المحتوى الرئيسى

ألغام في طريق أمالنا بقلم:مروان صباح

03/05 21:36

ألغام في طريق أمالنا كتب مروان صباح / حالة الرعب التى تعيشها الأنظمة العربية نتاج الإنهيارات المتتالية التى تشهدها العواصم العربية ، يبدد بعض القلق ويقدم جزء من الإطمئنان مع إبقاء الكثير من التساؤلات الغامضة تحتاج إلى توضيحات في المستقبل . ثنائية الأسود والأبيض في القيادة الأمريكية التى تجنبت تبني مشاريع المحافظين الجدد وأخذت تنظر إلى التغيير في المنطقة على غرار ما حصل في اوروبا الشرقية معتمدة على الشعوب العربية بعد رفع الغطاء عن الزعيم الأوحد ونظامه القمعي في محاولة لتصفية كشوفات الماضي وتهرب مقصود من الإستحقاقات المتراكمة . من هنا لا بد أن نضع النقاط على الحروف مستفيدين من المراحل المتعاقبة على المنطقة وشعوبها وثوراتها السلمية العقلانية ، ما يثير الانتباه بأن الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي أصبحا على وشك التحول إلى دول تشبه السويد ونرويج من حيث الفعل والتأثير نتيجة تبلور تجمع غير معلن يضم روسيا ، البرازيل ، الصين والهند ، مما جعل الأولويات للادراة الأمريكية التحرك بشكل فوري للخروج من المستنقع الذي أدخلها به المحافظون الجدد . الاليات مدروسه ومخطط لها بحيث يُترك الشرق الأوسط يتخبط بالديمقراطية الجديدة المنزوعة من الحقوق الإجتماعية والإقتصادية الأمر الذي يُحول الوضع بالمنطقة إلى حالة مشابهة بالحالة اللبنانية والعراقية ، معززة عند كل واحد سيكولوجية فردية بحيث يصبح لدى كل فرد أعتقاد أنه هو الأفضل ولا يستحق الحكم غيره . لا بد أن نجيد القراءة لما يحدث لاستخلاص العبر والدروس المستفادة ، من كل ما يحدث من خلال وضع تصور لما نريد وكيفية الوصول إلى ذلك مما يعطي مصداقية للتغيير الذي نطمح به وعدم السماح بإدخالنا بدوامة الديمقراطية المنقوصة الحقوق بهدف منع أي تنمية ونغوص بالقضايا الإثنية ، كي لا تبنى لنا مدرسة ولا يعبد شارع ويصبح لكل رئيس حارة أو عشيرة دولة تثير التقزز والإحتقار لدى الأخرين . الرهان الغربي والاسرائيلي على احتواء التغيير الذى ضرب ويضرب المنطقة بحيث يتم تحويل أهداف الثورة من سياقها إلى مربعات تجعل من البؤر المدفونة في عمق المجتمعات العربية أكثر ظهوراً لتمارس نوع من الصيد في الماء العكر لتخرج عذابات الماضي وقهر الحاضر . لعبة الدول العظمى والإستراتيجيات الإحتوائية تشكل خطر ما بعده خطر ولا تزال الشعوب العربية ونخبها تعاني من أمية مزمنة في قراءة أعدائها وما يزرعوه من ألغام في طريق أمالنا ، فثقافة التدجين والتقزيم التى أتبعتها الأنظمة العربية القمعية التى أدت إلى تشويه في رؤية المنطق عند الشعوب خلال الستون عام أو أكثر قد أعمى البصر والبصيرة بلا أستثناء ، بالأضافة إلى التمعن في تجاهل إرادة الشعوب والإستهتار بمصالحهم وإنتشار الفساد والإفساد مما فرض وقائع أصبحت متأصلة في سيكولوجيات الأفراد ، لتنمو داخل المجتمع وتتغذى منه وتتعقد وتتراكب لتصبح الفكرة أفكار والمجموعة مجموعات والخروج من الأزمات مستحيل أمام عجز كامل . علمتنا الحياة أن الإنسان له طاقة محدودة على التحمل ، وندرك أننا كشعوب نُكّل بها من الشقيق قبل العدو خلال العصر الحديث يجعلنا أكثر صموداً بوجه الإحتوائيات وإختصار الحالة على ثورات منقوصة ، مما يفرض علينا التحلي بأعلى درجات الشجاعة والنزاهة وبما يتلاءم مع التضحيات التى قدمها الشباب بمختلف العواصم العربية ومازالوا يقدموها بعد أن طفح الكيل وتشقق اللسان من كثر الكلام . حالات النهوض المتتالية التى تشهدها الأرض العربية ستدرس لاحقا في الجامعات العالمية ، فقد ضرب الشعب العربي على مختلف جغرافيته أنه أكبر من الزنزانة المصنوعة من الصخر والرمل التى حاولوا أن يحجموه بها وأن مقبرة للأحياء الجماعية إجتاحة الأنظمة المرتعدة خوفاً مكسره رأس الفساد . لن تُقايض احداً على أي من مبادئها ومواقفها ولن تنجر لأي اغراء مهما كان جذاباً وسوف تقاوم لكل أشكال الضغط التى تمارس لإحتواء ثورة التغيير الذي دفع ثمنها ليس من أستشهد فقط بل من عاش هذا العصر بكل تفاصيل القمع . رغم اللغة التى تحاول الدول الإحتوائية وتسجيل إقتراحات بهدف إفراغ الثورة من مضمونها وتدفع شعوب المنطقة إلى معركة لا مصلحة لها فيها ولا يقدر بالأصل على خوضها والغوص في تركيبتها وتحاول غسل الذاكرة وتزوير وقائع التاريخ لشحن الماضي المحمل بالثأريات وغيرها . لا ديمقراطية بدون حقوق وان كرامة المواطن والمواطنة لا تكتمل إلا بالحقوق والواجبات ، وأثبت الواقع أنها لا تؤخذ إلا في الشارع ، الأراضي العربية لم تعد تحتمل فساداً أو جوعاً أو قهراً وأن من كان يتلذذ في صنع العذابات لا خيار أمامه سوى الرحيل أو التغيير . والسلام كاتب عربي عضو اللجنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل