المحتوى الرئيسى

> الخيال سر الوجود

03/06 22:02

كل ما أستطيع أن أفعله بخصوص موضوع اليوم بصرف النظر عن حجم المساحة المتاحة لي في جريدة سياسية مهمة مثل «روزاليوسف» لموضوع فلسفي وعلمي إلي درجة كبيرة هو أن أشرح الأشكال، ومن المؤكد أنني لن أستطيع أن أحسمه ناهيك عن أن أحله لقد سبقني إلي هذا الموضوع عشرات من عظماء الفكر والفلسفة ولم يستطيعوا عمل أكثر من إضاءة بعض الجوانب الرياضية والفلسفية وما أنا منهم لكي أجزم أن الأفكار لها نفس الوجود مثل الأشياء الملموسة كما يؤكد لنا «أفلاطون» أو أن أرفض ذلك لصالح فلسفة «جون لوك» أو «دافدهيوم» التي تدعي أن الأفكار بما في ذلك الرياضيات لا توجد إلا في داخل العقول وهي «مركبات» فكرية نكونها بأنفسنا لكي نتعرف بها علي العالم الخارجي ونفهمه ونقارن بين هذا الفهم ونتيجة الاختبارات والقياسات في المعمل ورغم ما قلته في البداية إنه ليس في مقدرتي الرياضية والذهنية والفلسفية أن أجزم الإشكال إلا أنني سوف أعرف القارئ علي موقفي الشخصي منذ ما لا يقل عن عشر سنوات حتي هذه اللحظة. بالنسبة لعملي في الرياضيات التطبيقية ولقدر في الرياضيات البحتة أعتقد أنني أشعر بانتماء كامل للمدرسة الأفلاطونية، أعتقد أن الأفكار الكبري عن اللا نهائي وافتراض التواصل ومعني الصفر وعلم المنظومات ونظرياتها الوصفية كل ذلك موجود ومنفصل عن عقل الإنسان كحقيقة خالدة ولا تتعلق بوجودنا وفي نظري تتعلق بقوة لا نهاية لها يسميها كثير من الناس «الخالق» أو «الرب» أو الله سبحانه وتعالي. أنا طبعا متأثر هنا تأثراً كبيراً بفكر «جورج كانتور» الذي سميت نظريتي باسمه «نظرية كانتور» فراغ الزمان الكانتوري ولكن بالطبع أغلب علماء الرياضيات العظام يشاركون في هذا الاعتقاد باستثناء القليلين منهم كان «ريناه ديكارت» علي سبيل المثال يقول إن المثلث له وجود في الكون وبدون وجود الإنسان وأن المثلث خالد ولا يمكن أن ينفي كفكرة أساسية هندسية. استخدم «ديكارت» اللا نهائي لإثبات وجود الله سبحانه وتعالي في برهان رياضي جميل يناقش في محافل الفلسفة والرياضيات حتي يومنا هذا لم يكن ديكارت كذلك لأنه عاش في حقبة من الزمان وفي دولة هي فرنسا التي كانت تعتنق الكاثوليكية الأمر ليس بهذه البساطة. علي سبيل المثال عالم الرياضيات البحتة والطبيعة النظرية الذي سبق أن تكلمت عنه مرارا هو «آلان كون» وهذا هو النطق الصحيح لاسمه الذي يكتب «آلان كوناه» أقول الأستاذ الدكتور «كون» يؤمن بنفس المبادئ مثلي أنا المسلم ومثل «ديكارت» الكاثوليكي علي الرغم من أنه غير متدين علي الإطلاق ودينه الذي ولد به واضح من اسمه. أقل ما يمكن أن أصف به «آلان كون» هو أنه عبقري متعدد المواهب ولا يجود الزمان بمثله إلا كل نصف قرن أو أكثر. لقد سمعت بنفسي كيف دافع آلان كون عن المبادئ الأفلاطونية ضد النظرية المادية التجريبية، ولا أتصور أنه من الممكن أن يجد الإنسان الذكي أي أخطاء في تنظير «آلان كون» للفكر المثالي الأفلاطوني، وأضيف أنا إلي ذلك إيماني المطلق بوجود ما يعرف «بالتلقائية» أي هذه اللحظة التي يغمرني فيها شعور أن الحل هو في هذا الاتجاه ويأتي هذا الشعور فجأة عندما استيقظ من نوم حلمت فيه طول الليل بإشكال رياضي كنت أحاول حله في اليوم السابق. هذا الإلهام يأتي من خارج الإنسان ووظيفة العقل أو في هذه الحالة عقل النائم هو فقط التحليل «غير الواعي» ثم إرسال الإشارة عند الاستيقاظ إلي «العقل الواعي» أن الحل هو التالي أما بالنسبة لعملي في الطبيعة النظرية فالموضوع هو شبه مناصفه بين العالمين أو المدرستين مدرسة «أفلاطون» ومدرسة «لوك» و«هيوم». أنا أعتمد في عملي علي كثير من الأفكار «الأفلاطونية» ولكني أخلطها بكمية أكبر كثيراً من المعلومات المعملية والحسابات الرقمية.. فقط عندما أتكلم عن الحياة اليومية أو عن السياسة فإني أري أن النظرة الأفلاطونية ممكن أن تعوق سير الحياة بدون داع ومن أكثر نقط ضعفي في الحياة اليومية هو ميلي الطبيعي إلي النظرة الأفلاطونية. وأخيراً وبدون الدخول إلي تفاصيل أتوه عن منطقة واحدة هي خيال لا وجود لأي حقيقة إلي جانبه. خيال لا معني للحياة بأكملها بدونه هذا الخيال هو سر الوجود وهذا السر هو المعني الأكبر لكل المعاني أقولها مستخدما بعض كلمات «لوردبراتداندرسل» باستثناء تألمي لحياة المعذبين في الأرض من السواد الأعظم من سكان العالم الثالث، وباستثناء حبي لوطني وطبعا حبي لله تعالي لا يوجد أي شيء في الوجود لا جاه ولا مال أهم عندي من لحظة الأبد التي هي الحب الصادق.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل