المحتوى الرئيسى

الثورة المضادة .... بقلم : احلام الجندى

03/04 22:19

الثورة المضادة .... بقلم : احلام الجندى لكل فعل رد فعل مساوي له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه فإذا زادت قوة احد الفعلين دفعت الفعل الآخر عن إمكانية الثبوت او التحقق ، وهذه هى القاعدة بين اى مصلحتين متضادتين فكل طرف يحرص بكل ما اوتى من قوة ومكيدة ان يكون هو المنتصر والمحقق لمآربه ومقصيا الآخر من طريقه ، ومثل هذا يحدث بقوة ووضوح فى حالة الثورات حيث ان الثورة تقوم تمردا واعتراضا على أوضاع وضعها وأسس لها وينتفع من ورائها أناس معينون قد يكونون الكثرة او القلة ، فالمصلحون مثلا قليلون يريدون تغيير الكثرة المفسدة والفاسدة، ولكن فى حالة الثورات القائمة الآن فى العالم العربى فإن الكثرة من الشعوب تثور ضد قلة حاكمة قابعة متسلطة تتمثل فى حاكم ظالم مكن لنفسه من خلال قلة من المنتفعين حوله والذين لا يمثلون نسبة ذات قيمة بين شعوبهم والتي أطلق عليها النظام ، والنظام هنا له معنى مزدوج فقد يكون النظام طالحا إذا نظم وخطط وفقا لأسس باطلة لا تحقق المصالح الا لقلة قاهرة للكثرة منتهكة لحقوقها متسلطة عليها ، وقد يكون النظام صالحا إذا انطلق وفقا لأسس صحيحة حافظة للحقوق مرضية للجميع ، وهذا ما يتمناه الشعب ويسعى لإنجازه والحصول عليه من بين أنياب النظام الفاسد الذي طغى وتجبر، وكما قلنا لن يستسلم أصحاب المصلحة بسهولة وسوف يسخرون كل إمكانياتهم بجميع الطرق المشروعة وغير المشروعة حتى لا تسحب البسط من تحت أقدامهم ويصيروا أذلة بعد ان كانوا يذلون ، ويحاسبون بعد ان كانوا يحاسبون ، وهذا هو ما يسمى بالثورة المضادة وتختلف منطلقات الثورة المضادة باختلاف الثورات ودوافعها وطبيعة الثوار وبيئتها ،وان كانت قد تتشابه فى مواطن كثيرة وبمقارنة بسيطة بين السيناريو الذي تعامل به النظام مع كل من ثورتي تونس ومصر نجد انه يكاد يكون متطابقا فى كثير التداعيات والمواجهات فمثلا : استخدم كل من النظامين رجال الأمن بكثافة لمواجهة المتظاهرين وزودوهم بالذخيرة والقنابل المسيلة للدموع والقنابل المطاطية بل والحية وقاموا بالضرب العشوائي والقنص والاعتقال . تم توظيف الإعلام المصري بجميع وسائله المسموعة والمرئية والمقروءة للتقليل من شأن الثورة وتسفيه القائمين بها واتهامهم بالعمالة ، والقلة المندسة لصالح أجندات خارجية ، وادعاء مشاركة عناصر خارجية وتحريضها للقيام بالمظاهرات من خلال تصريحات عمر سليمان نائب الرئيس الذى عينه مبارك رابع ايام الثورة ، وتقليل أعدادهم وعدم نقل صورة حية لتحركاتهم وهتافاتهم ومطالبهم وتضليل الرأى العام واستمالة العامة وغير المهتمين بالسياسة لتثبيط المتظاهرين . فصل شبكة النت كلية داخل مصر وقطع خدمة الاتصالات عن المناطق التى تنشط فيها المظاهرات لمنع التواصل بين المتظاهرين او نقل صورة لما يحدث من هجوم وقمع وقهر واعتقال وقتل الى العالم الخارجى . انسحاب رجال الامن من جميع الميادين وحرق مقار الشرطة وسرقة الاسلحة منها وفتح السجون وإطلاق المساجين ضمن مخطط تم العثور عليه فى مقار الشرطة نفسها يهدف الى الترويع ونشر الذعر والرعب بين الشعب حتى يعود المتظاهرين لحماية ديارهم والانصراف عن مظاهراتهم . المخططات الخفية لرجال الأمن بتحريض أعضاء مجلس الشعب المنتمين الى الحزب الوطنى لتسيير مظاهرات لتأييد الرئيس وتقديم جمع من البلطجية والمجرمين فيها وتزويدهم بالسلاح والقنابل المسيلة للدموع المالتوف والسنج والسيوف والبلط والجنازير والتى اتجهت الى ميدان التحرير ليلة الأربعاء الاسواد فى الاسبوع الثانى للتظاهرات وهجمت على المعتصمين فيه فقتلت العشرات واصابت الآلاف . اشتراك بعض رجال الشرطة بالزى المدنى بالعديد من عمليات السطو والسرقة والتعدى على المتظاهرين والقبض على بعضهم والتعرف عليهم وتسليمهم للجيش . محاولة اقناع الرأى العام العالمى بان الإخوان المسلمين هم من يقوم بالثورة حتى يتحامل عليهم المجتمع الدولى الذى حاول نظام مبارك استخدام الاخوان فزاعة لتخويفهم و ارهابهم لكسب تأييده لبقائه وتوريث ابنه من بعد . التشهير بالثوار والادعاء عليهم بانهم يعملون لصالح اجندات خارجية لايران وحزب الله واسرائيل وامريكا وانهم يتقاضون مئات الدولارات ويتناولون وجبات الكنتاكى .. بعد عودة النت اقيمت حرب الكترونية ضد الثورة بانشاء جروبات على الفيس بوك تندد بها وتنشر مشاركات ومقالات لمهاجمتها والتخويف من استمرارها بالتهويل بانتشار العصابات والتدخلات الاجنبية ومحاولة ضرب الاقتصاد والعمل لصالح اجندات خارجية . تسخير بعض الاشخاص والصحفيين للإتصال بالقنوات الفضائية والإدعاء انهم من قادة الثورة وانهم دربوا على ايدى الموساد الاسرائلى لضرب امن مصر. وكثرة الاستغاثات والصراخ والبكاء وادعاء هجوم عصابات عليهم واغتصابهم وسرقتهم وتهديدهم . والذى ثبت كذبهم وتآمرهم مع الامن بعد ذلك . تقاعس الأزهر كمؤسسة دينية عن دعم الثورة بشكل رسمى مما يزيد تأييدها وان كان المتحدث الرسمى له الدكتور محمد رفاعة الطهطاوى قد استقال من منصبه وانضم الى الثوار بالميدان وايضا اشتراك الدكتور احمد النجار شيخ الازهر. استغاثة اسرائيل بجميع حلفائها لتأييد مبارك ومحاولة اجهاض الثورة ، والموقف المتردد للقوى العالمية وعلى رأسها امريكا . اعلان الحرب الاعلامية على القنوات التى ايدت المتظاهرين وواصلت متابعتهم ونشر آرائهم ومطالبهم ومحاولة قطع بثها والتشويش عليها واتهامها بالتخطيط لهدم مصر . محاولة زعزعة الثقة بين الشعب والجيش والإيهام بأن تباطؤ المجلس الاعلى للقوات المسلحة فى الاستجابة لمطالب الثورة محاولة للإلتفاف عليها وتفريغها من مضمونها ، رغم انه من ايد الثورة واعترف بمطالبها المشروعة وارغم الرئيس على التنحى . محاولة الحزب الوطنى التخويف من الثورة ونشر اشاعات حول انتشار عصابات وسرقة واغتصاب ونهب وغلاء وهدم الاقتصاد ، كما حاولوا السطو على الثورة واستلاب اسمها ومحاولة الاعلان عن تأسيس حزب تحت عنوان 25 يناير وادعاء انطلاقهم من عباءة الدكتور محمد غنيم رئيس الجمعية الوطنية للتغيير بالمنصورة ولكن كشف ملعوبهم واصدر غنيم بيانا بعدم تصريحه بذلك وعدم احقية من كان فى ذلك الاسم سوى الثوار . مما سبق يتبين ان الثورة المضادة هى كل ما من شأنه تثبيط الثورة او التشكيك فيها او التقليل من انجازاتها او عدم دعمها او التخذيل عنها او اثارة الشائعات حول نتائجها او محاولة الوقيعة بين اطرافها . ولكن الله سلم وكشفت كل المكائد وحمى الله ثورتنا وستحقق جميع مطالبها وسننطلق الى المستقبل المأمول بأسرع مما نتوقع ان شاء الله . احلام الجندى صباح الجمعة 4/3/2011

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل