المحتوى الرئيسى

السياسة تختلط مع الفن في حفل أوبرا فيينا السنوي الراقص

03/05 14:49

اختلط نجوم الموسيقى الكلاسيكية مع مشاهير أحدثوا حراكا في عالم السياسة أول من أمس الخميس في الحفل السنوي الراقص بدار الأوبرا في فيينا. حفلة الحفلات الراقصة، بل تعتبر سببا من أسباب شهرة فيينا تماما كبقية معالم المدينة السياحية، جنبا إلى جنب كنيسة القديس أشتيفان، والحفل الموسيقي الذي تحييه أوركسترا فيينا فيلهارمونيكا مطلع كل عام، وحلاوة موتزارت المصنوعة من الشوكولاته واللوز وموسيقاه. هكذا، وصف الرئيس النمساوي هاينز فيشر، الحفل السنوي المعروف دوليا الذي يقام بدار الأوبرا بفيينا احتفاء بموسم المهرجانات الذي يحييه النمساويون في حفلات تقليدية راقصة داخل قاعات فخمة وليس في كرنفالات بالشوارع كجيرانهم الألمان. وصلات من الأوبرا والباليه ليختتم برقصات جماعية وثنائية للرقصة النمساوية الأشهر «رقصة الفالس» هذا بجانب ما تتيحه أجواء الحفل من فرص لقاءات سياسية واجتماعية واقتصادية واسعة. وشارك في الحفل عازف البيانو الصيني لانج لانج، والسوبرانو الروسية آنا نتريبكو، التي كانت برفقة رفيقها المغني الأوبرالي الأورغواني إيروين سكروت. وركز المصورون على كل من نتريبكو، وكريمة المحروق، الشهيرة باسم « روبي » والتي تسببت في إثارة أزمة سياسية في إيطاليا على خلفية تورطها في علاقة جنسية مزعومة مع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني. كما شارك في الحفل النجم السينمائي المصري خالد النبوي حاملا معه رسالة. وقال: «أنا هنا للعمل. أنا هنا لأوصل رسالة ثورتنا» في إشارة إلى ثورة 25 يناير. وبالفعل وكما عبر الرئيس فيشر جاء الحفل الراقص رقم 55 لدار أوبرا فيينا الذي أقيم، الأول من أمس، ناجحا نجاحا فائقا وذلك رغم ما سبقه من كثير حديث وحرب إعلامية وتبادل اتهامات واستنكار أن يختار رجل الأعمال النمساوي المهندس المليونير ريتشارد لوقنر، 78 عاما، كضيف في الوجه الخاص هذا العام روبي أو كريمة المحروق، 18 عاما. وفيما وصف عمدة فيينا المهندس الاشتراكي الديمقراطي، ميخائيل هويبل، وجود روبي في الحفل بالشوكة في الخصر سيرت مجموعة غاضبة مظاهرة صغيرة أمام دار الأوبرا تنديدا بحضورها داعين لضرورة الحفاظ على سمعة الحفل. ورغم محاولات لوقنر وتخطيطه لجذب الأضواء واستقطاب المصورين والصحافيين للتركيز على ضيفته كعادته منذ 1992 باصطحاب ضيف عالمي مشهور إلا أن كيد القائمين على الحفل فاق كيده بما فرضوه من تعتيم إعلامي حرمه من كل فرص الظهور، معتمدين في ذلك على أسلوب مختلف لنقل الحفل على الهواء اختاروا له 7 من أشهر الوجوه الإعلامية أجروا مقابلات مع وجوه من أهم الحضور محليا ودوليا. من ضمن تلك المقابلات الخفيفة السريعة كان هناك لقاءات مع كبار المسؤولين ممن يجيدون رقص الفالس على أصوله كتقليد نمساوي يحرصون على بقائه ونقله للأجيال الشابة كما تم حوار مع المغني البريطاني السير بوب غلدوف. حضر الحفل 6 آلاف من نخب المجتمع النمساوي وضيوفهم من وزراء وعمداء مدن وفنانين وسياسيين ورجال أعمال من مختلف دول العالم دفع كل منهم مبلغ 230 ثمن تذكرة الدخول فيما تراوحت أسعار الألواج ما بين 17 ألف يورو إلى 8500 يورو. وفيما تنافست السيدات في الظهور بفساتين سهرة طويلة جاءت مزيجا متألقا بين آخر إبداعات وشطحات مصممي «الهوت كوتور» وكلاسيكية تصاميم تقليدية تشبها بأميرات إمبراطورية الهابسبرغ، تأنق الحضور من الرجال بالزي المفروض في مثل هذه الحفلات والذي لا يخرج عن كونه بدلة أسموكن سوداء مع قميص وفيونكة عنق بيضاء وانتعال حذاء أسود تساوت معهم في هذا المظهر مجموعة الشباب ممن كان لهم شرف الاختيار لتقديم رقصة الافتتاح بينما ارتدت رفيقاتهن فساتين طويلة بيضاء مع تاج رصعته 10 فراشات صغيرة متراصة هدية من مصنع «سفاروفسكي» النمساوي التقليدي للكريستال. وبما أن الحفل يعتبر فرصة لا تعوض لحملات إعلانية مربحة فقد تبرعت وبذكاء بعض شركات أخرى بالهدية التقليدية التي تقدم للحضور وكان نصيب كل سيدة من السيدات كيسا مخمليا صغيرا بداخله سوار من اللؤلؤ بالإضافة لمروحة يد من الحرير وقيمة مدفوعة لما يخترنه من متجر معين بالإضافة لقارورة صغيرة من عسل نحل صاف إنتاج منحلة تقع في سطح دار الأوبرا يتغذى نحلها من أزهار وورود الميادين الجميلة المجاورة. بدورها لم تغفل محلات تجميل واستوديوهات تصوير انتهاز الفرصة بتنظيم غرف عمليات سريعة لتقديم لمسات تجميل مستعجلة لإضفاء مزيد من البريق على المكياج قبل تخليد المناسبة في صور فوتوغرافية. من جانب آخر تم تزيين القاعة الرحبة شديدة الفخامة بكميات زاخرة من زهور الفلامنكو والفاكس وأنواع أخرى تموجت ألوانها ما بين البمبي والبرتقالي مع أوراق خضراء تم استيرادها خصيصا من جزر موريشوص. اشتمل برنامج الافتتاح على وصلتي رقص بديع وحالم من الباليه قدمته مجموعة من طلاب مدرسة فيينا للباليه مع عزف من أوركسترا الأوبرا. جاءت الوصلة الأولى مع مقطع من مارش نابليون والثانية مع مقطع من أوبرا دون كيشوت التي ستبدأ الدار تقديم عرض لها بدءا من يوم الاثنين، ومن ثم أعقبتهما وبصحبة أوركسترا فيينا فيلهارمونيكا في أول مشاركة لهذه الفرقة في حفل من هذه الحفلات ومنذ عام 1873 السبرانو اللاتفية الشابة إيلينا غارانكا مقدمة عرضا فاق كل تصور من أوبرا شمشون ودليلة لتختتم برائعة رودلف سيزيزنكي «فيينا...فيينا أنت وحدك وفقط» لينتهي البرنامج الرسمي برقصتين لمجموعة تم اختيارها بعد معاينات قاسية لشباب وشابات الأسر النمساوية ممن تتراوح أعمارهم ما بين 17 و24 عاما ويجيدون رقص الفالس ممن سيشقون طريقهم لبدء حياتهم كوجوه مجتمع. في البداية رقصت المجموعة رقصة البولكا في تقسيمات دقيقة جميلة وخطوات قوية ليختتموا برقصة للفالس على ألحان النغم النمساوي الخالد الدانوب الأزرق للموسيقار يوهان اشتراوس ليعلنوا جميعهم وهم يرقصون الدعوة للحضور كافة لمشاركتهم الفالس مرددين العبارة الأشهر «الفالس للجميع».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل