المحتوى الرئيسى

ما بعد العواصف.. هل من كيان عربي واحد ؟! بقلم:يوسف الكويليت

03/05 19:47

كلمة الرياض ما بعد العواصف.. هل من كيان عربي واحد ؟! يوسف الكويليت الأحداث الكبرى تولِّد قيمها وأساليب تعاطيها مع ماضٍ مرفوض إسقاطه على واقع مختلف، وغالباً ما تكون المخاطر هائلة إذا ما انحرفت إلى اتجاه مضاد، والوطن العربي الذي فرضت ثوراته المتتالية حالة من الصدمة والتعاطف والخوف، جاءت لأن مصدر تحريكها طاقات الشباب شبه المنفصلين فكرياً عن التاريخ القريب، بمعنى أنها ثورات على الإحباط والفساد وكبت الحريات، لكن إذا كانت هذه الأهداف تقع تحتها رؤى كثيرة في العلاقات الاجتماعية والتنمية وتغيير أنماط التعليم، فإن الأمور السياسية هي أيضاً لا تغيب.. فقد شهد الوطن العربي ارتباكاً سياسياً طيلة نصف القرن المنصرم، اتسم بالطفولية الثورية، والفرز بين من يعتقد سلامة تفكيره وفرضه بالقوة، والآخر الذي تعاطى مع هذا الفكر بسلسلة من الأحزمة الأمنية والاعتماد على تحالفات مع قوى خارجية، ولذلك فإن من ادعى الثورية الانقلابية، ظل أيضاً بلا استقلالية تذكر؛ لأن محوري القوة بين الشرق والغرب أديا إلى الاتجاه للمنظومة الشيوعية، وهنا بدأت سلسلة من الأخطاء الكارثية تحدث عند الاختبارات الصعبة مع إسرائيل التي تستظل بالغرب ويتعاطف معها الشرق، وبين عرب توهموا قيادة أنفسهم بنمط أيديولوجي لا يتطابق مع بنية وبيئة الوطن العربي.. الآن ومعيار تفوق الفكر الشاب الذي أطاح بالكلاسيكيات الثورية وعقلياتها، هل سيؤدي إلى أسلوب جديد في صنع علاقات عربية تقوم على المصالح ومن خلال إستراتيجية تراعي الفوارق الاقتصادية والاجتماعية، وتعلي الرابطة القومية التي تجسدها اللغة والتاريخ والموقع الواحد؟ بحيث يتم تشكيل اتحادات شرقية بين دول الشام والعراق كوحدة، ودول مجلس التعاون واليمن كوحدة أخرى، وأيضاً دولتي حوض النيل، ثم المغرب العربي من خلال مشروع لا يتعارض مع الإدارة الذاتية لكل دولة، بل يخلق اتفاقات اقتصادية وتربوية وتنسيقاً سياسياً في المواقف المصيرية؟ ليست هذه رؤية عاطفية، بل هي تحديات أمام منظور عالمي يتجه للتكتلات والوحدات الكبرى بمؤدى أن الكيانات الصغيرة لا دور لها في دولاب الحركة العالمية، المعولمة، والوطن العربي الذي هيمن على أنظمته الشك الذي وصل إلى قطع العلاقات وإغلاق الحدود، متهم أنه بلا آمال كبيرة تجعله لاعباً دولياً كبيراً بحكم امكاناته المتعددة. ولعل نشأة منظور جديد ليس للبلد الواحد، بل للأمة كلها ربما يوجد منافذ لعلاقات أكثر قابلية للتعايش، ومن خلال إرادات شعبية لا روابط حكومات تبعد المواطنين عن صياغة القرار.. ما حدث سيغير مسلمات كثيرة إذا افترضنا أن فكراً جديداً نشأ وسيتفاعل مع مستلزمات عصره وتحدياته، وهي فرصة نأمل ألا تضيع في زحمتي الأفراح والمخاوف..

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل