بوضوح اوقفوا المظاهرات.. بلدنا في خطر
قال لي سائق التاكسي : " تعبنا من المظاهرات .. البلد حالها واقف ومش لقين نأكل العيال.. مافيش شغل ومافيش فلوس.. وحتي عربات الميكروباص لا تجد من تنقله .. ابن عمي يعمل في هيئة النقل العام يقسم أن الأتوبيسات تسير بدون ركاب وأن المسئولين بالهيئة قالوا للعاملين أنه إذا استمر الحال علي ما هو عليه فقد لا يجدوا المرتبات التي يعطونها اليهم " وواصل السائق : " ألا يعرف من يصرون علي المظاهرات أن هناك الآلاف من اصحاب المهن الحرة الذين ليس لهم دخل ثابت وعندهم بيوت مفتوحة.كفاية أننا اصبحنا نعيش داخل منازلنا في خوف وفزع عشان ما فيش أمان ..كمان عايزينا نجوع .. ده ما يرضيش ربنا " كان ذلك ما قاله سائق تاكسي التقيته ، سألني عندما علم أنني صحفي ، لماذا لا تطالبون بوقف المظاهرات وحتي تعود الحياة إلي طبيعتها ، وأجبته أننا نفعل ، ولكن لا أحد يسمع ، وهناك الكثيرون يخشون الخوض في مثل هذه الموضوعات خوفا من أن يفهموا بالخطأ أنهم ضد الثورة ومن أنصار الفساد .إن ما سمعته من سائق التاكسي أصبح يتردد كثيرا بين أوساط المجتمع المختلفة ، وخاصة الذين يتكسبون من العمل الحر . إنهم ليسوا ضد الثورة وليسوا ضد حرية الرأي ، ولكنهم ضد استمرار المظاهرات " عمال علي بطال " .. ضد وقف رزقهم ورزق أسرهم .إن هؤلاء لا يذهبون إلي ميدان التحرير لعمل مظاهرات للتعبير عن رأيهم ، ولكنهم قد يذهبون في حال اسودت الدنيا في أعينهم . وهنا مكمن الخطر أن يتسبب سوء استخدامنا للمظاهرات في فرقة أبناء المجتمع وتزايد الفوضي في ظل استمرار اختفاء دور رجل الشرطة . والكارثة الأعظم والتي لا يتنبه إليها أحد وتتعلق بالمخزون الاستراتيجي للسلع الأساسية ، هذا المخزون لن يستمر إلي الأبد ، ولن يتضاعف لوحده دون ان تعود عجلة الإنتاج الي الدوران .إن استمرار المظاهرات بكل أنواعها هو الخراب الذي سيقضي علي بلدنا . وهو ما سيجعلنا نصل إلي نفس ما وصلت إليه ليبيا، باختلاف واحد وهو أننا من سنرتكب الجريمة في حق أنفسنا ! لابد من عودة الجميع إلي ميدان العمل. هذا إن كنا نريد خفض فاتورة الخسائر، التي سندفعها وستكون باهظة.جريمة التوقف عن العمل، لا تقل عن جريمة ترك الجندي لميدان المعركة، وينبغي ألا يكون هناك أي تهاون في مواجهتها.اوقفوا المظاهرات.. بلدنا في خطر.
Comments