفوة مصر وقلبها الرحيم، فقل على الدنيا السلام. هل يرضيكم اعتداء اللصوص على سفير اليمن، وعلى الشرطة العسكرية التى لاذ بها، وسرقة نقوده؟ اقتحام العصابات المتكرر لمخازن الآثار! استيلاءهم على سيارات المواطنين بعد إجبارهم على توقيع عقد شراء! إجبار الموظفين العموميين على إنجاز المعاملات - حتى لو كانت غير قانونية- تحت التهديد! هل عدنا إلى العصور الوسطى؟ مصر الآمنة - كما وصفها الله فى القرآن الكريم - توشك أن تتحول إلى صومال أخرى! ■ ■ ■ ملء هذا الفراغ الأمنى يجب أن يكون مُقدّما على أى دعوة لاستئناف العمل. إذ متى عادت الأمم للحياة المنتجة بدون أمن؟ لكن تشخيص الظاهرة هو بداية الطريق لحلها معروف أن زحف عصابات العالم السفلى لتقتل وتنهب وتُروّع ظاهرة مألوفة عند سقوط الأنظمة، لكن استمرارها حتى الآن، فى بلد بحجم مصر، ليس طبيعيا بالمرة، هى ليست مجرد فوضى تلقائية نابعة من كمّ المظالم والكبت الذى تعرض له المجتمع المصرى خلال عقود، بل هى شىء متعمد يقوم به من يعرف جرمه ويشيع الفوضى على أمل الإفلات من العقاب. ■ ■ ■ شخصيا كنت أتمنى لو سارع المجلس العسكرى - بمجرد تسلمه للسلطة - إلى وضع جميع المتهمين بالفساد، والمعروفين بالاسم، تحت التحفظ ومراقبة اتصالاتهم، مع كفالة جميع الحقوق القانونية لهم، حتى تُستوفى التحريات وتتم التحقيقات، وتظهر الإدانة أو البراءة. خصوصاً وهم يملكون المال والمصلحة فى اضطراب الأوضاع والقدرة على الاتصال بالعالم السفلى. وفى كل الأحوال فإن الوقت لم يفت تماما ومازال هذا الإجراء حكيماً. أقترح أيضاً الاستعانة برجال القضاء المُحالين على المعاش من أجل تفعيل وظيفة «قاضى التحقيق» المنصوص عليها فى القانون المصرى لرفع العبء عن النيابة، وكذلك الاستعانة بالدفعات النهائية من طلاب الكليات العسكرية فى حفظ الأمن، وكذلك فتح باب التطوع لوزارة الداخلية بما يؤدى إلى تقليل البطالة وإيجاد كفاءات مميزة. ■ ■ ■ عزم يتبعه حزم.. لم تستغن الدول قط عن القوة فى فرض النظام، هكذا فرض الجيش الأمن فى اضطرابات عامى 77 و 86 خلال ساعات. المواطن المسالم لا مصلحة له فى الفوضى، وهو يناشد الجيش أن يكون أكثر حزماً مع البلطجية والعصابات.. فلتنزل الشرطة تحرسها قوات الجيش ولتفرض بالقوة هيبة القانون.. إبداء بعض الخشونة قد يكون مفيداً الآن. وقديما قال الشاعر الحكيم: «وقسا ليزدجروا، ومن يك حازما/ فليقسُ أحيانا على من يرحمِ» [email protected]  

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل