المحتوى الرئيسى

م الآخرثــــوار‮ ‬ولاد ثـــوار

03/07 00:35

خرجت إلي الشارع عصر يوم ‮٥٢ ‬يناير وتأكدت من وضع هويتي الصحفية في جيب قميصي حتي يكون سهل إبرازها لأي مسئول أمني إذا حاول ان يعترض طريقي‮.. ‬فقد كنت أنوي مراقبة المظاهرات التي سبق أن أعلنها الشباب علي‮ »‬الفيس بوك‮« ‬من أجل المطالبة بالحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية‮.. ‬وقررت ان اتجه إلي نقابة الصحفيين بشارع رمسيس وفي طريقي إلي هناك وجدت نفسي بدون ان أقصد داخل احدي المظاهرات التي كانت تأتي من كل شارع في وسط المدينة‮.. ‬ورغم انني كنت قد قررت مسبقا ان اكتفي بالمراقبة بصفتي الصحفية إلا ان حماس الشباب من المتظاهرين وهتافاتهم المشروعة والمتزنة جعلتني انغمس بينهم واردد معهم هتافاتهم التي تعبر عن مطالبنا جميعا منذ سنوات‮.. ‬ولكن فجأة انهالت علينا من الامام والخلف القنابل المسيلة للدموع مما اضطر الجميع إلي اللجوء للشوارع الجانبية من أجل العلاج من اثار هذه القنابل من الدخان الخانقة واحتقان العيون‮.. ‬وكنت اشاهد المواطنين الذين اكتفوا في الأيام الأولي بمتابعة الأحداث من منازلهم وترديد دعاء‮ »‬ربنا معاكوا‮« ‬ردا علي هتافات ابنائهم من الشباب‮ »‬يا أهلينا انضموا لينا‮« ‬وكان هذا الدعاء بمثابة الدعم من جميع أفراد الأسرة المصرية لابنائهم من الشباب وموافقتهم علي المطالبة بالحقوق المشروعة‮.. ‬ولكن عندما سالت دماء الشهداء من الشباب في الشوارع خاصة بعد احداث يوم ‮٨٢ ‬الدامي‮.. ‬هنا خرج الجميع عن صمته وعن مجرد الدعاء إلي النزول إلي الشارع تضامنا مع ابنائهم وهنا بدت الثورة ناضجة بعد ان شملت جميع أفراد الأسرة المصرية من اباء وامهات وفتيات وكذلك الاطفال لذلك فهي ثورة شعبية بكل المقاييس قادها الشباب وهذا شأن جميع الثورات علي مدار التاريخ بما للشباب من قوة وحماس وسرعة التفكير والتدبير‮.. ‬فهؤلاء الشباب ثوار ولاد ثوار لذلك يجب ألا يزايد احد علي الاخر بأنه من شباب التحرير أو الثورة لان الجميع شارك فيها سواء من كانوا في الشارع أو من اكتفي بالدعاء لها بالنجاح وهو يتابع احداثها علي شاشة التليفزيون أو من فقد أبنه أو أباه أو ابنته أو شقيقه شهيدا في تلك الثورة والتي اعادت إلي مصر وجهها المشرق والمبشر بحياة أكثر امانا واطمئنانا وسعادة وأملا في المستقبل‮.‬

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل