يومياتثلاث وزاراتبقلم: أنور الهواري
والجديد كذلك, أن سطوة الإعلام وصلت إلي ذروة غير مسبوقة, فهو يؤثر علي السياسة, ويلعب دورا سياسيا مؤثرا حتي وإن كان غير منظم, وفي ظل التنافس الإعلامي, فإن فوضي المعلومات التي يختلط فيها الصحيح بالمغلوط, تزيد من الأعباء التي تضغط سواء علي القوات المسلحة, أو علي أعصاب المواطن العادي, الذي يبحث عن الرزق وعن الأمن له ولأسرته. والجديد كذلك, أن انقطاع حالة الاستقرار في مصر, يأتي في إطار موجة إقليمية, بدأت في تونس, ولايعلم أحد أين ولا متي تصل إلي نهايتها. أضف إلي ماسبق, أن الحالة المصرية يتزامن معها فراغ في الموقع الرئاسي, وفي المؤسسات التشريعية, وفي الأجهزة الأمنية, ويترافق معها مايشبه التوقف التام لعجلات الاقتصاد الانتاجي, والخدمي, أي أن الفراغ السياسي المفاجئ, يصاحبه شلل اقتصادي مماثل, مما يجعل من واقع الحال نوعا من الأزمة التي تستغلق بدلا من أن تنفرج. وبالإضافة إلي الفراغ السياسي والشلل الاقتصادي, فإن المجتمع السياسي بمعناه الحزبي والتنظيمي والإيديولوجي, يبدو في حالة من الضبابية الشديدة, لانعرف معها مصير الأحزاب القديمة, ولسنا متأكدين من ملامح الأحزاب الجديدة, فهي مفتوحة علي احتمالات لاتدعو إلي الاطمئنان. عدم الاستقرار الوزاري, ربما يكون مبررا في إطار الوصول إلي تشكيلة حكومية تلقي قبولا شعبيا, والمهم أن تتمكن من القيام بأعباء مرحلة عصيبة تستلزم تكاتف الجميع. ويبقي الأمل علي القوات المسلحة, فمنها نبدأ وإليها نعود.
Comments