المحتوى الرئيسى

جهاز «آي باد» الجديد.. بين مؤيد ومتشكك

03/04 15:41

عندما انتهى ستيف جوبز الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» للكومبيوتر من إطلاق «آي باد 2» مساء أول من أمس في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية تدفق آلاف من مالكي «آي باد» الأصلي على شبكة الإنترنت لبيع أجهزتهم في محاولة للتخلص منها لشراء النسخة الجديدة، لا سيما أن «آي باد 2» سيطرح في أسواق الولايات المتحدة في 11 مارس (آذار) الحالي وبعدها بأسبوعين في عدد من دول العالم. وقد أدى ذلك إلى مؤثرات سلبية على سوق الأجهزة الإلكترونية المستعملة، خاصة إذا علمنا أن شركة «أبل» خفضت أسعار الأجهزة الجديدة لما يمكن أن نطلق عليه الآن «آي باد 1» أو «آي باد» الأصلي بما يقرب من مائة دولار في محاولة للتخلص من المخزون قبل طرح الجهاز الجديد في الأسواق. وكانت إحدى شركات التجارة الإلكترونية تعرض شراء «آي باد» المستعمل من المستخدمين بأسعار تتراوح ما بين 70 إلى 75 في المائة من سعر الجهاز الأصلي، وخلال ساعات أجبرت الشركة على تخفيض سعر الشراء، بعد إعلان إطلاق «آي باد 2». وقد انطبق الأمر على كثير من شركات التجارة الإلكترونية الأخرى. وعلى الرغم من الخسارة التي قد يتكبدها أصحاب «آي باد» الأصلي الذين يحاولون بيع أجهزتهم، فإن ما حدث فرصة عظيمة لمن يرغب في شراء «آي باد» بسعر يقل عن 400 دولار. فعلى حد قول معلق متخصص في قطاع الإلكترونيات، فإن كون عمر الجهاز نحو العام، لا يغير من حقيقة أن «آي باد» الأصلي جهاز رائع. وعلى الرغم من الحماس وردود الفعل الإيجابية التي واكبت النسخة الجديدة لـ«آي باد» فإن بعض المتخصصين في قطاع الإعلام الإلكتروني يشيرون إلى أنه من الأفضل الانتظار لظهور «آي باد 3». السبب في رأي هؤلاء هو أن النسخة الثانية تفتقر لعدد من الإضافات التي من الممكن أن تظهر في النسخة الثالثة مثل «عرض الشبكية» وهو النظام الموجود في بعض نسخ الـ«آي بود» و«آي فون 4» وكلاهما من منتجات شركة «أبل». ويعني ذلك بلغة مبسطة درجة نقاء الشاشة. كما لا يوجد بها «يو إس بي» لربطه بأجهزة أخرى مثل الكاميرات. إلا أن الأسواق شهدت ظهور وصلات يمكن استخدامها لهذا الغرض. وعلى الرغم من وجهات النظر تلك فقد استقبل الخبراء والمتخصصون والجمهور ظهور النسخة الجديدة بترحاب شديد، ولا سيما مع ظهور ستيف جوبز الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» ليقدم بنفسه جهازه الجديد وسط ترحيب حماسي، على الرغم من أنه في إجازة مرضية مفتوحة للعلاج من إصابته بحالة نادرة من سرطان البنكرياس، متحديا الشائعات التي انتشرت في الولايات المتحدة بأن حالته الصحية سيئة. وقد سخر خلال ظهوره، على مسرح مركز يوربا بونا في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية، من منافسيه ومن أجهزة الكومبيوتر اللوحية الأخرى وتحدث بحماسة عن مميزات «آي باد 2»، بينما كان الرجل الثاني في الشركة والوريث المرتقب لمنصبه تيم كوك ينظر إليه، كما ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء. والجهاز الجديد، الذي يباع في الولايات المتحدة بـ499 دولارا، وهو نفس سعر الجهاز القديم، أقل سمكا من هاتف «آي فون 4» وأسرع مرتين من «آي باد» الأصلي، ويحتوي على كاميرتين؛ واحدة أمامية والأخرى خلفية، بهدف إجراء اتصالات فيديو. وتعني استخدام الشركة لمعالج سريع إمكانية إنتاج أعمال موسيقية وسينمائية على الجهاز الجديد. وبعد انتهاء تقديم «آي باد 2» ظل جوبز في المسرح يتحدث مع معارفه وعدد من العاملين في الشركة لمدة تزيد على 20 دقيقة. وأوضحت وكالة «رويترز» للأنباء أن ظهوره جاء في لحظة مهمة في تاريخ الشركة فقد طرحت «أبل» الجيل الجديد من جهاز الكومبيوتر اللوحي في الوقت الذي تطرح فيه أو تستعد فيه الشركات المنافسة لطرح نسختها من هذه الأجهزة. وأوضحت كارولينا ميلانسي من شركة «غارتنر» الاستشارية في مجال الإلكترونيات في لقاء مع صحيفة «الغارديان» الإنجليزية أن «الشركات المنافسة (في مجال الكومبيوتر اللوحي) تقع في نفس الخطأ الذي وقعت فيه شركات الهاتف الجوال في ردها على ظهور هاتف (آي فون): المعركة تتعلق بالأجهزة، وبالنسبة للكومبيوتر اللوحي، الوضع أقل بالمقارنة بالهواتف الذكية. ما يمكنك فعله باستخدام جهاز الكومبيوتر اللوحي هو الفرق». وتجدر الإشارة إلى أن «أبل» باعت ما يقرب من 15 مليون جهاز «آي باد» في 9 أشهر الأخيرة من العام الماضي، وهو ما يمثل ما يتراوح بين مرتين وثلاث مرات أكثر من توقعات الخبراء والمحللين. ومن المتوقع أن تبيع الشركة 30 مليون جهاز هذا العام، تصل قيمتها إلى ما يقرب من 20 مليار دولار. لقد أثبتت شركة «أبل» بإنتاجها «آي باد» الأصلي وجود سوق لكومبيوتر لوحي إمكانياته أقل من كومبيوتر محمول وأكثر من هاتف ذكي، ولكنه يؤدي الكثير من نفس المهام. وقد ظهرت الكثير من النسخ المقلدة في الأسواق، ولكن لم يتمكن أحدها من جذب انتباه الجمهور.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل