المحتوى الرئيسى

جدل فى هوليوود حول استثمار ابن القذافى أمواله فى تمويل صناعة السينما الأمريكية

03/06 18:47

  فى الوقت الذى يقاوم فيه الرئيس الليبى معمر القذافى الثورة الشعبية لإسقاطه عن الحكم، وبينما انشغلت وسائل الإعلام العالمية بالقذافى وطريقة حديثه وملابسه وتحليل الخطب السياسية له وعدم منطقيتها، اندلع جدل من نوع آخر حول تمويل أحد أبنائه لعدد من الأفلام الأمريكية والاستثمار فى صناعة السينما فى هوليوود، وانقلب المنتجون فى هوليوود على أنفسهم، فبعضهم يؤيد استمرار هذه الاستثمارات، والآخر يطالب بنقض الاتفاقات والشراكات الإنتاجية مع الساعدى ابن معمر القذافى، وكان الساعدى – وهو لاعب كرة قدم سابق - قد أعلن استمراره فى إنتاج أفلام «اختيار طبيعى»، و«رجل الجليد: اعترافات قاتل مافيا مأجور»، الذى يلعب بطولته «مايكى رورك»، و«العزلة» الذى تلعب بطولته «إيمى أمورى»، ابنة الممثلة الشهيرة «سوزان ساراندون»، كما أشار الساعدى إلى الاستمرار فى تمويل أفلام هوليوود لمدة 10 أعوام مقبلة على حد تأكيده، رغم الظروف التى تخوضها بلاده، إلا أن الأزمة الليبية قد تلقى بظلالها على تعاون أى من المخرجين أو الممثلين معه فى أى أفلام، حفاظا على سمعتهم من يد أبيه الملوثة بدماء شعب ليبيا، على حد تأكيد كثير من التقارير الإعلامية. ويعد «الساعدى» ممولا رئيسياً لشركة «ناتشورال سيليكشن»، وفقا لما نشرته صحيفة «فايننشيال تايمز» الأمريكية، وهى شركة جديدة خاصة للإنتاج السينمائى، أسسها الإعلامى «ماتى بيكرمان»، الذى أكد المحللون أنه وجد ضالته فى القذافى بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية وتأثيراتها على صناعة السينما الأمريكية، وبالتالى كان البديل هو إيجاد موارد أخرى لتمويل صناعة الأفلام، حيث شارك القذافى فى الشركة بضخ 100 مليون دولار وأشارت الصحيفة فى تقريرها إلى أن كل أباطرة النفط فى العالم العربى استثمروا فى صناعة الأفلام فى هوليوود، وأن الساعدى من أبرز من شارك فى تمويل أفلام هوليوودية، وكانت أولى تجاربه فيلم «التجربة» بطولة «أدريان برودى» و«فوريست وايتكر»، الذى سيعرض خلال الأشهر القليلة المقبلة، وقد تكلف 12 مليون دولار. كان الإعلان عن إنتاج فيلم «رجل الجليد: اعترافات قاتل مافيا مأجور» قد أثار الجدل والانتقادات، حيث يجسد الفيلم قصة حقيقية لقاتل مأجور أيرلندى اسمه «ريتشارد ليونارد كولينسكى»، الذى اتهم بقتل 250 شخصا بدم بارد وبقدرة مفزعة على القتل بأساليب بشعة خلال الفترة من 1948 وحتى 1986 دون علم أسرته، وهو ما أثار الانتقادات حول الاحتياج لتقديم مثل هذه الأفلام الدموية. وتعود محاولات الساعدى للعمل فى صناعة السينما فى هوليوود منذ عام 2004، حيث كان حريصا على التقاء عدد من صناع السينما الأمريكيين، مؤكدا عشقه لـ«جوليا روبرتس» و«هيو جرانت»، وكان قد عرض على «ستيفن سبيلبيرج» مشاركته إنتاج فيلم «حرب العوالم» الذى لعب «توم كروز» بطولته، لكن «سبيلبيرج» رفض، وترددت معلومات حول لقائه بالمنتج الأمريكى «هارفى وينشتين» خلال مهرجان «فينيسيا»، الذى أكد له أنه قد يقبل مشاركته فى إنتاج أفلامه فى حال الاعتراف الليبى الكامل بإسرائيل! واعتبرت الصحيفة منطقة الشرق الأوسط كنزاً ثميناً لتمويل الأفلام فى هوليوود، وإخراج مدينة السينما العالمية من عثرتها التى فرضتها عليها الأزمة الاقتصادية العالمية، خاصة أن التمويل الليبى يأتى بعد العقد الذى أبرمته أبوظبى مع شركة «وارنر براذرز» قبل عامين لتمويل أفلام من إنتاجها، إلا أن أحد المقربين من «ماتى بيكرمان» – شريك القذافى – تخوف من أن تثير تلك الأفلام التى شارك الساعدى القذافى فى تمويلها ضجة فى الأوساط الأوروبية، لما يمارسه والده معمر القذافى من مذابح للشعب وجرائم ضد الانسانية، وأعلن تخوف «بيكرمان» أيضا من صعوبة تسويق تلك الأفلام التى تحمل اسم القذافى الابن وعدم عرضها فى الدول الأوروبية بسبب مواقف القذافى الأب. ووفقا لتعاقده مع «بيكرمان» فإن الساعدى من المقرر أن ينتج 20 فيلما فى 5 سنوات، وقال «ويندى ميتشل» الكاتب الصحفى بمجلة «سكرين» البريطانية المتخصصة، إن القذافى الابن استثمر بأمواله بمنطق البيزنس فى الوقت الذى بات فيه من الصعب الحصول على تمويل خارجى للأفلام فى هوليوود بسبب الأزمة العالمية الاقتصادية، ووصف «ميتشل» الساعدى فى تقريره بأنه «هادئ ومتزن عن والده، وليس منغمسا فى السياسة مثل أبيه». وأشار بعض التقارير على موقع «ديلى بيست» إلى أن «بيكرمان» قد مال إلى مشاركة القذافى فى شركته، بعد جولة فاشلة فى عدد من العواصم العالمية حاول خلالها الوصول إلى ممولين من خارج هوليوود، فلم يجد غير الساعدى، الذى تعرف عليه عبر وسيط. من جانبه، رفض «بيكرمان» التعليق على ما أثير حول أفلامه بتمويل الساعدى، كما لم يعلق على استمراره فى تلك الشراكة أم لا. وقد أثارت تلك التقارير التى كشف عنها عدد من وسائل الإعلام الأمريكية ردود فعل متباينة فى أوساط هوليوود، فقد رفض بعض العاملين فى الوسط السينمائى هذا التمويل المشبوه، على حد وصفهم فى صناعة السينما، باعتبار أن مصدر المال الأساسى هو من «طاغية» تورط سابقا فى تفجير طائرة أمريكية – «لوكيربى» - ومن هؤلاء المنتج «بيتر جيذرز» رئيس مؤسسة «راندوم هاوس» للأفلام، الذى أوقف تعامله مع شركة «بيكرمان»، وبرر ذلك بأن أسبابا «أخلاقية وسياسية» تمنعه من التعامل مع ابن القذافى، إلا أن المحللين أكدوا أن البعض لن يمانع دخول مثل الساعدى، إلى عالم الأفلام والفوز بما أطلقوا عليه «قطعة من الحلم الأمريكى»، نظرا لما تمثله السينما الأمريكية من رمز كبير للثقافة الأمريكية، مؤكدين أن «هوليوود لا تقول لا للمال أبدا»، وهو الشعار الذى رفعه هؤلاء المحللون واستوحى من فيلم «المال لا ينام أبدا» للمخرج «أوليفر ستون».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل