المحتوى الرئيسى

ليبيا و مواقف عربية مخزية ؟ بقلم: زياد صيدم

03/06 18:50

ليبيا و مواقف عربية مخزية ؟ لم أعجب ولن أتعجب على واقعنا العربي المخزي إلى ابعد حدود منذ حروب الردة إلى الآن.. لكن ما يبعث على الضحك من باب " شر البلية ما يضحك" هو أن الحرب الإعلامية المنحازة لفريق من الشعب الليبي ضد فريق آخر محتدمة إلى ابعد حدود وتستعر تساوقا إلى ما تريده أمريكا وهذا يحدث في عز وأوج انتفاضات شعوب المنطقة !!.. كما وتغذى النفاق و تضلل المواطن البسيط فما يحدث في ليبيا هو صراع من اجل السلطة وقتال من اجل الحكم.. فالسلاح الثقيل والمتوسط والخفيف منذ اليوم الثالث للاحتجاجات السلمية تحولت إلى انتفاضات مسلحة بالرغم من مداراتها ومحاولات إخفائها من الفضائيات المنافقة والمنحازة مثل الجزيرة والعربية.. لكنها انفجرت بعدما تم تقسيم الأراضي الليبية إلى شرق وغرب.. فالقتال الدائر رحاه بين الإخوة الليبيين وسقوط القتلى والجرحى لم يشفع حتى اليوم إلى من يفتى بان القاتل والمقتول في النار وان عرش الرحمن يهتز عنيفا مع سقوط كل قتيل في ليبيا الشقيقة.. ولم نسمع حتى الآن عن مبادرات لرأب الصدع بين الإخوة المتناحرين بالسلاح ..ولم نسمع عن محاولات عربية لرأب الصدع ولو شكلية رأفة بعقول شعوبها العربية التي ضجرت الكذب والنفاق بما تسمعه وتراه.. فبينما نستمع إلى احد المهاجمين من المعارضة المسلحة على الفريق الآخر الموالى للزعيم الليبي قوله: نواجه رصاصا وقنابل بصدورنا العارية تعرض نفس الفضائية هجوم المعارضة لحكم القذافى بكل الأسلحة التي تشتبك في الميدان من بلدة إلى أخرى !انه استهبال ونفاق يخدش عقولنا فنقفل التلفاز على الفور من شدته وعبثيته.. وهنا نتساءل أيضا : طالما أنها حرب على السلطة والثروات والحكم فكيف ننحاز إلى طرف ضد طرف آخر هكذا فجأة وبعد 40 عاما من الصمت ؟ وما ينغص على عقولنا فعلا هو طلب الاستعانة بأمريكا والغرب في قصف وقتل الفريق الآخر من نفس الشعب بحجة أنهم من المرتزقة وللأسف تكررها الفضائيات الغير نزيهة والمتساوقة مع أمريكا والصهاينة فجعلت قتال فريق ضد فريق آخر على أنها حروب تحريرية ضد مرتزقة وليست انقلابات على الحكم وحبا في الحكم وضد أبناء أهل ليبيا اللذين يقتلون بعضهم من كلا الطرفين .. فكيف بهم يطالبوننا كشعوب عربية أن نصطف معهم ضد الفريق الآخر ؟. فمن باب المسئولية والقومية والإخوة لابد وان ندعوهم لتقاسم السلطة والثروات وإيجاد وسائل مقنعة للاتفاق أو التوافق بشكل سلمى ففي النهاية هم ليبيون وإخوة وشعب عربي وان تنازعوا فيما بينهم بعد دخول الشيطان إلى ديارهم..ومن هنا نتساءل: لماذا نحن العرب نهرول لما تريد أن تفرضه أمريكا ومؤيديها وأعوانها ؟ ألم نرتقي إلى الوعي وفهم التاريخ بعد ؟ ألا يكفينا ما أصابنا منها على مر الأزمان؟ أم أننا شعوب لا نعيش بغير بصاطيرهم العسكرية وهى تدوس على رقابنا فنتلذذ بها فنبقى عبيدا لفتات يلقون به إلينا من خيراتنا وعوائد بترولنا نحن العرب ؟ فالي متى هذا الهوان والنفاق سيعصف بنا في كل زمان ومكان ؟ فتبقى مواقفنا مخزية ولا ترتقي إلى الحد الأدنى من المسئولية والنزاهة والاعتراف بحقيقتنا المخزية ؟ إلى اللقاء.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل