المحتوى الرئيسى

المستشار زغلول البلشي : مصر عادت

03/05 13:53

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” دعوا الدنيا لأهلها ، من أخذ من الدنيا فوق ما يكفيه ، فقد أخذ حتفه وهو لا يشعر ” . وقال : “أربع من كن فيه كان منافقا ، ومن كانت فيه خلة منهن ، كانت فيه خلة من النفاق حتى يدعها : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر “. ومن يطالع الصحف هذه الأيام يصاب بالفزع لما كان فيه الرؤساء والوزراء وكبار المسئولين في مصر من جشع وتهافت على جمع المال بكافة الطرق والوسائل المحرمة دينا والمجرمة المؤثمة قانونا ، وكأنهم إنما تولوا مناصبهم للسطو على المال العام وسرقته ، والاستيلاء على أراضى الدولة ونهبها ، وبناء القصور الفارهة والسكن فيها ، غير عابئين أو مكترثين بأبناء الشعب إذ  تركوهم يعانون شظف العيش والضيق ، والحاجة والحرج ، مع أنهم ملاك هذه الأراضي وذلك المال ،  يأخذون ما لا يستحقون ، وأبناء الشعب لا يأخذون ما يستحقون ، يأخذون بغير حق ، وأبناء الشعب لا يأخذون بغير حق ، ملايين ومليارات أخذوها بغير حق ، وأراضى وقصور استولوا عليها وسكنوها بغير حق ، وتركوا أبناء الشعب يسكنون العشوائيات والقبور وحرموهم  من متر من الأرض عند موتهم يدفنون فيه ، أموات سكنوا القصور ، وأحياء سكنوا القبور ، مفارقات غريبة وعجيبة .أجور ورواتب بالملايين ، وأجور ورواتب بالملاليم ، أجور ورواتب بالملايين لأهل الثقة والحظوة والأقارب والمحاسيب ، وأجور ورواتب بالملاليم  لعامة الشعب ، حتى وصل الراتب الشهري لأحدهم ضعف الراتب الشهري لمستشاري محكمة النقض مجتمعين ، وما يعادل راتب 15000 من العاملين بوزارته ….. كل هذا الفجور في مصر .وزراء من حملة شهادة الميلاد ، وشهادة التطعيم ، وشهادة الإعدادية وتقبيل الأيادي، وحملة الثانوية العامة ، وعلماء وخبراء من حملة الدكتوراه يجوبون الشوارع والطرقات بحثا عن فرصة عمل لا يجدونها ، وزارات تورث بين الأقارب والأصدقاء والخلان ، الوزير فلان ابن خالة الوزير علان ، وفلان ابن عمة علان ، وفلان ابن علان، وفلان أمه غسالة عند جار أخيه ، حتى اختل ميزان المجتمع واعتل ، وذهب من العقول صوابها ، وضاعت القيم والأخلاق في مصر  … ماذا فعلتم بمهد الحضارة ؟  حتى كتب أحد الكتاب مصــــر لم تعد مصــــر … ماذا جرى للمصريين .صحيح أننا كنا ندرك أن الفساد قد ضرب مصر، طولا وعرضا ، شرقا وغربا ، ولكن لم نكن نعرف أنه قد وصل إلى هذا الحد الفاجر ، وبهذا الحجم المرعب المخيف ، لم نكن نعرف أن الاستيلاء على المال العام وصل إلى المليارات ، وأن حجم الأموال المهربة للخارج بلغ 3 تريليون جنيه حسبما نشر بالصحف ، وأن حجم الأراضي المستولى عليها في مصر بلغ ما يعادل مساحة خمس دول عربية مجتمعة ، وتساءل الناس عن شكل وحجم المليار ، ومعنى التريليون وشكله وحجمه ، وهل في أعمار هؤلاء الوزراء وكبار المسئولين ما يكفى لإنفاق كل هذه الأموال ، وحتى لو أضيفت إلى أعمارهم أعمار أبنائهم وأحفادهم ، وهل يتوب هؤلاء إلى الله و يستجيبوا لحديث رسوله صلى الله عليه وسلم ويأخذوا من هذه الأموال ما يكفيهم ، ويسارعوا برد أموال الشعب التي نهبوها بغير حق ، وعندئذ نفكر في الصفح عنهم ، أم يأخذوا بهذه الأموال حتفهم وهم لا يشعرون …. واعلموا أن مصـر عادت … مصـر عادت …. مصر عادت يوم 25 يناير 2011 …..أعادها شبابها الثوار… أعادوها ممن كانوا قد سرقوها.نائب رئيس محكمة النقضمواضيع ذات صلة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل