المحتوى الرئيسى

دعوهم يعملون ..بقلم : احلام الجندى

03/06 18:50

فى كل مكان وزمان يوجد هؤلاء القاتلون للإبداع المحاربون لكل صاحب طموح ، من الذين يريدون ان يستأثروا بكل المواقع و الا يشاركهم احد فى الميدان ، حتى وان لم تتوفر فيهم الكفاءة والمقدرة فالقوة والسطو والتمكن هنا هى الحاكمة ، سواء على المستوى الحكومى او المستوى الشعبى ، فمما دفعنى الى الكتابة تحت هذا العنوان موقف حدث اليوم ذكرنى بموقف آخر حدث منذ اكثر من عقد من الزمان تمثل فى رغبة شاب من الشباب ان يتقدم للإمامة وان يجد له مكانا بين الكبار وتمنى ان يحتوه ويقدموه فقد كان ندى الصوت حافظا للقرآن مجودا له ، لديه ثقافة دينية وقوة ايمانية وطبيعة فطرية مستقيمة تؤهله لأن ينال هذا الاحتواء وهذا التقديم ، ولكن اخذت الكبار العزة بالإثم كيف يقدم عليهم وهم الاكبر سنا والسن احد شروط الامامة وتذكر هؤلاء هذا الشرط فقط ونسوا انهم لا يوجد بينهم من هم اكثر منه حفظا ولا اجود منه تلاوة ولا اندى منه صوتا وان كل هذا يقدمه على شرط السن فالمرء بأصغريه قلبه ولسانه كما اقر بذلك الغلام الذى راس أحد الوفود التى قدمت لمبايعة سيدنا عمر بن عبد العزيز على الخلافة عندما سأله اليس فى الوفد من هو اسن منك فقال قولته المشهورة " لو كان الامر بالسن لكان هناك من هو اولى منك بهذا المكان يا أمير المؤمنين ولكن المرء بأصغريه قلبه ولسانه " وبهذا قتلوا الاقدام لدى هذا الشاب وانزوى حتى انه ترك الحلبة لهم بل والبلد بأكمله وسافر للعمل فى بلد آخر عله يجد نفسه ويحقق ذاته . مثل هذا الموقف حدث اليوم فقد ايقظت ثورة 25 يناير الكثير من الشباب ،والدعوات المتتالية للتغير والتغيير حركت البعض وولدت لديه الرغبة فى المشاركة بأى فعل يعود على البيئة والمجتمع بالنفع والخير ، فبالأمس دعيت الى احد نوادى الشباب الى ندوة بعنوان "هتغير وهغير " وقد فكر الشباب فى الأولويات التى يجب ان يبدأوا بالمساهمة فى تغيير بعض سلبياتها فوجدوا ان طامة المصائب يتمثل فى فساد منظومة التعليم لذا قاموا بعمل استبيان ومقابلات مع الطلاب والمعلمين واولياء الامور للوقوف على اهم المشاكل التى تعترى العملية التعلمية والتى تؤدى الى ضعف دور المدرسة وانعدام دورها كمؤسسة تربوية ومركز اشعاع حضارى للمجتمع ، وحصروا بعض هذه المشكلات واقترحوا بعض الحلول لها وعزموا على ان يوجهوا دعوة لبعض المتخصصين من اساتذة الجامعات ومديرى المدارس والمعلمين وأولياء الأمور والطلاب وممثلين للمجتمع لمناقشتها لكى يلقى كل منهم بدلوه فى كيفية مواجهتها والعمل على اعادة دور المدرسة وان وجدت هناك اسباب تتعلق بسياسة التعليم وقوانين حضور الطلاب ومحتوى المناهج وفلسفة الامتحان والوضع الاقتصادى للمعلمين قد تكون عائقا فى التغيير الفورى للمشكلة .المهم انهم بدأوا وحددوا حقا المشكلة التى فطن اليها كل العقلاء والحكماء وعلى رأسهم جمال الدين الافغانى ومحمد عبده وكل دعاة الاصلاح على مر الازمان والتى بحلها ستتغير باقى منظومات المجتمع وهى مشكلة التربية والمنظومة الخلقية كوسيلة اساسية لبناء الانسان الصالح الذى يقيم المجتمع الصالح والتى يجب ان تقدم على عملية التعلم كمصدر فقط للمعلومات واحراز الدرجات والتأهيل للجامعات ثم الخروج والجلوس على المقاهى والكافتريات والدوران فى فلك البطالة والادمان وغيرها من امراض المجتمع التى اصل لها الفساد الذى استشرى على مدى ثلاثين عاما وما قبلها . مثل هذا التحرك قاده بعض شباب البلدة وقاموا بحملة تنظيف لجميع شوارعها وحواريها وكان منظرا يشرح الصدر اشترك فيه الصغير والكبير دون تعالى او تكبر أصيل لمعنى الولاء والانتماء ، ثم قرر هؤلاء الشباب عقد مؤتمر لتحديد منطلقات للعمل للتغير ، فكيف قابل الكبار الذى فشلوا فى تحريك ساكن طوال ثلاثين عاما ، لقد بدأوا بتسفيه مؤتمرهم والتقليل من شأنهم وتصغير قادتهم ، واتهموهم بركوب الموجة فالكثير منهم لم يشارك فى الثورة والآن يدعى مبادرة التغيير، وهنا نقول اليس من حق المستيقظ بعد نوم ، والفاطن بعد غم ، والناشط بعد كسل ، والراغب فى التغيير ان يعطى الفرصة ويختبر فى جده وصدقه ، لذا نناشد كل هؤلاء المثبطون المخذلون ان يدعوا شبابنا يعملون فإما يشجعون وبأرائهم وحكتهم يؤيدون واما يتنحون ويتركون الحلبة للفرسان القادمون . وسيرون اى تقد سيحرزون . احلام الجندى صبيحة الاحد 3/5/2011 [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل