المحتوى الرئيسى

هل تكسرت بوصلة الحجيج بعد هذه الثورات.. بقلم:تميم منصور

03/05 21:46

رفضت الحجيج الى بعض العواصم العربية في اطار حزبي رغم لوم الكثيرين الذين اعتبروا الرفض نوعاً من ضياع فرصة لا تعوض ، والسبب ايماني القاطع بأن التواصل مع الأقطار العربية يجب ان لا يخرج من دائرة القوى والأحزاب وجميع الشرائح الوطنية فقط ، أي ان هذا التواصل يجب ان يكون بعيداً عن رموز الأنظمة وما حولها ، والاسباب كثيرة أذكر منها : ان هذا الأنظمة لا تمثل شعوبها ، هناك هوة سحيقة بين المؤسسات الحاكمة وبين فئات الشعب التي فرض عليها العيش داخل غيتوات من العزلة ، غالبية المواطنين يرزحون تحت طائلة همومهم ، ويخضعون لمراقبة ورصد حكامهم ، هناك عدم ثقة بين اكليروس الطبقة الحاكمة وبين فئات الشعب المختلفة . الحكام وحدهم يرسمون جميع الخطوط البيانية بحياة المواطنين ، وعلى هؤلاء المواطنين السير فوق هذه الخطوط كما يمشي لاعبو السرك فوق الحبال المعلقة في الهواء، هذا ما يحدث اليوم في السعودية وجميع دول الخليج والمغرب والعراق وبقية البلدان التي لم تتحرر بعد . ابلغني احد رجال الأمن في السعودية وهو من اصل فلسطيني بأنه من حق الشرطة مساءلة أي تجمع من المواطنين في الشارع او الساحات العامة اذا زاد عددهم عن خمسة أشخاص واذا رفضوا توضيح اسباب تجمعهم يحق للأمن تفريقهم بالقوة أو اعتقاله ، ان شعار هذه الأنظمة ( اخدمني وانا سيدك ) . مع مثل هذه الأنظمة تتهافت لجنة متابعة قضايا المواطنين العرب والأحزاب العربية باقامة جسور من التواصل في عزلة عن رأي المواطنين ودون تكليف من احد ، تخطىء هذه القوى اذا اعتقدت بأن هذا الأرتماء في احضان انظمة قمعية يضاعف من شعبيتها ورصيدها الوطني ،العكس هو الصحيح فأن قيمتها ووزنها الوطني يتراجع بعد كل زيارة وزيارة ، من يستفيد من هذه اللقاءات والزعماء الذين يتم التواصل معهم ، في نفس الوقت فأن مثل هذا التواصل يعتبر غدراً والتفافاً على مواقف القوى الوطنية التي تعاني من بطش هذه الانظمة . من حق الأطر السياسية والفكرية الوطنية في العواصم العربية ان تسأل قادة الاحزاب العربية ولجنة المتابعة ، كيف يمكن لمن يعاني من ظلم وعنصرية الصهاينة ان ينافق او يتعامل مع انظمة عربية رجعية استبدادية لا تقل في قهرها عن الممارسات الاسرائيلية ، نحن نعرف ان المواطنين الفلسطينين داخل الخط الاخضر يعانون من التهميش بسبب السياسة الاسرائيلية ، هذه السياسة تحول دون استيعابهم في مؤسساتها في الوقت الذي يحافظون به على هويتهم ، فالعرب غرباء مثلاً عن السلك الدبلوماسي، لانهم يرفضون ان يكونوا واجهات للدعاية الاسرائيلية المعادية لجميع قوى التحرر العربية والعالمية ، كما انهم يرفضون وضع انفسهم في خانة العداء لأبناء شعبهم في الاراضي المحتلة ولفصائل المقاومة ضد الاحتلال ، بسبب هذه العزلة يضطرون للتطلع للعواصم العربية عن طريق ابواب التطبيع وايجاد قنوات للتواصل مع انظمة تقهر شعوبها وتحاصر ارادتهم ، كما تستغل هذه القنوات للحصول على مكاسب انتخابية وقد اصبحت هذه ورقة هامة تلوح بها هذه الاحزاب ايانم الانتخابات ، ولا ننسى قضية المنح المصبوغة بالالوان و الشروط الحزبية . نحن مع كسر جدران العزلة التي تفرضها اسرائيل ولكن ليس بكل ثمن ، يجب ان لايسير هذا التواصل تحت رايات براقة مخادعة تخدم الانظمة القمعية ، يجب الابتعاد عن المنصات المزدانة ببالونات النفاق ، مثل المنصات الفنية والشعرية والادبية والسياسية ، عبر هذه البوابات تسلل الاسرائيليون الى العواصم العربية لقد شاركت الاحزاب العربية المذكورة ولا زالت بمؤتمرات كان الهدف من عقدها تجميل وجوه الانظمة البشعة ،لقد ساهم عقدها على التخفيف من احتقان غضب هذه الشعوب من حكامها ، من يصدق بان ملك المغرب يؤمن بالاجماع القومي العربي ،لكنه سباق باستضافة المؤتمرات الخاصة بالشباب القومي العربي ، اليست هذه مهزلة من مهازل السياسة " كيف يمكن عقد مؤتمرات تحت سقف هذا النظام القمعي والبوليسي الذي فتح ابواب المغرب على مصراعيها امام الموساد وامام وكالة الاستخبارات الامريكية : كما فعل حسني مبارك مع مصر قبل خلعه . لقد ثبت فشل هذا التواصل مع الانظمة العربية القمعية ، وهناك من يعتبره وسمة عار سياسية في حياة من مارسوه ،خاصة وان بعض قادة هذه الانظمة يقفون اليوم فوق ميزان العداله بعد ان لفظتهم شعوبهم ، الواجب الاخلاقي يفرض على قادة هذه الاحزاب تقديم الاعتذار للشعوب التي عانقوا وقبلوا حكامها ،في مقدمة هذه الشعوب الشعب الليبي والتونسي والمصري ،كما يجب على قادة هذه الاحزاب الاعتذار للمواطنين العرب داخل الخط الاخضر ،لانهم ادعوا بانهم يمثلونهم في زياراتهم المكوكية الى مسقط ودبي والقاهرة وصنعاء وتونس وطرابلس والرباط ،ولو وافقت دولة جزر القمر ودولة الصومال على زيارتهم لما تاخروا بالوصول اليها باسم التواصل . يجب على هذه الاحزاب اعادة النظر في علاقاتها مع من تبقى من هذه الانظمة ،كما يجب عليها وضع برامج خاصة تقوم على تغيير نهج التواصل ،وتعمل على فتح قنوات مع القوى الوطنية من احزاب واتحادات وكتاب وصحافة ونقابات وروابط مهنية .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل