علي فكرة...نعــم نستطيـــع
فلما اصبح المصريون يوما وجدوا انفسهم يستطيعون إجبار رئيس الدولة علي التنحي.. اقالوا وزارتين.. أخرجوا عدداً من المعتقلين السياسيين من السجون.. طالبوا بأموالهم التي سرقها الفاسدون.. أدخلوا رجال النظام الحبس.. طلبوا القصاص ممن قتل شهداءهم.. استطاعوا ان يقولوا لا إذا أرادو أو نعم إذا اقتنعوا.. نظفوا الشوارع والميادين.. وقفوا ينظمون المرور بعد أن غاب رجل المرور.. حرسوا المنشآت العامة والخاصة بعد ان غاب رجال الأمن.. صنعوا دروعاً بشرية لحماية الاثار والمساجد والكنائس.. فكانت ثورتهم في حب مصر.. ولكن!إذا كان المصريون يقدرون علي كل ذلك فلماذا لا يقدرون علي تغيير انفسهم؟ لماذا لا نتغير من الداخل؟< مازال الميكروباص يقف وسط الشارع ويساهم في توقف حركة المرور وكذلك التاكسي.< مازال خرق حظر التجول مستمراً مما يعوق سيطرة المجلس الأعلي للقوات المسلحة علي الامن.< مازالت الاعتصامات والاحتجاجات التي تطالب بزيادة المرتبات أو المكافآت مستمرة والتي تسهم في تعطل عجلة الانتاج.< مازال المعلمون يوقفون الدراسة ويتظاهرون.. وهذا يمثل خطراً علي مستقبل أولادنا شباب الغد وصانعي نهضة مصر الجديدة.< مازالت ازمة الثقة بين الشعب والشرطة وعدم الامتثال لتعليمات رجاله مستمرة.. وهو ما يسهم في حالة الفوضي الأمنية.< الفلاحون تركوا زراعتهم ووقفوا يتظاهرون لاسباب كثيرة نعلم أنها من حقهم، لكن الخبز أولي وأهم.< مازال التشكيك في ذمة البعض مستمرة.. ونسي الكثير أن هناك نائباً عنهم جميعاً يستطيع أن يأتي لهم بكل الحقوق.. فقط إذهب إلي مكتبه ومعك المستندات.. وستري.< مازلنا لا نسمع بعضاً.. كل واحد مقتنع تماماً أن رأيه هو الاصح وعلي الجميع ان يصمت عندما يتكلم.. وهو نفس الطريقة التي ساهمت وساعدت أنظمة الفساد تتفشي وتفسد في الارض، لأنهم تعودوا أن يقولوا، ونحن نسمع فقط.. لابد أن نتعود أن نسمع بعضاً ونحاول الوصول إلي توافق محترم وشرعي.< مازالت أكوام الزبالة ملقاة علي نواصي الشوارع العامة والجانبية مع أنني أعلم أن عمال النظافة لم يقوموا بإضراب.. لكن الظاهر أنهم إعتمدوا علي شباب الثورة الذي حمل المقشة والجروف والأكياس السوداء وعلبة البوية.. عمال النظافة يجب ألا ينسوا دورهم - المهم جداً في مصر الجديدة.. مصر النظيفة.< مازالت بعض المصانع والمحلات والورش مغلقة بسبب الاضرابات.. إليهم كلهم عودوا إلي العمل.< مازالت السرعة الجنونية للسيارات والسير عكس الاتجاه وزاد علي ذلك الرقم الجديد الذي غطي اللوحات المعدنية (ملاكي 25 يناير) وما يسببه من كوارث.
Comments