المحتوى الرئيسى

الثورات الشعبية العربية غير قابلة للاستغلال لأنها ليست ثورات عصابات أو طوائف أو عمالة وخيانة بقلم:محمد شركي

03/04 20:18

الثورات الشعبية العربية غير قابلة للاستغلال لأنها ليست ثورات عصابات أو طوائف أو عمالة وخيانة محمد شركي من المعلوم أن الثورات الشعبية العربية الحالية تعزى لواقع مأساوي سببه تسلط الغرب على العالم العربي والتمادي في احتقاره وإهانته من خلال دعم الكيان الصهيوني الغاصب ، والدفاع عنه ، والسكوت عن جرائمه وتشجيعه عليها بواسطة الفيتو الملغي لكل قرار يدينه ، فضلا عن احتلال الغرب لأقطار عربية واستغلال ثرواتها النفطية ، إلى جانب دعم أنظمة فاسدة كل همها هو تطبيق أجندة الغرب وتعليماته ، وتهريب الأموال خارج الوطن ، وقمع الشعوب ، ومصادرة الحريات الشيء الذي أوصل العالم العربي إلى الأنفاق المسدودة وتسبب في انفجار بركان الثورات الشعبية من قلب الأحياء الهامشية ومن وسط الشباب الضائع . هذه حقيقة تحاول بعض الجهات التمويه عنها لنسف الثورات الشعبية في محاولة يائسة لاستغلالها الاستغلال البشع . فالأنظمة الفاسدة سواء الساقطة أو التي هي في طريق السقوط سارعت إلى شماعة الأجندات الخارجية ، وآخر هذه الشماعات هو اتهام النظام اليمني الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني بأنها العقل المدبر لهذه الثورات . ومن المضحك أنه بعد أن صرح في مهرجانه الخطابي الفارغ بذلك على عادته لذر الرماد في العيون ، وبعد احتجاج الإدارة الأمريكية عليه وتأنيبه ، وهي ولية نعمته اضطر للاعتذار لها الشيء الذي يعد فضيحة تضاف إلى فضائحه ،مما يعني أنه ألقى الكلام على عواهنه لتبرير الثورة المشتعلة حوله . وأغرب من ذلك اتهام النظام الليبي الثورة الزاحفة عليه أنها ثورة الحبوب المهلوسة تارة ، و تارة أخرى ثورة تنظيم القاعدة ، وطورا مؤامرة الغرب علما بأنه يستجدي الغرب ويتزلف إليه من خلال محاولة إقحام تنظيم القاعدة في الثورة ، وهي دعوة صريحة ومكشوفة لتدخل الغرب والاستنجاد به لإنقاذه من السقوط . وأحيانا يتهم الإعلام بأنه وراء هذه الثورات . ويبدو أن هذه التبريرات متهافتة لأنه لو كانت الحبوب المهلوسة وتنظيم القاعدة والإعلام يصنع الثورات الشعبية لكان ذلك منذ زمن بعيد ولما لبثت الشعوب العربية في العذاب المهين . فالثورات العربية شعبية بكل ألوان الطيف كما يقال وليس لطائفة أو جماعة فيها فضل على غيرها، بل طبيعة هذه الثورات تتبرأ من كل طائفية . ومع ذلك نجد بعض وسائل الإعلام المحسوبة على بعض البلدان ذات الأنظمة الطائفية المتعصبة تحاول ركوب بعض هذه الثورات لمجرد وجود طائفة تدين لها بالولاء كما هو شأن الثورة الشعبية في البحرين ذلك أن الإعلام الطائفي لا ينقل إلا هذه الثورة ويمر مرور الكرام بغيرها لأنها لا تعنيه لخلوها من رائحة الطائفية . والغرب نفسه يتظاهر بالتودد إلى هذه الثورات وحقيقة أمره أنه أكثر انزعاجا منها لأنها قلبت موازينه وحساباته رأسا على عقب لهذا يحاول جاهدا إجهاضها عن طريق الاحتفاظ برموز الأنظمة الساقطة من أجل تمديد عمر سياسته المتسلطة في الوطن العربي لتوفير الأمن والاستقرار للكيان الصهيوني ، ولقواعده العسكرية القريبة من ثروات البترول الذي يهدر لفائدته ولصنع رفاهيته . وطبيعة الثورات الشعبية العربية الحالية أنها غير قابلة للاستغلال ، وقد أثبتت الثورتان التونسية والمصرية ذلك لأنهما تنبهتا إلى المؤامرات الغربية والعميلة التي تحاول إجهاضهما لهذا لا زال الشباب العربي الثائر التونسي والمصري معتصما يريد التغيير الحقيقي لا التغيير الصوري الخادع. ولا زالت أجواء الثورات هي السائدة في طول الوطن العربي وعرضه وهي عبارة عن طوفان من المستحيل احتواؤه بشكل من الأشكال إلا أن يحدث التغيير الحقيقي الذي يعيد للعرب كرامتهم كاملة غير منقوصة ، وحقوقهم الضائعة وعلى رأسها استرجاع أرض فلسطين كاملة غير منقوصة أيضا ، وتحرير كل شبر عربي من الاحتلال الغربي ، وتخليص كل الثروات من الاستغلال البشع . ولا حظ للأطماع الأجنبية أو الطائفية في الوطن العربي . ولقد حاول الغرب ركوب الطائفية للتمادي في إذلال العرب ولكنه حصد الخيبة مع طائفيته من خلال اندلاع الثورات الشعبية العربية المظفرة .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل