"شيزلونج" تفجر كوميديا ما بعد الثورة

على المسرح العائم الصغير تعرض حاليا المسرحية الكوميدية "شيزلونج" والتى بدأ عرضها قبل أحداث ثورة 25 يناير ثم جاء قرار حظر التجوال ليمنعها قبل أن تستأنف قبل أسبوع. وكان العرض قد لاقى إعجاب الكثيرين من متابعى المسرح المصرى وما زاد الإعجاب به هى تلك الإضافات التى قام مخرج العرض محمد الصغير بوضعها والمتعلقة بأحداث الثورة ولكن فى إطار من الكوميديا والسخرية من رموز النظام السابق والذى سقط بنجاح الثورة. وتدور قصة العرض حول عدد كبير من الأشخاص داخل مستشفى للأمراض العقلية تضم عدد من المرضى أو المجانين الذين يحاول الطبيب معالجتهم بطريقة حديثة فنكتشف أن أمراضهم هى أمراض الشعب المصرى جميعا. فمنهم من يعانى مرض الفوبيا من أى منتج مكتوب عليه "صنع فى الصين" ومنهم المصاب بمرض تشجيع فريق الزمالك والمعقد من الأهلى دائما ولاعبيه الأمر الذى أدى لإصابته بالشلل، وأخر صاحب بشرة سمراء يقوم بعرض مشكلة أبناء النوبة وإلى مدى يتعرضون للتهميش رغم أن مصر لجميع المصريين مع عرض مجموعة من النوبيين العظماء ومريض أخر يعانى دائما من الوحدة ولا يجد سوى ظله ومرآته للتحدث إليهما ومشهد آخر به قدر من الروحانية واللجوء إلى الله فى أوقات الشدة. كما علقت المسرحية على اللجان الشعبية التى ظهرت ومدرعات ودبابات الجيش التى انتشرت فى شوارع مصر لحمايتها وغياب ظاهرة التحرش من الشوارع وسقوط نظام الحكم السابق وعلى رأسه الرئيس السابق حسنى مبارك وعائلته والتى كانت صاحبت أكبر قدر من الانتقاد بالعمل الساخر خاصة ما يشاع على كم المليارات التى يشاع أن عائلة مبارك تمتلكها. وكان من أبرز جمل المسرحية "أما نشوف" والتى ترددت كثيرا وهو إعلان صريح عن انتظار ما ستأتى به الثورة من ثمار فى جميع النواحى. وقد تميز ديكور المسرحية بالتنوع حيث لم يكن مجرد ديكور لعيادة نفسية ولكن كان لبعض أعضاء الجسم كالأيادى والأقدام والمسرحية إنتاج ورشة "الحلم" الارتجالية التى تبنتها فرقة الشباب التابعة للبيت الفنى للمسرح وبطولة عدد من الملتحقين بالورشة وإخراج محمد الصغير.