الشاطر لـ(الأهرام): نحتاج يقظة الثوار وبناء الوطن

أكد المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان المسلمين أن الإخوان كانوا موجودين في الثورة منذ اليوم الأول، ولكنهم ذابوا في الجميع، وأنكروا ذواتهم، ولم يحاولوا ركوب الموجة أو نسبة الثورة لأنفسهم، بل شهد الجميع ممن كانوا يختلفون معهم على دورهم في الثورة، مشددًا على أن الوطن يحتاج لمشروع نهضة ويقظة الثوار. وقال في حوارٍ لجريدة (الأهرام) نشرته في عددها الصادر اليوم: إن بعض المثقفين كانوا يتعاملون مع الإخوان من خلال الصورة الذهنية الخاطئة التي دأب الإعلام الرسمي على ترويجها في النظام البائد، لكن عندما سيتعاملون مع الإخوان سيجدون الوضع مختلفًا. وأضاف: "ما حدث في ميدان التحرير من الترابط والتآلف وذوبان وإنكار الذات هو ديدننا وأسلوب تعاملنا في التعامل مع مختلف القوى السياسية، إننا نقول لهم "نحن معكم وبكم"، ونرى أن أزمة الوطن أكبر من أي فصيل، ويجب أن نضع أيدينا في أيدي بعض لننقذ سفينة الوطن التي كاد حسني مبارك ومَن معه أن يغرقوها بالديون المُكبَّلة، وضعف الأجور والفساد والظلم الاجتماعي". وتابع الشاطر: "كنت أتوقع فرج الله في كل لحظة لأنه كان لدَّي يقين بأن الله سيرينا في هؤلاء الناس آية، متى وأين وكيف؟ لم يكن لدي تصور محدد، وكنتُ أداعب ضباط السجن في الصباح بالقول: الإشارة الخاصة بالإفراج.. جاءت أم لا؟ من أول يوم في سجني الأخير، الذي استمرَّ أربع سنوات وشهرين". وشدد على ضرورة ارتباط قرار الإفراج بإسقاط الأحكام الجائرة، قائلاً: "لأننا مدنيون لا يجوز مثولنا أمام المحاكم الاستثنائية والعسكرية، علمًا بأن مَن لفَّق القضيةَ لنا هو حسني مبارك وحبيب العادلي، وقد ثبت للقاصي والداني أنهما مجرمان، أحدهما موجود في السجن حاليًّا، والثاني في طريقه إليه، فالقضية لم يعد لها ساقان، وبالتالي كان المفروض من المسئولين في الدولة إصدار قرار بإسقاط جميع الأحكام العسكرية للمدنيين، والأحكام المتعلقة بمحاكم أمن الدولة طوارئ لأنها كلها محاكم استثنائية". وفي رده على سؤالٍ حول دور شباب الثورة في المرحلة المقبلة، قال الشاطر: أمامهم مهام أساسية، أولاها استمرار الثورة بحيويتها حتى تتم عملية التطهير الكامل من بقايا النظام. وهذه المسألة ستستغرق وقتًا؛ لأن النظام متغلغلٌ بفساده في كثيرٍ من الأجهزة الإعلامية والصحف والجامعات والمؤسسات الحكومية والوزارات والمحليات.. هذه المنظومة للفساد تحتاج إلى تغييرٍ شامل لن يتم بين يوم وليلة". واستطرد قائلاً: المهمة الثانية البدء في بناء مشروع نهضة الوطن؛ لأن بلدنا بلا مشروع حاليًّا، فقد بقي فترةً طويلةً كالتالي: هذا يسرق قطعة أرض ويسقعها ويبيعها، وهذا يُخرج نقودًا خارج البلد، وهذا يُعيِّن أقرباءه، وهذا يُزوِّر انتخابات.. إلخ فليس هناك نهضة، ولا تنمية مستدامة ولا غير مستدامة، ولا أي شكلٍ من أشكال التنمية، وبالتالي مطلوب من الجيل الحالي للثورة، ومن كل الشرفاء في الوطن، أن تتضافر جهودهم من أجل وضع خطة للنهوض، خاصةً أننا أمام ظروف اقتصادية صعبة". ووجَّه حديثه للإخوان قائلاً: "كما نجحتم في تجربة ميدان التحرير، وكنتم جزءًا من هذه الثورة العظيمة، وتعاملتم مع كل الأطياف السياسية الموجودة بتجردٍ وإنكارٍ للذات.. فاستمروا في هذا الخط، واعملوا بدأب، وليكن شعار كل فرد منكم: "انهض وقاوم"؛ انهض: بمعنى أسهم في مشروع النهضة، وقاوم: بمعنى انتبه إلى خطط أعداء الداخل والخارج، وانشر الوعي بين الناس، واستخدام كل الوسائل التي تُبطل هذه الخطط". لمطالعة الحوار كاملاً:http://digital.ahram.org.eg/Policy.aspx?Serial=442150