تنس ديفيز تبقى منزهة عن شهوة الشهرة والمال

دبي- خاص (يوروسبورت عربية) برهن المصنف الأول عالميا لتنس الرجال الإسباني رفائيل نادال أنه من طينة اللاعبين الذين لم يغير ترف الحياة ضمائرهم، وأنه على استعداد دائم للتخلي عن ملذات الشهرة وجمع المال، من أجل إسعاد جماهير بلاده "مجانا" وضمن فريق وطني هدفه الوحيد الفوز بلقب البطولة العالمية الأولى للفرق مهما كان الثمن. وفي الماضي القريب قرر عملاقا كرة المضرب الأميركية بيت سامبراس واندريه غاسي التخلي مؤقتا عن حربهما العالمية على صدارة التصنيف أواخر القرن الماضي والتوحد تحت راية بلادهما للفوز بلقب كأس ديفيز، ذلك أن الهدف من وجهة نظرهما كان تحقيق الإنجاز الوحيد الذي يتذكره لهما أبناء جلدتهما، بعدما تزول الأمجاد الشخصية وتنهار الأرقام القياسية تحت مضارب الجيل القادم من اللاعبين. وبالفعل لم تمضي سوى سنوات قليلة حتى تجاوز الاسباني رفائيل نادال إنجازات أغاسي الفريدة وحطم السويسري روجيه فيدرر أرقام سامبرس التي لم يكن من السهل تحطيمها. أسماء لاعبين ولاعبات عظام خلدهم التاريخ ليس لأنهم نالوا قسطا وافرا من الجوائز المالية التي تقدمها بطولات الاتحاد الدولي للتنس حول العالم، والتي "تزغلل" العيون "وتسيل" اللعاب، بل لأن منهم من نال ذهبية الأولمبياد باسم بلاده أو توشح بالعلم وهو يصعد على منصة التتويج لبطولات كأس ديفيز التي تبقى دائما وأبدا منزهة عن شهوة المال، طالما أنها تفرض على اللاعبين واللاعبات تمثيل الوطن بلا أي مقابل. وعندما قاد ديوكوفيتش بلاده للقب ديفيز في النسخة الأخيرة لم يذكر أحد اسم ذلك اللاعب الاستثنائي المتوج هذا العام بلقبي أستراليا ودبي وبرصيد خالي من أي خسارة منذ العام الماضي، وإنما قال الجميع "صربيا" أحرزت اللقب، وهذا هو ما يجعل ديفيز منزهة عن شهوة الشهرة أو المجد الشخصي. وعندما فقد لاعب من طراز نادال، وبسبب الإصابة، كل ما كان يتطلع لتحقيقه مع بداية الموسم الجديد، خصوصا بعدما حقق نتائج إعجازية في العام الماضي على الصعيد الشخصي، فقد بدأ الجميع يظن أنه سيتفرغ خلال الأشهر المقبلة للاستشفاء سريعا والعودة لسكة الانتصارات وذلك حتى يتمكن من المحافظة على صدارته للتصنيف العالمي، إلا أنه عاجل بالتصريح الإعلامي معلنا رغبته بالدفاع عن علم إسبانيا في الدور ربع النهائي لبطولة ديفيز، حتى وإن كلفه ذلك خسارة المزيد من نقاط التصنيف. وأكد الماتادور الإسباني نادال قائلا: "لست من ذلك النوع من اللاعبين الذي يسهل عليهم التخلي عن سمعة بلادهم، لن أهرب من المسؤولية، سأكون حاضرا لهذا الشرف ابتداء من الدور ربع النهائي".   من حسام بركات