المحتوى الرئيسى

تونس الثورة وجمعة النصر بقلم الناصر خشيني

03/04 20:51

يحق لشباب تونس المعتصمين في القصبة الاعلان عن نصر جزئي وبالتالي الفرح واعتبار حمعة اليوم حمعة النصر وذلك بعد خطاب الرئيس المؤقت للبلاد السيد فؤاد المبزع ويعد هذا الخطاب استجابة جزئية لمطالب ثوارنا في ضرورة انهاء العمل بالدستور وحل مجلسي النواب والمستشارين وحتى وان لم يشر الخطاب مباشرة الى ذلك فان الخطوات المقررة تأكيد على هذا الخيار باقرار انتخابات لمجلس تأسيسي وطني يسهر على صياغة دستور للبلاد لأن الدستور القديم قد تجاوزته الأحداث وهكذا تنجح ثورة شعبنا في تحقيق هذا المنجز الهام بفضل الشهداء الأبرار الذين سقطوا فداء لحرية شعبهم وكذلك صبر شبابنا المعتصم في ساحة القصبة أو الذي تحرك عبر شوارع تونس شمالا وجنوبا مناديا بمطالبه المشروعة. وان البداية بتكوين مجلس تاسيسي يسهر على صياغة دستور جديد للبلاد فيه الكثير من المعاني منها القطع مع الماضي وتدشين مرحلة ديمقراطية جديدة في حياة شعبنا وترسيخ لحضور هوية شعبنا العربي المسلم اذ أن الرسول عليه السلام عندما هاجر الى المدينة من مكة كان أول عمل سياسي قام به في اتجاه بناء حياة سياسية قائمة على الديمقراطية والشورى هي تأسيسه لعقد الصحيفة كأول دستور مدني مكتوب تعاقدي بين كل مكونات المجتمع في المدينة بقطع النظر عن الانتماء الديني حيث كان المسلمون واليهود والنصارى في المدينة وبذلك يعلن الرسول عن انشاء دولة مدنية توظف فيها السياسة لخدمة الدين لا العكس كما يحصل وحصل بعد ذلك أن وظف الدين لخدمة السياسة وهكذا يبادر شعبنا عبر ثورته المظفرة الى المصالحة مع هويته العربية والاسلامية بعد تشويهها كثيرا بفعل التغريب الذي فرض على شعبنا عقودا عديدة. ان التونسيين يعتبرون طليعة للأمة العربية في ثورتها الشعبية الملتهبة في معظم الساحات حتى وصلت أخيرا الى بلاد نجد والحجاز حيث ننتظر من الشباب العربي في كل هذه الساحات تناسي الخوف والغائه من اعتباراتهم والتقدم نحو الفعل الثوري الجريىء الذي يبني الامة العربية على أسس متينة بحيث لن نبقى بعد هذه الثورات الشعبية تحت الهيمنة الغربية أو موضوعا للاذلال الصهيوني الذي جاء الوقت لازالته نهائيا من الوجود حتى يتسنى لشعبنا الفلسطيني العودة الى أرضه معززا مكرما. ان مشاكل الامة العربية مترابطة ومتشابهة الى حد كبير وذلك لوجود حقيقة موضوعية هي وحدة التاريخ التي تقود حتما الى وحدة المصير وكذلك الروابط الدينية واللغوية والحضارية والتاريخية تؤكد على ضرورة الوحدة العربية لمجابهة التحديات التي تواجه الامة العربية وللتأكيد على هذه الحقيقة فاننا سنتابع ما سيفعله أعضاء المجلس التاسيسي المنتخب عندما يقررون هذه الحقائق لشعبنا في الدستور المزمع صياغته ونحن متأكدون من ذلك لأن وراءهم شعب عظيم افتتح عصر الثورة العربية ولن يسمح الا بتحقيق كل أهدافه. الناصر خشيني - نابل تونس

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل