طارق عبد المطلب يكتب .. معا.. في محطة التحرير!

" التحرير".. ذلك الميدان العتيق الذي تنساب منه واليه فلول السيارات مع آلاف البشر وسط قاهرة المعز .. لم يعد مجرد بنايات تحيط بساحة ومساحة خالية، بل تحول من مبان متراصة الى معان متعددة، واصبح بداخل كل منا "ميدانا" لتحرير انفسنا من سلبيات ونواقص عشنا بها وتعايشنا معها حتى تحولت الى امور اعتدناها، اذ من منا لم يعمل بالقول المشهور: " اذا اردت ان تنجز فعليك بالوينجز" ، و" ادفع المعلوم تخلص عند اللزوم". الاهم من ذلك كله .. يجب علينا ان نعترف بان الشباب الذي سبق وفقدنا فيه الثقة واتهمناه بانه جيل " البوكسر" والبنطلونات الساقطة، رد علينا ليس فقط برفع البنطلونات بحملة على "الفيس بوك" اٌطلق عليها: "ارفع بنطلونك"، ولكنه رد بشكل عملي عظيم، حينما تصدر لرصاصات القنص الغادرة وبذل دماءه الزكية في سبيل تحريرنا من نظام سقط. هذه المكرمة من الشهداء تحتم علينا ان نكمل مسيرة تحرير انفسنا مما علق فيها من مواريث كارثية،تمثلت في امثال شعبية توغلت فينا فتغول علينا من حكمونا، لابد ان نمحي من ذاكرة الوطن تلك الامثال الخانعة من عينة: "انا عبد المأمور".. " اربط الحمار مطرح مايعوز صاحبه".. " بلدك بتُعبد عجل .. حِش وارمي له" .. " اللي يجوز امي اقول له ياعمي".." ان قابلك الاعمى كُل غداه، مش هتيجي احن من اللي عماه"..!! الان، لابد ان نغسل امخاخنا من مثل هذه الخناعات، وان نستبدلها بشعار الثورة : "ارفع راسك .. انت مصري". ايضا .. لابد ان نحافظ على الممتلكات العامة لانها ملكنا جميعا، كما لابد ان نلتزم وننصاع للنظام في كل شيئ وان نحترم المجند البسيط الذي ينظم المرور مثلما نحترم ضابطه. كما يجب ان تستفيد جماهير الكرة تحديدا مما فعله " الالتراس" الاهلاوي والزملكاوي الذين اثرو الثورة بالدخلات المشمولة بالاهازيج والاعلام الكبيرة، واكدوا ان التشجيع للنادي والتحرير للجميع. جيل الثورة، علمنا الحب، وهاهو يقوم حاليا بحملة توعية في مترو الانفاق يؤكد خلالها على ضرورة الحفاظ على نظافة المترو والالتزام بالركوب من الابواب الوسطى والنزول من الاطراف ، وكم اشفقت على احدى الفتيات وهي تتحدث وسط زحمة الظهيرة وبعد ان ادلت بارشاداتها بصوت عال لم تجد منفذا للتحرك نحو باب النزول.. واندفعت فجأة - وانا معها - من باب الصعود لنجد انفسنا بقوة الدفع خارج المترو.. معا في محطة التحرير !. انضم إلى اصحاب كورابيا على الفيس بوك وشاركهم برأيك